صحيفة الحقيقة العدد”347″: متابعات لبعض ما تناولته الصحافة العالمية حول اليمن
نيويورك تايمز : السعودية أدركت أن أمريكا لن تحميها
قالت صحيفة “نيويورك تايمز” ، ان هناك انعطافة سعودية نحو الدبلوماسيّة لتهدئة التوترات مع أعدائها الإقليميين.
وذكر تقرير للصحيفة الأمريكية ، الخميس ، أنّ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أطلق محادثات مباشرة مع “الحوثيين” الذين حاربهم لأربع سنوات، وأرسل إشارات لتخفيف الحصار الذي فرضه مع حلفائه، على “جارته الصغيرة الثرية”، قطر إن لم يكن لإنهاء هذا الحصار .
واضافت ان محمد بن سلمان شارك في محادثات غير مباشرة مع ، إيران، في محاولة لإخماد الحرب بالوكالة، المستعرة في أنحاء المنطقة.
ونقلت ” “نيويورك تايمز” عن محللين قولهم أنّ هذا التحول من المواجهة إلى التفاوض، هو نتيجة لإدراك السعودية أنّ حجر الأساس، منذ عقود، للسياسة الأميركية في الشرق الأوسط، والقائم على أنّ الولايات المتحدة ستدافع عن صناعة النفط السعودية من الهجمات الأجنبية، أمر لم يعد من الممكن اعتبار أنّه مسلّم به
وتطرق تقرير الصحيفة الى الهجمات التي طالت منشآت النفط السعودية في سبتمبر الماضي , وقال أنّ الردّ الأميركي الفاتر عليها أوصل الرياض إلى حقيقة مفادها أنه، على الرغم من عشرات مليارات الدولارات التي أنفقها السعوديون على الأسلحة الأميركية، والتي تخطّت 170 مليار دولار منذ عام 1973، لم يعد بإمكانهم الاعتماد على الولايات المتحدة لتقديم مساعدتها، أو على الأقل، ليس بالقوة التي توقعوها.
واضافت الصحيفة نقلا عن المحليين إنّ السعوديين القلقين من اضطرارهم إلى الدفاع عن أنفسهم في محيط صعب وغير قابل للتنبؤ به، مدّوا أيديهم بهدوء إلى أعدائهم لوقف تصعيد النزاعات .
وقال الباحث في شؤون المنطقة في جامعة “كينغز كوليدج” لندن، ديفيد روبرتس للصحيفة : “أعتقد أننا سننظر إلى 14 سبتمبر/أيلول كلحظة مؤثرة في تاريخ الخليج”، ولفت إلى أنّه مع تحطّم افتراض أنّ الولايات المتحدة ستحمي السعوديين، يدرك هؤلاء الحاجة لأن يكونوا أكثر استيعاباً.
وأدت سلسلة الأحداث هذه إلى ما يصفه روب موالي، وهو مسؤول كبير في منطقة الشرق الأوسط في إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، بأنه “شبه إعادة ضبط” للسياسات السعودية.
واضاف إنّ “الاستعداد المفاجئ لاستئناف الدبلوماسية في قطر واليمن، يعكس رغبة السعودية في تعزيز موقفها الإقليمي في وقت يشوبه الغموض والضعف”. وقد تلطخت سمعة السعوديين في واشنطن بشدة من جراء الحرب في اليمن، وحصار قطر، ومقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي على يد عملاء سعوديين في إسطنبول، العام الماضي.
معهد واشنطن: من سيخلف هادي في الشرعية منبوذ شمالاً وجنوباً ومحسن مرتبط بالإرهاب
أكد تقرير لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى أن هادي المقيم في الرياض متشبث بالسلطة وبالحرب لأن المقربين منه يكتسبون ثروتهم ويوسعون نفوذهم من خلالها، وخلص التقرير إلى أن هادي لا شرعية له ويفتقر لأي شعبية وهو ما جعله يعتمد على القوى الخارجية، مشيراً إلى ضرورة تجريده من منصبه وفقاً للتسوية أو من خلال وفاته أو الإطاحة به قسرا.
تقرير لصحفي إسرائيلي في موقع ميدل ايست اي البريطاني : الاهتمام الإسرائيلي باليمن منذ عقود وسبق أن تدخلت تل أبيب عسكرياً هناك: : من جديد إسرائيل تتحدث عن الخطر الذي يتهددها من اليمن
قال تقرير نشره موقع ميدل ايست اي البريطاني وأعده الصحفي الإسرائيلي يوسي ميلمان من تل أبيب إن المسؤولين الإسرائيليين ليسوا مقتنعين تماماً بالرواية الأمريكية بشأن الضربات التي شنتها القوات اليمنية على منشأتي أرامكو في بقيق وخريص شرق الرياض منتصف سبتمبر الماضي، والتي زعمت واشنطن أن الهجوم عليها حمل بصمات إيران وأن بعض الطائرات المسيرة والصواريخ الكروز المجنحة استهدفت المنشآت من جهة الشمال.
