صحيفة العدد الحقيقة العدد”274″:متابعات لما تناولته الصحافة العربية والغربية عن اليمن
مجلة “فوربس” الأمريكية: حرب اليمن انتقلت إلى السعودية والإمارات والحوثيون أصبحوا أقوى ووفد إماراتي زار فرنسا بحثاً عن مضادات للطائرات المسيّرة
وصفت مجلة “فوربس” الأمريكي الهجمات اليمنية بواسطة الطائرات بدون طيار التي طالت الرياض وأبوظبي بأنها انتقال لحرب اليمن إلى السعودية والإمارات بعد أكثر من ثلاث سنوات على انطلاقها والتي أدت لنتيجة عكسية جعلت جماعة أنصار الله الحوثيين أقوى مما كانوا عليه قبل الحرب.
ونشرت المجلة تحليلاً للصحفي والمحل السياسي المخضرم “دومينيك دادلي” الذي يتمتع بخبرة قرابة عقدين في شؤون الشرق الأوسط، رصده المراسل نت، بعنوان “هجمات الحوثيين على الأهداف الاقتصادية تنقل الحرب في اليمن إلى السعودية والإمارات”.
وبنى الكاتب تحليله على ثلاثة أحداث رئيسية هي إعلان قوات صنعاء نجاح طائراتها المسيرة في قصف مصفاة أرامكو بالعاصمة السعودية الرياض ومطار أبوظبي في العاصمة الإماراتية وتدمير بارجة حربية سعودية في البحر الأحمري، مشيراً إلى أن السعودية لجأت لتبرير ما حدث في المصفاة بأنه حريق داخلي وأن ما تم استهدافه هو ناقلة نفط، فيما لجأت الإمارات لإعلان وقوع حادثة تسببت بها مركبة في مطار أبوظبي.
واعتبر دادلي أن ما حدث خلال الأسبوع الماضي يؤكد أن الحرب التي ظن التحالف أنه قادر على حسمها في أسابيع قد انتقلت بعد أكثر من ثلاث سنوات إلى السعودية والإمارات وأن تلك الهجمات تؤكد أن الحوثيين باتوا أقوى مما كانوا عليه قبل الحرب وأنهم باتوا قادرين على تشكيل خطر حقيقي على السعودية والإمارات، مشيراً إلى أن الهجمات اليمنية على قطاعي النفط والنقل في قلب اقتصادات دول الخليج سيكون له تداعيات أوسع نطاقاً على كل من السعودية والإمارات.
وفي إشارة على أن الإمارات لديها مخاوف حقيقية من الطائرات المسيرة حتى قبل استهداف مطار أبوظبي، كشف دادلي عن معلومات تفيد بأن وفد إماراتي زار مؤخراً عدداً من الشركات التي تصنع أنظمة مضادة للطائرات بدون طيار في فرنسا وفنلندا في أوائل شهر يوليو.
وتوصل دادلي إلى أن الحرب على اليمن وصلت إلى مرحلة من الجمود بالنسبة للسعودية والإمارات فيما يحاول مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث إنهاء النزاع من خلال الدبلوماسية، مؤكداً أنه ومن دون التوصل إلى حل سياسي فمن غير المحتمل أن يختفي التهديد الذي يفرض نفسه على المصالح الاقتصادية للمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة في ظل التهديد المتطور المتمثل بالطائرات بدون طيار على وجه الخصوص.
موقع “أنتي وور” الأمريكي: السعودية شنت الحرب على اليمن خوفاً من انتفاضة اجتماعية
قال موقع «أنتي وور» الأمريكي إن آلية بقاء النظام السعودي اعتمدت منذ وقت طويل على تحويل التوتر داخل المجتمع إلى عداء شديد، وتوجيهه نحو إيران، مؤكداً أن النظام في الرياض يواجه تهديداً حقيقياً، وسط تغيّرات اجتماعية اقتصادية حاصلة.
وأوضح الموقع -في تقريره- أن نتيجة استمرار هذه الآلية تحت قيادة محمد بن سلمان ولي العهد، قصف جماعي لليمن وتجويع لشعبه، مضيفاً أن ذريعة التدخل في هذا البلد هو إيران ودعمها للحوثيين، والتي لن يسمح وجودها بتحقيق نظام الرياض انتصاراً سهلاً، بينما يسهل على الطائرات السعودية تدمير اليمن بكل أريحية.
