صحيفة الحقيقة العدد”357″:حرب الإرادات .. أمريكا تدمِّر القدرات الدفاعية اليمنية وثورة 21 سبتمبر تعيد بناءها
حرب الإرادات .. أمريكا تدمِّر القدرات الدفاعية اليمنية وثورة 21 سبتمبر تعيد بناءها.
النظام السابق لعب دور الدلال في بيع اليمن وسيادته من الأمريكيين والسعوديين
إعداد: صادق البهكلي
منذ بداية العدوان الإجرامي والطائرات الأمريكية والسعودية تقصف الأسواق اليمنية والطرقات والتجمعات والمدارس والمستشفيات وقاعات العزاء والأعراس دون أن يعيقها أي عائق فيما ظل الشعب اليمني يتساءل عند كل جريمة، أين الدفاعات الجوية؟ أين أسلحة اليمن؟ أين تلك الطائرات والصواريخ التي كانت تقصف أبناء الشعب في قرى ومدن صعدة طوال السنوات الماضية؟.. كل تلك الأسئلة لم تجد جواباً مقنعاً بل البعض كان يعزو السبب إلى تعرض الدفاعات اليمنية سواء الصاروخية أو الطيران الحربي إلى قصف العدوان في وقت مبكر من الحرب، ولكن تلك الإجابات لم تشفِ وجع اليمنيين.. كون هذه التخمينات غير مقنعة فاليمن يعتبر دولة ويملك جيشاً ظل يثقل كاهل الشعب لسنوات طويلة لا يمكن أن تختفي كل أسلحته في ليلة وضحاها.
ليأتي مؤخرا الإعلام الأمني ويميط اللثام عن حقائق صادمة تؤكد خيانة النظام السابق وتخليه عن أسلحة الدفاع الجوي والترسانة الصاروخية ـ التي أغلبها من مخازن الجنوب والتي كانت عبارة عن منح من الاتحاد السوفيتي سابقاً ـ لتقوم أمريكا بتدميرها عن طريق تجميعها من المعسكرات وتفجيرها بتعاون أقطاب النظام العفاشي الخائن.
السيد حسين (رضوان عليه) يحذر في وقت مبكر
قبل 18 عاما كان الشهيد القائد (رضوان الله عليه) انطلاقاً من رؤية قرآنية وإدراك عميق لواقع العدو وأطماعه في المنطقة ـ يحذر الشعب اليمني من خطورة الأهداف الصهيونية والأمريكية ومن سياسة أمريكا العدوانية تجاه اليمن بشكل خاص، ولم يكن يبخل حتى عن النظام السابق المجرم من تقديم النصائح له ويحذره من الخداع الأمريكي، وأنه بسياسته الغبية تجاه المطالب الأمريكية سيجر على اليمن الويلات.. كان كثيراً ما ينصح النظام السابق بأن يستفيد مما يحدث في فلسطين وأن يفهم أن الأمريكيين ليسوا أوفياء بل سيتخذون مواقفه وتصريحاته الغبية مبرراً للهيمنة على اليمن.
ولقد سجل الشهيد القائد (رضوان الله عليه) نقطة مهمة في تاريخه كشخصية وطنية وغيورة على بلده عندما عارض بقوة المساعي الأمريكية لسحب الأسلحة من الأسواق وهاجم السفير الأمريكي آنذاك [ادموند هول] الذي زار سوق السلاح في الطلح يقول في محاضرة [الشعار سلاح وموقف]:
((لا تتصور إن ما هناك أعمال للأمريكيين في اليمن، أعمالهم منتشرة، في محاولة الإفساد، الآن انتشرت المراقص في اليمن، في صنعاء وفي عدن انتشرت، المراقص الليلية، مثلما هو في بيروت وفي القاهرة وفي بعض العواصم، ومثلما في أوروبا، الخمر بدأ ينتشر فعلاً، بدأ تناوله وتداوله شبه علني وشبه عادي.
بدؤوا يتحركوا تحركات أخرى، عندما يزوروا أسواق السلاح ويحاولوا بأي طريقة أن يُسحَب السلاح، أن يغلا، أن يعدم من الأسواق، ما هذا كله يكشف أن عندهم نوايا سيئة للمستقبل، أن عندهم نوايا سيئة ضد الشعب هذا، وضد الدين، والهيمنة على البلاد، يهيمنوا على ثروات البلاد، ويهيمنوا على كل شيء فيها.
