صحيفة الحقيقة في سلسلة حوارات مع عدد من مسؤولي الإذاعات والبداية مع مدير إذاعة “صوت الشعب”أحمد المختفي (نص الحوار)
- الإذاعة كانت للبث الثوري قبل كل شيء وكانت على اسمها صوت الشعب لكل الشعب بجميع أطيافه.
- خلال عام فقط استطاعت ان تغطي ما نسبته ثمانين بالمئة من محافظات اليمن في شمال الوطن كما كان هناك اهتمام كبير بأبناء الجنوب وهو ما تجلى واضحاً في إيصال البث إلى عدن ولحج والضالع.
- استطعنا بعون الله وتعاون المجاهدين وثقتهم بنا أن يكون لنا مراسل خاص يتواجد باستمرار في الجبهات يجري اللقاءات الحصرية بالمقاتلين في الميدان وتبث عبر الأثير.
- أصبح إعلامنا البسيط نداً قوياً لإعلام العدوان الكاذب رغم كل إمكانياته وهذا ما دفعه لاستهداف محطات البث أكثر من ثمان مرات منذ بدء العدوان ومع ذلك مستمرون في رسالتنا وفضحنا لأكاذيبه حتى يتحقق النصر الكبير ان شاء الله.
- صار لدى الإذاعة برنامج متواصل تحت عنوان الهوية الإيمانية ليظل مذكراً لليمنيين باستمرار بأهميتها وحتى لا يستطيع العدو مهما بذل من جهود أن يكسر الحاجز الذي تم صنعه وقاية للمجتمع من خطر أفكارهم الهدامة والضحلة.
- نهتم بالجنوب وكنا السباقين في استحداث برنامج خاص اسمه (من الجنوب) يبث كل ما يتعلق بوضع جنوب الوطن وهذا البرنامج مازال يبث حتى اليوم.
- وجود كمٍّ هائل من الإذاعات الرديئة والهابطة أثّر سلباً وبقوة في تذوق المستمع وانتباهه والاستماع للإذاعات الهادفة التي لا تكاد تتجاوز أصابع الكف الواحدز
للجبهة الإعلامية دورها الكبير في خدمة الوطن وحمايته واستنهاضه من خلال الرسالة الاعلامية الصادقة المتسلحة بالوعي والبصيرة , في مواجهة التضليل , وتفنيد الشائعات , وتصحيح المفاهيم , وبما أن جبهة الإعلامية تعد الجبهة الرديفة للجبهة العسكرية , والإذاعة تكاد تكون الوسيلة الإعلامية الوحيدة للمجاهدين على خطوط النار مع العدو ؛ كان لصحيفة الحقيقة صحيفة كل المجاهدين شرف اللقاء بمدير إذاعة صوت الشعب , الصرح الإعلامي الشامخ , المتميز بمداه الواسع , وأثيره الممتد على ربوع الوطن , ورسالته الإعلامية المسؤولة .
نرحب بالأستاذ أحمد المختفي مدير الإذاعة ونشكر له استجابته لإجراء هذا الحوار
حاوره/عبدالرحمن حسين الحمران
–بداية متى ولماذا أنشئت إذاعة صوت الشعب؟
انشئت اذاعة صوت الشعب بعد بدء العدوان بقرابة الثلاثة اشهر وكان البث الاول لها في العاشر من شهر رمضان 1437 هـ والاذاعة تم البت في انشائها بتوجيهات كريمة من الأستاذ احمد حامد رئيس الهيئة الاعلامية لانصار الله بعد ان لاحظ النقص الكبير في الاذاعات التي تقوم بالدور الوطني في توعية الناس وحثهم على الصمود ومقاومة العدوان وكما تعلمون الاعلام لعب دورا خطيرا في ذلك والاذاعات التي تعمل في تلك الفترة بوجه العدوان كانت محدودة اذاعة صنعاء واذاعة سام والباقي اذاعات لا وجهة صحيحة لها وعندما دخلت اذاعة صوت الشعب احدثت حراكاً كبيراً في المجال الاعلامي لأنها دخلت بقوة منذ انطلاقة شرارة بثها الاولى وبثت ثماني عشرة ساعة متواصلة من اول بث لها ولم يكن هناك بث تجريبي بل بث حقيقي ببرامج متكاملة ونشرات اخبارية متعددة حتى انها فاقت بمراحل من كان يعمل بالساحة منذ سنوات سوآءا من حيث نوعية البرامج او حتى مدى البث الذي مازالت محافظة عليه حتى الان كونها اكبر اذاعة محلية تبث في اليمن وتغطي قرابة ستة عشر محافظة في وقت واحد
