صحيفة الحقيقة العدد”392″:القول السديد :دروس من خطاب السيد القائد عبدالملك الحوثي يحفظه الله [ خطاب الذكرى السنوية للشهيد 1437هـ]
القول السديد
الدعم الإلهي المعنوي ثمرة من ثمار التسليم لله، والتوكل على الله، والتمسك بهدى الله
الصمود خيارنا.. والحرية مطلبنا.
وهكذا نجد أيها الإخوة الأعزاء أن هذا الطريق هذا النهج هو الذي يحمي الأمة, هو الذي يمكّنُ الأمة من التصدّي لجبروت الطُّـغَـاة والجائرين والمستكبرين والمفسدين في الأرض، هم لا يبالون بالناس طالما أمكنهم أن يقتلوا الناسَ سيقتلون الناسَ؛ ولذلك الخيارُ الأفضلُ في واقع كواقعنا هو الحُـرِّيَّة, هو العزة, هو الصُّمُـوْد، هو الثبات, حتى لو حظي الإنْسَـان بهذا الشرف، هل هناك شيء أَكْبَر من هذا؟ أشرف من هذا ؟ أسمى من هذا ؟ وَأخطرُ أَوْ أَكْبَرُ ما يمكنُ أن يحدُثَ في هذا الطريق هو الشِّهَـادَة، الشِّهَـادَة شرف ليس شيئاً يمكن أن تخشاه أَوْ تتهرَّبَ منه أَوْ في مقابل الهروب منه تخنع وتركع وتستسلم لأَشْرَار تافهين قد يقتلونك في نهاية المطاف ذليلاً مستعبداً ومقهوراً وخانعاً.
أمريكا سبب المآسي.. والعملاء والمحايدون هم الخاسرون.
الواقعُ الذي نعيشُ فيه مليءٌ بالفتن والمشاكل والأحداث، المنطقة كلها تغلي غليان، مهندس هذه الفتن , هذه الحروب , هذه المآسي , هذه النكبات بكلها هو: الشيطان الأَكْبَر أَمريكا وإسْرَائيْل، الآخرون كالنظام السعودي, أدواتٌ أُخْرَى كداعش والقاعدة كلها أدواتٌ، كلهم عبيدٌ لأَمريكا، خَدَمٌ لأَمريكا، أدوات قذرة رضوا لأنفسهم هذا الدور، الشيءُ العجيبُ أنهم يتباهون به، ما أسوأ أن يكونَ الإنْسَـانُ في مثل هذا الدور عبداً لأَمريكا, خادماً لأَمريكا، يخدم مصالح إسْرَائيْل ويرى نفسه وقد أعطي هذا الدور أنه تفضّل, لتكونَ خداماً بيد أَمريكا تخدمها في المنطقة، يرى نفسَه كبيراً مهماً ذا دورٍ إقليمي وأنه وأنه؛ ما أسوأ ما أحقر الإنْسَـان وما أسوأه أن يرضى لنفسه أن يكونَ بهذا المستوى؛ ولأجل ذلك يفعَلُ أي شيء، يتجرد من كُلّ إنْسَـانيته، يرتكب أبشع الجرائم، يقتل الآلاف المؤلفة من الأَطْفَال والنساء، يستهدف من ينتسب إِلَـى دينهم، يستهدف المسلمين، يستهدف الشعوب المجاورة له، يلعب دوراً شيطانياً إجْرَامياً بشعاً قذراً ثم يرى نفسه ضخماً عظيماً مهماً وأنه أصبح له دور، ما هو هذا الدور؟!!، دور تخريبي، دور إجْرَامي، دور سيء، دور قذر، دور مفسد، لا يشرف أياً كان أن يجعل من نفسه خادماً لأَمريكا مشتغلاً لمصلحة إسْرَائيْل، لا والله ولا ذرة من الشرف في ذلك, ولا ذرة من الشرف في ذلك.
في ظل واقعٍ كهذا هندست أَمريكا وإسْرَائيْل واقعَ المنطقة, مستفيدةً من الإفلاس الأَخْـلَاقي والديني لدى البعض, فطوّعتهم وجعلت منهم خداماً لها, وأياديَ قذرةً وإجْرَامية لها في المنطقة، فيصبح الإنْسَـان بين إحدى ثلاث: إما أن يدخُلَ في صف العبيد لأَمريكا, والخَدَم لأَمريكا, وأولئك الذين يتَـحَـرّكون لخدمة أَمريكا, وقد يُقتل في هذا السبيل, وقد يخسر في هذا السبيل, وقد يقدم كُلَّ شيء في هذا السبيل، يخسر إنْسَـانيته، يخسر دينه، يخسر عروبته وشرفه، يخسر كُلّ شيء قيمه إنْسَـانيته, في نهاية المطاف قد يخسر حتى حياته، والكثير يخسرون حياتَهم في هذا الطريق، يُقتلون في هذا الطريق والعياذ بالله , ما أسوأ ذلك, أَوْ أن تحاول أن تجعلَ نفسَك مجرد محايد, كما يتصوَّرُ البعضُ, أنه بإمْكَانه الحياد – يعني إنْسَـان لا أتحمَّلُ مسؤولية لا أقف في صفِّ أي أحد، وأجلس خاضعاً وأنتظر من يسيطر على الأوضاع لأكون معه – وهكذا، ولكن نجد الكثير ممن يسلكون هذا المسلك مع قُبح ما هم فيه من تنصل عن المسؤولية من تجرُّد من القيم العظيمة التي تجعلك تحسُّ بإنْسَـانيتك تجاه نفسك وتجاه الآخرين، لكن الكثير من يسلكون هذا المسلك أَيْضاً يُقتلون يخسرون يعانون، المعاناة عمت، عمت لم تستثنِ أحداً، الأخطار عمت لم تستثنِ أحداً، المشاكل عمت لم تستثنِ أحداً , لو يحاولُ الإنْسَـانُ أن يحايد سيناله قسطُه من الأتعاب والأخطار والمشاكل والمعاناة، والكثير يقتلون أَيْضاً وهو على ذلك.