وذكر أن السخط الاجتماعي تجاه النظام السعودي -والذي ربما أحدث ثورة- قد وجد منفذاً له في القتل الجماعي لسكان اليمن وتجويعهم، وبهذا، حل نظام الرياض المشكلة، ونجا من الإطاحة.
ويقول الموقع إن نظام محمد بن سلمان يواجه معضلة في ظل انخفاض أسعار النفط، وهي كيفية الإبقاء على ثراء الأسرة الحاكمة، وبقاء نظام آل سعود، وأنه في سبيل ذلك اخترع فكرة «رؤية 2030» لعصرنة بلده، من خلال رفع القيود على الاستثمار والمرأة، التي سمح لها بالقيادة، لكنه ما زال يعتقل الناشطات اللائي دعين لذلك، وأطلقت الحملات منذ عقود.
ولفت إلى أن قيادة المرأة السعودية للسيارة يُنظر إليه من قبل رجال الدين ومعظم أطياف المجتمع السعودي (باستثناء النخبة التي يجري معها الإعلام الغربي اللقاءات) على أنه تغيير خطير.
ولمواجهة ذلك -يتابع الموقع- فإن بن سلمان أتى بواحدة من أقدم الخدع، وهي توجيه التوتر الاجتماعي والغضب نحو إيران، وهو ما يساعد النظام السعودي على البقاء إذ لم تستطع أميركا ضمان أمنه.
وأشار الموقع إلى أن عداء السعودية لإيران تزايد لمستوى غير مسبوق، مع صعود بن سلمان عام 2015، وهو العام الذي بدأ فيه وضعه الخطط لمواجهة توتر السعودية تجاه الإصلاح، إذ أدرك ولي العهد منذ البداية أنه سيكون بحاجة لتشتيت الانتباه، وإيجاد سبيل لتفادي القلق الاجتماعي.
ويشير التقرير إلى أن بن سلمان وظف رجال الدين الوهابين وحقدهم على إيران، والإشارة إليها باعتبارها حليفة للحوثين، رغم أن معظم التحليلات تشير إلى أن العلاقة بين طهران والحوثيين ليست بالقوة التي يصورها النظام السعودي.
ويؤكد التقرير أن حرب السعودية على اليمن لا تندرج في إطار محاربة ما يسمى «بالهلال الشيعي» والخوف من نفوذ إيران بالمنطقة، بل إن بن سلمان شن تلك الحرب من أجل ضمان بقاء نظام آل سعود السياسي في مواجهة انتفاضة محتملة. حاجة بن سلمان للبحث عن عدو يوجه الغضب تجاه -يواصل التقرير- قد تزايدت بعد مصادرة 70 % من ثروة حوالي 160 أميرا ورجل أعمال سعودي أواخر عام 2017.
موقع الميادين نت: عسكري أمريكي ومدير مكتب كولن باول: لن ينتصر السعوديون والإماراتيون في اليمن حتى لو سيطروا على الحديدة وهذا ما سيفعله الحوثيون بهم
أبدى العسكري الأمريكي السابق لورنس ويلكرسون، مدير مكتب وزير الخارجية الأمريكي الأسبق كولن باول ثقته بأن السعودية والإمارات ستخسران في اليمن في نهاية المطاف حتى لو تمكنتا من السيطرة على ميناء الحديدة لأن الحوثيين سيواصلون حرب العصابات وسيجربون القوات السعودية والإماراتية على الانسحاب.
ففي مقابلة أجراها موقع الميادين نت مع ويلكرسون أجاب الأخير عن سؤول حول تقييم أداء السعوديين والإماراتيين العسكري في اليمن قائلاً “إنهم يخسرون. إنهم يخسرون الحرب في اليمن تماماً كما خسرت مصر الحرب في اليمن تحت قيادة عبدالناصر في حقبة الستينات”. وأضاف “يقول لي عسكريون مصريون سابقون إن اليمن كانت بمثابة حال فيتنام للولايات المتحدة”.
وأكد أن السعودية والإمارات تخسران الحرب حالياً “حتى إن استطاعوا تطهير الميناء (ميناء الحديدة) والساحل والإمساك بهذه المنطقة – الأمر الذي لم يحقّقوه – فإن المتمرّدين (الحوثيين) سينسحبون إلى الجبال في الشمال ويقومون بنفس الشيء الذي قاموا به مع المصريين. سيستخدمون أسلوب حرب العصابات وينهكون السعوديين إلى أن يضطر السعوديون إلى الرحيل”.
وجدد ويلكرسون تأكيده أنه “لا يمكن للسعوديين أن ينتصروا في هذه الحرب،لا ينتصرون فيها الآن ولن ينتصروا فيها”.