وكما قلت الاذاعة كانت للبث الثوري قبل كل شيء وكانت على اسمها صوت الشعب لكل الشعب بجميع أطيافه
–ما هي علاقة الإذاعة بمجاهدي الجيش واللجان الشعبية؟
ارتبطت الاذاعة بالمجاهدين ارتباطا وثيقا كونها كانت اول اذاعة استطاعت ان تصل إلى مناطق تواجدهم سوآءا في جبهات الساحل او نجران وجيزان او مختلف مناطق القتال ودأبت منذ البداية على توسيع رقعة بثها وانشاء العديد من المحطات في وقت قياسي ففي خلال عام فقط استطاعت ان تغطي ما نسبته ثمانين بالمئة من محافظات اليمن في شمال الوطن كما كان هناك اهتمام كبير بأبناء الجنوب وهو ما تجلى واضحا في ايصال البث إلى عدن ولحج والضالع وقريبا ان شاء الله إلى مناطق أخرى
ما يهمنا ان الإذاعة وعبر فتراتها المفتوحة استطاعت ان تكون متنفسا للمقاتلين والمجاهدين فكانوا يتواصلون بها تلفونيا ويشحذون هممهم وهم يستمعون للبرامج الموجهة والمكثفة والزوامل والاناشيد الحماسية التي كانت تدفعهم للخوض في المعارك بشراسة أكبر
ولذلك كان قصب السبق لها بكل جدارة ومع دخول اذاعات اخرى توصل موجاتها إلى المجاهدين في الجبهات استطاعت صوت الشعب ان تحتفظ بجمهورها الذي بادلها الوفاء بالوفاء مع كل احترامنا وتقديرنا لكل الاذاعات الوطنية المناهضة للعدوان والتي تخندقت مع الوطن
–حقق المجاهدون انتصارات كبيرة على تحالف العدوان السعودي الأمريكي ومرتزقته في جميع الجبهات كيف كنتم تواكبون هذه التطورات؟
بعون الله دأبت الاذاعة ومنذ البداية على تحري المصداقية والدقة في نقل الاخبار المصداقية بوابة كبيرة للحصول على ثقة المستمع لم نكن ننجر لبث واذاعة أي خبر كما تفعل بعض الاذاعات ليتضح لاحقا انه خبر مزيف بل اعتمدنا على المواقع الرسمية والمضبوطة كما كنا نمتلك مصادرنا الخاصة التي نستجلب منها الاخبار سوآء في صنعاء أو باقي المحافظات واستعنا بمجموعة من المتطوعين المجاهدين كرسل لنا فضلا عن المراسلين الخاصين بالإذاعة ونستطيع القول أننا واكبنا كل الأحداث بجدارة ولله الحمد سوآء ما كان بالعاصمة او المحافظات واستطعنا بعون الله وتعاون المجاهدين وثقتهم بنا أن يكون لنا مراسل خاص يتواجد باستمرار في الجبهات يجري اللقاءات الحصرية بالمقاتلين في الميدان وتبث عبر الاثير فضلا عن تخصيص برنامج خاص تحت عنوان تراتيل النصر مخصص كذلك لينقل لنا حياة المجاهدين في الجبهات وتفاصيلها يعيش فيه اعلاميونا معهم ذات الظروف ويسجلون تلك الدقائق بكل دقة لنعطي أنموذج للمستمع الكريم لحياة المجاهد الشاقة والمخاطر التي يتكبدها راضيا مطمئنا في سبيل اعلاء كلمة الحق والحفاظ على الوطن والجهاد في سبيل الله هذه البرامج تحرك ضمائر الناس وتحيي فيها العزيمة وتنزع عنها رداء الخضوع والذل وتشجعها على المضي في درب الجهاد
–لا شك أن الإذاعة تصب جلّ جهودها في خدمة المجاهدين في كل الجبهات؟ ماهي أبرز البرامج التي تخدم الجبهة العسكرية في مواجهة العدوان؟ ومتى يتمكن المجاهدون من متابعتها؟
أبرز البرامج التي تصب في ذلك هي برنامج يومي اسمه استراحة مجاهد
يأتي كل يوم في الساعة الواحدة والنصف ظهراً
البرنامج الثاني يبث مرتين اسبوعيا وهو تراتيل النصر مخصص للمجاهدين ويبث كل اربعاء وخميس الساعة الرابعة والنصف عصرا ويعاد الساعة الثانية عشرة والربع ليلا