وقال التقرير الذي نُشر بعنوان “إسرائيل تنظر بشكل متزايد إلى اليمن بقلق وتتساءل عما إذا كانت تل أبيب هي أيضاً قد تصبح هدفاً قريباً” والذي اطلع عليه وترجمه بشكل حصري “المساء برس” إن المسؤولين الإسرائيليين يؤكدون إن الهجمات الأخيرة على أرامكو هي على غرار الهجمات السابقة التي تعتقد إسرائيل إنها هجمات مشتركة بين “الحوثيين والاستخبارات الإيرانية”.
ويزعم كاتب التقرير الإسرائيلي إن أجهزة المخابرات الأمريكية والإسرائيلية والسعودية تمكنت من جمع أدلة كافية لإثبات أن قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني وأن عناصر من حزب الله يقاتلون في اليمن ضد التحالف السعودي وأنهم هم من يقودون الهجمات على المنشآت السعودية وأن اليمنيين ليس بإمكانهم تحقيق هذا التفوق العسكري، وبناءً على ما يعتقده الإسرائيليون من مزاعم فإن “وجود فيلق القدس وحزب الله الموسع في اليمن يشكل مصدر قلق عميق للاستخبارات الإسرائيلية وحكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو”، حسب ما ورد بالتقرير، مضيفاً إن نتنياهو قال في الأشهر الأخيرة مراراً وتكراراً “إن إيران تنشير صواريخ في اليمن لا تهدد السعودية فحسب بل تهدد إسرائيل أيضاً”.
ولا تريد الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية وإسرائيل الاعتراف بأن القدرات العسكرية لليمنيين تتطور بشكل مستمر، كما لا تريد واشنطن والرياض الاعتراف بأنهما هُزما عسكرياً على يد قوات حكومة صنعاء التي تقودها حركة أنصار الله والتي تصفها واشنطن والرياض وأبوظبي بأنها مجرد مليشيات، وبناءً على ذلك فإن الاعتراف بأن الهجمات التي تعرضت لها الرياض أنها من اليمن وبأسلحة يمنية يشكل اعترافاً بهزيمة تحالف مشكل من عدة جيوش ومدعوم استخباراياً من دول غربية كبرى فشل في مواجهة من يصفونهم بالمليشيات المسلحة البسيطة ولهذا اتجهت واشنطن بعد الهجمات على أرامكو بساعات قليلة إلى التصريح على لسان وزير خارجيتها بأن إيران هي من شنت الهجمات، وذلك هرباً من مواجهة السعوديين الذين أوكلوا للأمريكيين مهمة حماية المنشآت النفطية بالمنظومات الدفاعية الجوية الأمريكية وفشلوا في أداء مهمتهم رغم ما تدفعه الرياض من ملايين الدولارات شهرياً للقوات العسكرية الأمريكية المتواجدة داخل السعودية.
وتجدر هنا الإشارة إلى تقرير الأمم المتحدة الذي قرأه الأمين العام أنطونيو غوتيريش على مجلس الأمن الشهر الماضي والذي أثبت أن لجان التحقيق التي أرسلت من الأمم المتحدة للتحقيق بشأن الهجمات على أرامكو لم تتمكن من إثبات أن إيران هي مصدر الهجمات على أرامكو كما لم تتوصل التحقيقات إلى أي نتيجة بشأن ما إذا كانت الطائرات المسيرة والصواريخ الكروز المجنحة التي استهدفت بقيق وخريص هي من صنع إيراني، حيث قال التقرير إنه لم يتم العثور على أي دليل يثبت أن الأسلحة المستخدمة تمت صناعتها في إيران.
وبالعودة إلى ما ورد في التقرير، أورد الصحفي الإسرائيلي تحت عنوان “نتنياهو قلق” أنه ورغم أن المسافة بين إسرائيل واليمن تبلغ ألفي كيلو متر “إلا أن تهديد صواريخ الحوثي هو موضوع متكرر في إسرائيل”، مضيفاً إن مخاوف نتنياهو التي أعلنها خلال الأشهر الماضية قوبلت بتهديدات من الحوثيين، حيث أشار التقرير إلى ما تهديدات وزير الدفاع اليمني بحكومة صنعاء محمد ناصر العاطفي قبل ثلاثة أسابيع والذي أعلن ولأول مرة عن بنك أهداف عسكرية واستراتيجية تابعة لإسرائيل وهي أهداف برية وبحرية، وأورد التقرير ما قاله العاطفي بأن القوات اليمنية لن تتردد دقيقة واحدة في ضرب هذه الأهداف إذا صدرت التوجيهات القيادية بذلك.
وفي نهاية التقرير أكد الكاتب إن إسرائيل ترى نفسها محاطة بالجماعات التابعة لإيران وأنها ترى اليمن ساحة للتهديدات الإيرانية تجاه تل أبيب.
موقع “إن ذيس تايمز” الأمريكي: لقاءات سرية بشأن اليمن بين مراكز في الولايات المتحدة ودول العدوان
كشف موقع أمريكي عن لقاءات سرية ومبالغ كبيرة دفعتها دول تحالف العدوان على اليمن لمراكز فكرية أمريكية، من اجل الملف اليمني.