وتطرق ويلكرسون إلى الدور الأمريكي في الحرب على اليمن وقال إن “الحرب في اليمن تتسبّب بالحيرة للكثيرين منا هنا في المنطقة، إذ أن الولايات المتحدة تقول إن عدوها الأساس تنظيم القاعدة وفي نفس الوقت أصبح من المعروف أن الحرب على اليمن تقوّي القاعدة. بالتالي لماذا هذا الدعم للحرب التي يبدو أنها تتعارض والمصالح الأميركية إذا ما نظرنا إلى الموقف الأميركي الرسمي من تنظيم القاعدة”.
مجلة ” ذا امريكان كونزيرفيتف”:حقائق مدمرة عن انتهاكات طالت مدنيين في اليمن
استنكرت مجلة ” ذا امريكان كونزيرفيتف” الأمريكية بشدة تصريحات الجنرال جو فوتيل الذي يترأس القيادة المركزية الأمريكية الذي قال أنة راضٍ إزاء رد الفعل الإماراتي حول التقارير التي أفادت عن حدوث انتهاكات لحقوق الإنسان في عدد من السجون التي تديرها الإمارات في اليمن.
وأعلن فوتيل الذي يشرف على العمليات الأمريكية في الشرق الأوسط إنه بحث هذه المسألة مع نظرائه الإماراتيين.
وقال الجنرال الأمريكي أنه “راض عن التحقيقات الجارية لتبيان الحقائق”، وأضاف “نحن على ثقة بأن (الاماراتيين) سيواصلون العمل بما يتناسب مع قيمهم وقيمنا”.
جاء ذلك في مقال للكاتب الأمريكي دانيال لايرسون بعنوان”استجابةأمريكية غير مرضية للغاية لسجون التعذيب الإماراتية في اليمن”.
وقال الكاتب أن رد دولة الإمارات هو إنكار للمسؤولية كاملة ومهاجمة أولئك الذين اتهموهم على نحو موثوق بأنهم كذابون.
وأكد أن هذا الأمر لا يكون مرضيا إطلاقا للولايات المتحدة الأمريكية إلا إذا كانت الولايات المتحدة متورطة بطريقة مافي جرائم الإمارات في هذه السجون.
وأشار إلى أن هناك ما يدعو إلى الاعتقاد بأن الولايات المتحدة متواطئة إلى حد ما في تعذيب المحتجزين اليمنيين استنادا إلى روايات المحتجزين والمسئولين اليمنيين.
وتطرقت المجلة إلى تصريحات أحد المسئولين الأمنيين في سجن الريان في مدينة المكلا الذي قال :”الأميركيون يستخدمون الإماراتيين كقفازات للقيام بأعمالهم القذرة في اليمن “.
وأشار الكاتب أن دعم محاولات دوله الإمارات للتغطية وإنكار دورها في كل هذه الجرائم من قبل ضابط أمريكي رفيع المستوي يدعم استنتاجيه أن بعض المسئولين الأمريكيين كانوا على علم بهذه الانتهاكات.
وقال الكاتب أنة عندما يٌتهم التحالف بإرتكاب جرائم ضد المدنيين في اليمن فإنهم يسارعون لنفي وإنكار كل شي, حتي أنهم لا يتجرأون بالمطالبة بإجراء تحقيقات حول هذه الانتهاكات.
ونوه إلى انة ليس لدى الإمارات العربية المتحدة مصلحة في إجراء تحقيق “لتحديد الحقائق” حول انتهاكاتها في هذه السجون لأن الحقائق مدمرة وتثبت أن حكومتها ووكلائها مذنبون بجرائم فظيعة.
وقال الكاتب : نحن نعلم بالفعل أن الإمارات العربية المتحدة ووكلائها لم يتصرفوا بطريقة تناسب قيمنا، ويتعين إعادة تقييم تعاون الولايات المتحدة مع حكومتهم في ضوء الأدلة على أن قواتهم قامت بتعذيب عشرات الأشخاص في اليمن.
واختتم الكابت مقالة قائلا: لا يمكن الاعتماد بالتأكيد على دولة الإمارات العربية المتحدة للتحقيق في هذه المسألة، ولا ينبغيعلى الولايات المتحدة أن تكون راضية عن إنكارها لهذه الانتهاكات, و تعتبر سجون التعذيب واحدة من الجوانب البشعة للحرب الغيرمبررة على اليمن ، وهي سبب إضافي يدفع الولايات المتحدة إلى وقف دعمها للإمارات العربية المتحدة وبقية أعضاء التحالف في وقت واحد.