ولهذا السفير الأمريكي عندما يزور سوق السلاح مثلاً في الطلح، ثم بعد ما يغيب ما تدري وغابت أشياء، وارتفعت أسعار أشياء، هل هو زعم بيغثيه أن اليمنيين لا جوهم يتراموا فيما بينهم! أنه يريد الحفاظ على أمن اليمنيين, لا.. هم هؤلاء يعطوا إسرائيل الأسلحة المتطورة والفتاكة لضرب الفلسطينيين، ما بيغثيهم الأطفال والنساء الذين يصرخون أمامهم في كل شارع وفي كل مدينة. هل السبب أنهم رحيمين بنا، يريدوا من أجل أمننا، لا يكون هناك أسلحة يكون الناس يتقاتلوا؟ يكونوا يتضاربوا فقط، لا عاد يتراموا؟ ليست لهذه.
يريدوا أن يجردوا اليمن من أسلحته, من المواطنين، من أجل فيما بعد، عندما يكون لهم مخططات عندما يكون لهم أهداف يمشوا في تنفيذها، يكون اليمنيين عاجزين عن أن يدافعوا عن أنفسهم وعن أن يواجهوهم، وكل هذه تحصل ونحن مشخرين، لا يوجد عندنا تفكير، ما عندنا تفكير أنه يجب أن تكون كلمتنا واحدة، يجب أن نعتصم بالله، نرجع إلى ديننا، يجب أن نعد ما نستطيع من قوة للدفاع عن ديننا وعن بلادنا)).
ولكن أمريكا ترد على يقظة الشهيد القائد ومساعيه الثقافية لاستنهاض وعي الناس تجاه ما يحاك ضدهم من مؤامرات خطيرة بعدوان شامل من خلال الدفع بالنظام العفاشي الخائن للزج بالجيش اليمني في عدوان ظالم على السيد حسين ومن معه من المؤمنين، وكان عدواناً غير مسبوق بهدف إخراس صوت الشهيد القائد ودفن مشروعه القرآني النهضوي بأي ثمن كان .. فتم الهجوم على مران من كل الاتجاهات تحركت الطائرات الحربية لإسناد عشرات الألوية وآلاف من المرتزقة في منطقة شاهقة لا تتعدي أبعادها 10 كليومتر لتنتهي باستشهاد السيد حسين ولكن مشروعه العظيم كان لم يمت وواصل مهمة استنهاض الأمة ورفع مستوى العداء للعدوان الأمريكي على اليمن وعلى المنطقة لجهة أصبح اليوم أقوى من أي وقت مضى وحربة مشرعة في حنجرة التواجد الأمريكي ليس في اليمن وحسب بل في المنطقة برمتها وقد أستطاع تطهير اليمن من الوجود الأمريكي الإجرامي.
جت من الجو شو نعمل لها!!
في أحد اللقاءات التلفزيونية لقناة فرانس24 مع رئيس النظام السابق الخائن عفاش عندما سأله المذيع ما إذا كان على علم باختراق الطيران الأمريكي لأجواء اليمن وقصفه لقرى اليمن تحت ذريعة محاربة القاعدة كان رد عفاش بقوله: “طائرة جت من الجو شو نعمل لها” كتأكيد على أنه كان على علم بأن أمريكا دمرت الدفاعات الجوية اليمنية ولم يعد يملك ما يدافع به على سماء اليمن. وحتى لو كان يملك أسلحة فلن يدافع لأنه قد باع السيادة والكرامة من حين حول الدولة إلى مافيا تتبع اللجنة السعودية الخاصة.
الإعلام الأمني يصدم اليمنيين بمشاهد تدمير القدرات الدفاعية اليمنية بأصابع الأمريكيات..
ضمن عرض مشاهد وثائقية لمسلسل الاستهداف الأمريكي لليمن وزع الإعلام الأمني مشاهد مصورة على دفعتين توثق تدمير القدرات الدفاعية للجمهورية اليمنية بأيادي أمريكية وبتواطئ النظام العفاشي الخائن وقال مصدر أمني أن الولايات المتحدة الأمريكية دأبت في سياستها تجاه اليمن إلى إفقاده مصادر القوة حتى يصبح سهل المنال من خلال التركيز على تجميع وتعطيل وتدمير كل ماله صلة بالدفاعات الجوية للجمهورية اليمنية.