وأكد موقع “إن ذيس تايمز” الأمريكي أن الإمارات موّلت سراً مركز التقدم الأمريكي كما مارست جماعات الضغط الإماراتية في واشنطن تأثيراً كبيراً على المركز الأمريكي، بغرض تمرير سياساتها في الشرق الأوسط في الاوساط الأمريكية الفاعلة، بالرغم من ادعاء هذا المركز وقف استلام أي تبرعات من أبوظبي.
وكان مركز التقدم الأمريكي قد زعم في يناير الماضي أنه أوقف كافة أشكال التمويل القادمة من النظام الإماراتي، بسبب ما وصفها السياسات الاستبدادية لهذا النظام، إلا أن هذا التقرير كشف أن الجانبين أجريا العديد من اللقاءات خلال الثمانية الأشهر التالية، وناقشا ملفات عديدة، كان أهمها ملف اليمن والبحر الأحمر، الأمر الذي يشير إلى أطماع الإمارات خاصة والتحالف عموما وأجنداتهم الخاصة في اليمن.
نص التقرير:
في يناير الماضي أعلن مركز التقدم الأمريكي (CAP) أنه لن يقبل تمويلًا من الإمارات العربية المتحدة. وقال متحدث باسم المركز: “مع وجود موجة غير ديمقراطية صاعدة في جميع أنحاء العالم ، وأسئلة جادة حول أي جانب من هذا الصراع يقف رئيسنا ، بدا واضحًا أنه يجب على جميع الأميركيين اتخاذ خطوات إضافية وعدم ترك أي مجال للشك في موقفهم”.
هذه التعهدات التي التزم بها المركز الأمريكي جاءت وسط غضب علني على مقتل وتقطيع الصحفي السعودي جمال خاشقجي ، كاتب عمود في الواشنطن بوست ، في القنصلية السعودية في اسطنبول في 2 أكتوبر 2018.
ومنذ عام 2014 ، تلقى المركز ما بين 1.5 مليون دولار و 3 ملايين دولار من الإمارات العربية المتحدة .
ولكن يبدو أن المركز لم يتخذ جميع الخطوات لتخليص نفسه من نفوذ الإمارات. وفقًا لسجلات قانون تسجيل الوكلاء الأجانب (FARA) ، والتي تكشف عن العلاقات المالية بين جماعات الضغط والحكومات الأجنبية ، واصل أحد موظفي CAP رفيعي المستوى الاجتماع مع أحد جماعات الضغط الإماراتية لمدة ثمانية أشهر على الأقل بعد تعهد CAP بالتوقف عن تلقي تبرعات الإمارات العربية المتحدة.
تُظهر ملفات FARA أن مجموعة هاربور Harbour Group ، وهي شركة ضغط ، حصلت على 2،863،574.34 دولار من الإمارات خلال فترة الستة أشهر المنتهية في 31 مارس 2019
يظهر نفس الملف أنه خلال هذه الفترة الزمنية ، كان لريتشارد مينتز ، العضو المنتدب لمجموعة هاربور ، “اتصالات متعددة” مع برايان كاتوليس ، وهو زميل أقدم في CAP معروف بعلاقته الوثيقة مع الإمارات العربية المتحدة. امتدت هذه الاجتماعات في الفترة من 1 أكتوبر إلى 30 مارس ، مما يشير إلى أنها استمرت لمدة شهرين بعد تعهد CAP بأن تتوقف عن أخذ أموال الإمارات. في حين أن السجل لا يكشف عن تفاصيل هذه الاجتماعات ، إلا أن موضوع مناقشاتهم كان “السياسة الخارجية لدولة الإمارات العربية المتحدة”.
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ يُظهر ملف صدر حديثاً عن FARA أنه خلال الفترة من 1 أبريل إلى 30 سبتمبر ، التقى أعضاء جماعات الضغط في Harbour بشكل متكرر مع برايان كاتوليس. خلال تلك الفترة الزمنية ، تلقت شركة الضغط 3،558،776.35 دولار من الإمارات العربية المتحدة.
وفي حين أن وثائق FARA ضئيلة في التفاصيل ، يشير الملف إلى أن ريتشارد مينتز ، المدير الإداري لمجموعة هاربور ، التقى مع كاتوليس من 1 أبريل إلى 30 سبتمبر. تحت عنوان “الموضوع” ، يذكر الملف فقط “إيران / اليمن / البحر الأحمر “- أهم ثلاثة مخاوف جغرافية سياسية لدولة الإمارات العربية المتحدة.
يلاحظ الملف نفسه أن اثنين من جماعات الضغط الأخرى في Harbour Group كانا على اتصال مع كاتوليس: آدم شارون الذي أجرى “لقاء غداء” معه في 22 أغسطس ، وماثيو ترياكا ، الذي أرسل إلى كاتوليس رسالة بريد إلكتروني في 29 أغسطس.
تسرد وثيقتا FARA فقط الاجتماعات حتى نهاية سبتمبر ، لذلك قد تكون الاجتماعات جارية حتى الآن