مع هذه الأحداث تجلى سوء الطغاة والأشرار.
وقد تجلَّى بفضل هذه الأحداث ما عليه أولئك من سوء, أولئك الطغاة والأشرار (أمريكا) أقولُ لكل الفئات في بلدنا وعلى رأسها وفي مقدمتها الأحزاب السياسية, التي تنظُرُ بإيْجَـابية إِلَـى الواقع الغربي وترى فيه نموذجاً سياسياً ممتازاً للدولة الحديثة, والدولة المدَنية, ولمنظمات المجتمع المدني, التي تنظر بعضُها بإعجاب, إِلَـى الغرب وإلى أَمريكا، هذه هي أَمريكا، أَمريكا رأيتموها في كُلّ تلك القنابل والصواريخ, التي قتلت الآلاف المؤلفة من الأَطْفَال والنساء، أَمريكا رأيتموها في قصف المدن وفي قصف القرى، ورأيتموها في استهداف الآثار، ورأيتموها في استهداف المساجد, في استهداف الأسواق, في استهداف الإنْسَـان وكل ما يمت بصلة لهذا الإنْسَـان، أَمريكا في حقوق الإنْسَـان في الحُـرِّيَّة في الديمقراطية, رأيتموها تدعم أسوءَ نظام مستبد في المنطقة؛ ليكون هو وصيها ويدَها الإجْرَامية عليكم، أرادوا من السعودية النظام المستبد الذي لا يعرفُ معنىً لا لديمقراطية, ولا لحُـرِّيَّة, ولا لدولة مدَنية, ولا لأيٍّ من هذه المسميات أن يكونَ هو مأمورها الآمر على الشعب اليمني, هذه هي الحقيقة؛ أَمريكا رأيتموها طغياناً وإجْرَاماً في أشلاءِ أَطْفَالكم, في أشلاء نسائكم, في خراب بيوتكم ومدنكم وقراكم.
يا شعبنا هذه هي أَمريكا وإسْرَائيْل, هذا هو الدينُ الوهابي الذي لا يمُتُّ للإسْـلَام بصلة، رأيناه وحشيةً لا تعرف معنى للإنْسَـانية, ولا شفقة, ولا رحمة لا بكبير ولا بصغير, ولا بطفل ولا بامرأة , هذه هي الوصاية السعودية التي رأيناها تستهدفُ شعبنا لتجويعه وإفقاره على ما هو عليه من فقر ومعاناة.
ونصيحتنا للنظام السعودي والقوى العميلة لأَمريكا وإسْرَائيْل أن يراجعوا أنفسهم، والله إنهم خاسرون، خدماتهم لأَمريكا وخدماتهم لإسْرَائيْل المكشوفة والمفضوحة ليست في مصلحتهم في نهاية المطاف، في نهاية المطاف أنتم ستخسرون والمعاناة التي ألحقتموها بشعوب المنطقة والنكبات التي سعيتم إِلَـى إلحاقها بالناس في نهاية المطاف ستحل بكم عقاباً من الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، ولن يكون أولئك أوفياء معكم، قد يكونون هم من يتآمر عليكم، في المقابل كلما قد قدمتم من خدمات في مرحلة من المراحل , قد يرون من مصلحتهم أن يتآمروا عليكم وأن يضربوكم وأن يتخلصوا منكم، لا وفاءَ لديهم مع أحد، هناك تجارب بغيركم يمكنكم أن تستفيدوا منها وأن تتعظوا بها، هناك من قد خدم أَمريكا بقدر ما خدمتموها، قاتل في سبيلها، فعل لها الكثير والكثير, يَـوْماً من الأيام رأت أن من مصلحتها في ضربَه أَوْ في الخلاصَ منه ولم تتردد في ذلك، أنتم لستم ببعيد عن ذلك، راجعوا أنفسكم، راجعوا هويتكم إن كنتم ما زال لديكم ارتباطٌ بهذه الهُوية. [ خطاب الذكرى السنوية للشهيد 1437هـ]