وأكد المصدر أن ما تم عرضه ليس إلا جانبا واحدا من ممارسات الولايات المتحدة الأمريكية الإجرامية لاطلاع الرأي العام على حقيقة الدور الأمريكي تجاه اليمن والشعب اليمني.
وكانت وزارة الداخلية كشفت في وقت سابق، أن وفداً قدم من الولايات المتحدة الأمريكية تكون من: رئيس مكتب إزالة الأسلحة بوزارة الخارجية الأمريكية دينيس هادريك وضابط الارتباط سانتو بوليتزي والخبير التقني بالمكتب نيلز تالبوت ومسئول العلاقات الخارجية للمكتب بوزارة الخارجية لوري فريمان وتوجهوا مع الملحق العسكري بسفارة واشنطن في صنعاء للقاء مسؤولي وزارة الدفاع آنذاك والضغط عليهم لتسليم الصواريخ تمهيداً لإتلافها وتدميرها، غير أنهم قوبلوا بالرفض.
وقالت الوزارة ” إن الخائن عمار محمد عبدالله صالح تولى عبر جهاز الأمن القومي بإيعاز من عمه الخائن علي عبدالله صالح مسؤولية إقناع مسؤولي وزارة الدفاع بسحب الصواريخ وإتلافها بمساعدة الولايات المتحدة الأمريكية عبر مكتب إزالة الأسلحة مقابل امتيازات يحصلوا عليها”.
وأشارت إلى أن الوفد الأمريكي بدأ بجمع الصواريخ وتعطليها منذ أغسطس 2004م، وأتفق الوفد الأمريكي على مواصلة المفاوضات عبر جهاز الأمن القومي كون وزارة الدفاع آنذاك رفضت التعاطي مع هذه المفاوضات.
وبينت أن نتائج التعاون الحاصل من الخائن علي عبدالله صالح وأبن أخيه الخائن عمار محمد عبدالله صالح مع الوفد الأمريكي في تدمير صواريخ الدفاعات الجوية بمساعدة من شركة “رونكو” الأمريكية المتخصصة في التعامل مع المتفجرات والتي تعاقدت مع وزارة الخارجية الأمريكية لتولي عملية التفجير كالتالي:
الدفعة الأولى من صواريخ الدفاعات الجوية والتي تم تفجيرها بمنطقة الجدعان بمحافظة مأرب بتاريخ 28/2/2005م بعدد “1078” صاروخ سام 7 ستريلا و63 صاروخ سام 14 و20 صاروخ سام 16 بإجمالي “1161” صاروخ تم تدميرها فيما بلغ عدد القبضات الخاصة بإطلاق صواريخ الدفاعات الجوية المحمولة على الكتف التي تم تدميرها 13 قبضة وعدد بطاريات الصواريخ التي تم تدميرها 52 بطارية وهناك فيديو توثيقي لعملية التدمير والإتلاف سيتم توزيعه على وسائل الإعلام المختلفة.
ثم تبعها عملية تدمير وإتلاف الدفعة الثانية من صواريخ الدفاعات الجوية بتاريخ 27/7/2009م في قاعدة عسكرية بوادي حلحلان بمحافظة مأرب بعدد 102 صاروخ دفاع جوي معظمها صواريخ سام 7 ستريلا وسام 14 وصاروخين سام 16 تم تدميرها، فيما كانت عدد القبضات الخاصة بإطلاق صواريخ الدفاعات الجوية المحمولة على الكتف التي تم تدميرها 40 قبضة وعدد بطاريات الصواريخ التي تم تدميرها 51 بطارية.
ليصل عدد صواريخ الدفاعات الجوية وقبضات الإطلاق المحمولة على الكتف وبطاريات الصواريخ التابعة للجيش اليمني التي تم تدميرها عبر الاتفاق بين الولايات المتحدة الأمريكية والخائن علي عبدالله صالح وابن أخيه إلى 1263 صاروخاً و53 قبضة و103 بطاريات، كان بإمكانها أن تساهم في الدفاع عن اليمن وتحد من المجازر بحق النساء والأطفال.
وأكدت وزارة الداخلية، أن هذه الحقائق تكشف جانباً واحداً من الدور الأمريكي التدميري في اليمن فيما يخص الدفاعات الجوية فقط غير الأدوار الأخرى الرامية لتدمير الجيش اليمني.
ثورة 21 سبتمبر تعيد بناء القدرات الدفاعية للجمهورية اليمنية