كذلك تقوم الاذاعة ببث البرنامج الثقافي اليومي ونشرة اخبار الثامنة والنصف من قناة المسيرة كما تقوم ببث كل خطابات السيد عبد الملك الحوثي والسيد حسن نصر الله وتخصص الإذاعة حيزا من وقتها لبث محاضرات قيمة للسيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه والسيد عبد الملك بدر الدين حماه الله كما وتخصص فترتين خاصتين بالمجاهدين كل سبت وأحد اسمها رصاصة وقافية مخصصة للشعراء والمزوملين الذين يحركون مشاعر المجاهدين بالجبهات كما ان الاذاعة ترتبط مع كل الاذاعات كل اثنين في بث موحد ( العدوان وحدنا ) ايضا الهدف منه تعزيز الصمود اليمني وتمتلك الاذاعة مجموعة كبيرة من البرامج المتنوعة لا يسع المجال لحصرها لكنني ذكرت الابرز منها
–ما هو دور إذاعة صوت الشعب في عملية التحشيد والتعبئة العامة؟
لا تكاد تكون هناك فعالية الا وتكون صوت الشعب السباقة في التحشيد لها من خلال انتاج الفلاشات والشعارات المواكبة لها والتغطية الحية للفعاليات عبر شبكة مراسليها في الميدان فضلا عن التقارير المتعددة التي تطعم في نشراتها الاخبارية المتعددة كذلك تخصيص فترات مفتوحة مباشرة لمواكبة الفعالية او الحدث لحظة بلحظة واستضافة المحللين والسياسيين لإثراء الموضوع الخاص بالفعالية في مختلف جوانبه
–كيف غطت صوت الشعب جرائم تحالف العدوان والمرتزقة؟
استطعنا بالبداية ان نكسب ثقة المستمع في وقت كان الاعلام التابع للعدوان مازال هو المسيطر على الساحة كون العدوان كان مباغتا والاشاعات والاراجيف منتشرة والمعنويات منهارة لكن مع فتح التواصل مع المستمع الكريم وتقديم الحقائق فقط استطعنا ان نقلب المعادلة ثم انتقلنا لخطوات متقدمة استطعنا من خلالها فضح اكاذيب اعلام العدوان من خلال رصد ما يقوم ببثه من اكاذيب والاتيان بالحقيقي منها وتعريف الناس بالحقيقة وهكذا رويدا رويدا تغيرت المعادلة واصبح اعلامنا البسيط ندا قويا لإعلام العدوان الكاذب رغم كل إمكانياته وهذا ما دفعه لاستهداف محطات البث اكثر من ثمان مرات منذ بدء العدوان ومع ذلك مستمرون في رسالتنا وفضحنا لأكاذيبه حتى يتحقق النصر الكبير ان شاء الله
— تتعرض بلادنا لحملات إعلامية وثقافية وفكرية وعسكرية واجتماعية وأمنية واقتصادية مثلاً (الحرب الناعمة – نشر انتصارات كاذبة – أساليب التضليل ) كيف واجهت إذاعة صوت الشعب هذه الحروب؟
لاشك ان اكبر خطر احدق باليمن بعد ان فشل العدوان عسكريا هو استخدام الحرب الناعمة ورياح السلام وغيرها من البرامج التي ظاهرها السلام والمحبة وباطنها تفكيك المجتمع وبث الخلاعة فيه والحرص على افقاد المواطن للعرف القبلي والغيرة والاخلاق الاسلامية التي تميزه ويتمسك بها لانهم يعلمون انها سياج الامان واذا تدمرت سهل غزوه واجتياحه واذاعة صوت الشعب تنبهت لذلك وانتجت الكثير من البرامج التي وعت الناس بخطورة الحرب الناعمة كما تم انتاج وثائقيات تحكي تاريخ الحرب الباردة ونشأتها واستطعنا عمل مقابلات مع كبار العلماء والمثقفين الذين عروا هذه البرامج المدعومة بالمنظمات والتي حاولت وفشلت ولا ننسى ان كل هذا النجاح يعود فضله بعد الله إلى يقضة القيادة الحكيمة التي تنبهت لخطورتها ولذلك ركزت وبقوة على تأصيل مصطلح الهوية الايمانية لتعيد الشعب اليمني إلى اصوله وجذوره وبالتالي يستطيع الصمود امام هذه الهجمة من اعلام العدوان وبعون الله ومواكبة لذلك صار لدى الاذاعة برنامج متواصل تحت عنوان الهوية الايمانية ليظل مذكرا لليمنيين باستمرار بأهميتها وحتى لا يستطيع العدو مهما بذل من جهود ان يكسر الحاجز الذي تم صنعه وقاية للمجتمع من خطر افكارهم الهدامة والضحلة
