صحيفة الحقيقة العدد”366″:القول السديد :دروس من خطابات ومحاضرات السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي يحفظه الله
القول السديد
وراء القيام بالمسؤولية، والاهتمام، والجد، هو النصر، العزة، التمكين، التأييد، المعية الإلهية أن يكون الله معنا، ووراءه على المستوى الكبير والغاية الأخيرة والغاية المهمة رضا الله سبحانه وتعالى ومع رضا الله جنته، فسعادة في الدنيا والسعادة الدائمة في الآخرة
عيد الأضحى يوم التضحية لله
مناسبة الأضاحي تذكرنا بحادثة تاريخية هامة جداً فيها درس عظيم، درس مهم، درس كبير في العلاقة مع الله سبحانه وتعالى، تقدم لنا الصورة الحقيقية للإيمان الصادق، للارتباط القوي والحقيقي بالله سبحانه وتعالى، فنبي الله إبراهيم هو أحد أنبياء الله العظماء ومن أولي العزم من الرسل، وفي الحادثة التاريخية التي تجلى من خلاله ومن خلال ابنه نبي الله إسماعيل (عليهما السلام) كيف يكون الإيمان الحقيقي، كيف يكون التسليم الحقيقي لله، كيف تتجسد المحبة الحقيقية لله سبحانه وتعالى، وتُترجم في واقع عملي قائم على التسليم والتفاني من أجل الله سبحانه وتعالى. هذا الدرس المهم نحتاج إليه في هذا العصر، نحتاج إليه في هذه المرحلة حاجة ماسة، إنه درس تربوي، إنه درس مهم يدفع بنا في مقام العمل في سبيل الله، ويصحح لنا كيفية الارتباط بالله والعلاقة الصادقة القوية مع الله سبحانه وتعالى.)) (خطاب السيد عبد الملك بمناسبة عيد الأضحى 1431هـ)
يوم التكبير لله
التكبير، شُرِع من فجر عرفة ولمدة خمسة أيام عقب كل صلاة ((الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد، والحمد لله على ما هدانا وأولانا وأحل لنا من بهيمة الأنعام))والتكبير له مناسبات كثيرة، من ضمنها مناسبة القتال في سبيل الله، إن تكرار هذا الذكر بوعي وتفهم يرسخ في نفس الإنسان الشعور بعظمة الله فوق كل شيء، وهذا شيء تحتاج إليه أمتنا في هذا العصر؛ لأنه عندما نتأمل واقع أمتنا اليوم نرى أن من أكبر ما تعاني منه هي حالة الذلة والتوجه لغير الله؛ فأمريكا وإسرائيل أصبحت آلهة عند الكثير، داخل الحكومات وداخل الشعوب، أصبحت هذه الحالة ظاهرة وسائدة، وأصبح الانتماء القرآني، والانتماء الإيماني يُحتقر في مجتمعنا الإسلامي، يُنظر إليه أنه في حالة ضعف وفي حالة عجز، وأنه في غير محل الأمل، لماذا؟ لفقدان هذه الحالة من التكبير لله والاستشعار لعظمة الله؛ لذلك هذا الذكر المهم التكبير لله عندما يكون بوعي، وعندما يكون بتفهم فإن له هذه الأهمية، وله هذه القيمة التي نحتاج إليها في هذا العصر. (خطاب السيد عبد الملك بمناسبة عيد الأضحى 1431هـ)
عرفة يوم لإثبات حبنا لله
هذا العصر عصر القوم الموعودين الذين بشر الله بهم في سورة المائدة، في زمن الارتداد، في زمن التغيرات، في زمن التحولات الكبيرة على المستوى العام في العالم الإسلامي، حينما يقول الله سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}(المائدة:الآية 54) وسام المحبة لله كأساس في العلاقة معه، هي التي تجعل الإنسان يتحرك مع الله مستجيباً لله، لا يعيقه أي عائق، لا يثبطه أي شيء، لا يحول دونه ودون مواصلة الاستمرار في سبيل الله والعطاء في سبيل الله والبذل في سبيل الله أي شيء، عطاء بلا حدود، مستعد لتقديم نفسه قرباناً لله سبحانه وتعالى، ومستعد لأن يعمل مع الله كل شيء، لا تؤثر عليه أي رغبات ولا أي أطماع ولا أي شيء من علائق الحياة الدنيا، ولا تؤثر فيه ارتباطات أخرى أو توجهات أخرى أو ميولات أخرى، لأن الحب لله يصنع في نفس الإنسان المؤمن ما صنعه في إبراهيم وما صنعه في نبي الله إسماعيل، إن ذلك التسليم لله سبحانه وتعالى الذي أثمر ذلك المستوى من البذل والعطاء، الذي جعل نبي الله إسماعيل يقول لأبيه إبراهيم (عليه السلام) {افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ} وهو يتوقع أن يكون هذا الأمر أن يُذبح من رقبته، إن الذي صنع هذا الموقف، وأثمر هذا الموقف هو الحب لله؛ لأن أثر الحب لله حينما يكون فوق كل حب أثره عظيم، لا يساويه شيء في الاندفاع مع الله سبحانه وتعالى، في التوجه مع الله سبحانه وتعالى. (خطاب السيد عبد الملك بمناسبة عيد الأضحى 1431هـ)
الاستبسال والثبات مقام علّمنا إياه إبراهيم عليه السلام
حين تجعل من نفسك جندياً مع الله، نصيراً للحق، تعمل على إقامة الحق الذي هو من عند الله، وتواجه الباطل، والكفر، والشرك، تواجه الطاغوت والطغيان بكل استبسال وثبات، هذا مقام علمناه إبراهيم (عليه السلام) من مقامات العبودية لله. تتحرك في ميادين المواجهة مسلماً نفسك لله، وخاضعاً لله جل وعلا، معبداً نفسك لله، مستعداً أن تقدم نفسك قرباناً لله جل وعلا، ومستعداً أن تتحمل وأن تقدم أعباء المواجهة وما تتطلب إليه هذه المواجهة، حتى لو كان الثمن أن يلقوا بك في نار مستعرة تحرق جسدك، فأنت ذلك الواثق بالله، وأنت ذلك المستسلم لله، وأنت ذلك المتفاني مع الله، موقفك مع الله، وانطلاقتك مع الله هي له، وبه ليست مرتبطة بتوجه الأخرين من حولك، فإن هم توجهوا توجهت، وإن هم لم يتوجهوا أو ضعفوا ضعفت وتغيرت، إن هم انطلقوا انطلقت، وإن هم قصروا قصرت لا. انشداد نحو الله حتى لو كنت وحدك، حتى لو كنت في مقارعة الباطل، وفي ميادين العمل، وأنت تقوم بواجبك لإحقاق الحق، حتى لو كنت وحدك، وحتى لو قارعت الباطل وحدك؛ لأنك تثق بمن هو أعظم من الناس، بمن تعتبره الناصر والمعين، بمن تستمد قوتك في موقفك، في اهتمامك، في عملك، من قوته، لا من قوة الناس الضعفاء الذين ليس لهم حول ولا قوة إلا به. هكذا كان إبراهيم، يتحرك في هذا المقام من مقامات العبودية لله، والخضوع لله، والتسليم لله، وهو يتحرك جندياً لله، يقارع الباطل لوحده، يقارع الطغيان لوحده يستعد أن يضحي مهما كان حجم التضحية (خطبة عيد الأضحى 1429هـ)