صحيفة “راي اليوم” اللندنية: : واشنطن ورطت السعودية في حرب اليمن لإذلالها وجعلها تتودد لإسرائيل
فشلت عاصفة الحزم بقيادة المملكة العربية السعودية في تحقيق الانتصار على الحوثيين وجزء هام من الجيش اليمني، ولم تدرك الرياض أن الغرب وبالخصوص الولايات المتحدة لن تتركها تنتصر بل ستزيد من توريطها بهدف دفعها الى مد الجسور مع إسرائيل.
وتجاوزت الحرب السنة الثالثة، ولم تحقق الرياض بدعم من دول عربية، وعلى رأسها الإمارات العربية المتحدة، انتصارا بينا على الحوثيين، بل تورطت في جرائم حرب ضد الإنسانية بقتل الشيوخ والأطفال والنساء وتدمير البنيات التحتية المدنية من مدارس ومستشفيات. وجرّ هذا على السعودية والإمارات وباقي أعضاء التحالف انتقادات دولية وتنديد من الأمم المتحدة.
ولم يحقق التحالف الانتصار رغم الدعم العسكري الغربي الكبير ورغم استعمال التحالف أسلحة متطورة. والنتيجة المسجلة حتى الآن هي الفشل في تحقيق تقدم بري وفشل ذريع في وقف الصواريخ الباليستية التي تنهال على السعودية بشكل منتظم أسبوعيا.
واستطلعت صحيفة “راي اليوم” رأي خبير غربي في تاريخ السياسة الغربية تجاه العالم العربي فضل عدم الكشف عن هويته، ويقول “لقد ضحكت باريس وواشنطن على الرياض، أوهمتها بتحقيق انتصار سريع، وها هي الآن تغرق رفقة الإمارات العربية في المستنقع اليمني”.
ويضيف الخبير موضحا “لا يمكن للغرب وبالخصوص واشنطن السماح للسعودية بتحقيق انتصار في اليمن، الانتصار سيعني ان تكسب السعودية حينئذ ثقة في النفس ستجعل منها مرجعا إقليميا لقرارات العالم العربي في ظل انكماش القاهرة وعزلة سوريا وتغيير بغداد وجهتها الاستراتيجية .
ويؤكد الخبير “ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لم يكن ذكيا، يجهل تاريخ الدسائس والمؤامرات الغربية في العالم العربي، لو كان قد استحضر مقولة ثعلب السياسة الأمريكية هينري كيسنجر منذ أربع سنوات بقوله لا يمكن للدول العربية الخليجية التمتع بالأموال التي جمعتها بفضل بيع البترول للغرب لما قبل بتوجيهات صناع القرار وراء الستار في لندن وباريس وواشنطن ولما تورط في هذه الحرب. لقد كان ضحية فخ نفسي ببحثه عن تحقيق زعامة ما”.
ومن باب المقارنة يقول “لقد أوهمت واشنطن الرئيس العراقي السابق صدام حسين بإمكانه التدخل في الكويت دون تعرضه لرد فعل من المجتمع الدولي، وسقط في الفخ وكان تكسير العراق بحربين متتالتتين، وها هي السعودية تكسر نفسها في حرب اليمن بخدعة غربية ستنكشف أوراقها مستقبلا كما انكشفت الكثير من الدسائس”.
ومن باب الاستشهاد العسكري لتأكيد هذا الطرح، الأقمار الاصطناعية الأمريكية والبريطانية قادرة على رصد أماكن صواريخ الحوثيين التي تضرب السعودية لكنها لا تقصف هذه المواقع ولا تزود السعودية بالإحداثيات، وهذا دليل كافي على نية مبيتة لإذلال السعودية.
وبعد ثلاث سنوات، تنهال الصواريخ على السعودية، وتنخرط الرياض في مخططات البيت الأبيض ومنها ما يتعلق بمستقبل فلسطين، وتتودد لإسرائيل من أجل صداقة لمواجهة إيران، وها هي السعودية التي كانت في قلب المواجهة مع إسرائيل ولو سياسيا ودينيا تنتج الآن خطابات الانبطاح نحو ساسة إسرائيل.
كما تعاني من أزمة مالية بعدما كانت تتوفر على فائض كبير. نعم لقد تحققت إرادة كيسنجر وأتباعه وها هي السعودية بدل توظيف المال في التنمية توظيفه في حرب خاسرة.