— نشر الشائعات ركيزة أساس اعتمد عليها العدوان فما إن ينتهي من شائعة حتى يبث أخرى ما دور إذاعة صوت الشعب في مواجهتها؟
لو عدنا إلى التاريخ المعاصر لوجدنا أن الدول الكبرى وعلى رأسها أمريكا وروسيا والصين والمانيا وغيرها لجأت للشائعات لكسب معاركها كونها سلاح فتاك ولا خسارة بشرية فيه ولذلك لجأت دول العدوان لهذا السلاح الفتاك والخطير وصوت الشعب لم تقف موقف المتفرج استطاعت ان تفند هذه الاشاعات بالبحث عن مصدرها وتقديمه للمستمع الكريم ليعرف الحقيقة من الكذب وكلما ظهرت اشاعة بادرت الاذاعة لتفكيك خيوطها حتى تنجلي الحقيقة معتمدين على مصادرنا وعلى التناقضات ذاتها التي يزخر بها اعلام العدوان دون ان ينتبه فكثيرا ما يطلق الشائعة ومن ثم يبث سهوا اخبار تناقض ما أشاعه وهذا إن دل على شيء فيدل على ان حبل الكذب قصير والشطارة أن تقتنص هذه المفارقات والتناقضات وتوظف اعلاميا بالشكل الصحيح وعندها تموت الشائعة تماما
–مساحات واسعة من جنوب الوطن ما زالت ترزح تحت الاحتلال هل يصل أثير إذاعتكم إليها وما هي البرامج الموجهة للمحافظات المحتلة ؟
بكل تأكيد نهتم بالجنوب وكنا السباقين كذلك في استحداث برنامج خاص اسمه من الجنوب يبث كل ما يتعلق بوضع جنوب الوطن وهذا البرنامج مازال يبث حتى اليوم منذ خمس سنوات واصبح له اسمه ومكانته وجمهوره الواسع ونحمد الله ان كان لنا الريادة على كل الوسائل الاعلامية في تقديم برنامج نوعي مختص بقضايا الجنوب واستطعنا من خلاله ان نغير الكثير من المفاهيم المغلوطة لدى اخواننا في جنوب الوطن ووضحنا لهم الكثير من الحقائق الغائبة عنهم واستضفنا فيه الكثير من الاكاديميين والمثقفين والمناضلين من ابناء الجنوب وبالتالي اسهمنا في تنويرهم واعادتهم إلى صف الوطن.
–ماهي أبرز العوائق التي تواجهكم في إيصال رسالتكم الإعلامية؟
بكل تأكيد مثل باقي الشعب اليمني العائق المادي اكبر مشكلة فهو يحد من الانطلاق والتوسع اكثر وخلق برامج اكثر واستقدام كوادر اعلامية متنوعة تخدم المجال الاعلامي كما ان الاستهداف المتواصل للمحطات يحجم توسعنا المطرد في رقعة البث كوننا نحاول اصلاح ما تلف بدلا من شراء محطات جديدة كذلك وجود كمٍّ هائل من الاذاعات الرديئة والهابطة أثّر سلبا وبقوة في تذوق المستمع وانتباهه والاستماع للإذاعات الهادفة التي لا تكاد تتجاوز اصابع الكف الواحد وهنا أوجه رسالة ومناشدة لوزارة الاعلام بضبط مثل هذه الاذاعات التي احيانا ما تتماهى مع العدوان بطريقة خبيثة وناعمة سوآء ببرامجها التي تفسد المجتمع او بطرحها مواضيع لا تناسب الفترة التي يعيشها المواطن كونها فترة جهاد وصمود وتحتاج لبرامج تشحذ الهمة بدلا من ان تغمسه في الرومنسيات والقضايا الهامشية وحتى غير المناسبة لعاداتنا ومجتمعاتنا
–رسالتكم لإخوانكم المرابطين في الجبهات؟
نوجه لهم كل الحب والتقدير ونقول لهم اننا معهم قلبا وقالبا هم بسلاحهم ونحن بكلمتنا ونثق تمام الثقة ان النصر قادم على ايديهم ونهديهم كل الحب ونبلغهم ان ابناء الشعب اليمني يفتخرون بكم ويقبلون اقدامكم الطاهرة وانهم يدعون لكم في صلواتهم ونلب منهم الصمود وعدم الانكسار او التراجع ونعاهدهم ان نظل معهم في ذات الطريق حتى نكلل بالنصر عما قريب