صحيفة الحقيقة العدد”289″:تحليلات:واشنطن تقترب من الإقرار بالهزيمة في اليمن ..وترامب يومئ إلى كبش الفداء وانقلب السحر على الساحر.. السعودية تحت وطأة معركة الحديدة وتصفية خاشقجي
واشنطن تقترب من الإقرار بالهزيمة في اليمن ..وترامب يومئ إلى كبش الفداء
الحقيقة /إبراهيم الوادعي
يعيش النظامان السعودي والإماراتي أسوأ أيامهما منذ بدء العدوان على اليمن في مارس 2015م، وهما يخوضان حاليا معركة الفرصة الأخيرة في الساحل الغربي، الممنوحة لهما من قبل الولايات المتحدة الأمريكية التي ضاقت بالإخفاقات المتكررة للسعودية والإمارات.
منذ أسبوعين جرى حشد عشرات الآلاف من خليط المرتزقة وعناصر القاعدة وداعش الذين يقاتلون تحت لواء تحالف العدوان على اليمن لمحاولة فرض حصار على مدينة الحديدة، وشن هذا التحالف مستخدما كافة امكانياته العسكرية أعنف عملية عسكرية باتجاه مدينة الحديدة ومنطقة الكيلو 16 في مسعى لفرض الحصار على المدينة ومينائها بعد أن انخفضت سقف التوقعات.
لقد جرى الدفع بما يقارب 30 ألف من المرتزقة على الأرض في عملية يبدو أن عامل التوقيت كان العامل الأكبر وراء إطلاقها وافتقرت إلى التخطيط والجهل باستعدادات الجيش واللجان الشعبية.
ولم تستطع كثافة الغارات التي شنتها طائرات التحالف منذ بداية الأسبوع الحالي بالتزامن مع انطلاق العملية العسكرية باتجاه مدينة الحديدة أن تحدث فرقا فالطرف المقابل أصبح محترفا على التعامل مع أوضاع كهذه طيلة أربع سنوات.
تصريحات الرئيس الأمريكي الاثنين الماضي عما سماه إساءة استخدام السلاح الأمريكي في جوهره يعبر عن خيبة أمل الإدارة الأمريكية، جراء الأنباء القادمة من الساحل الغربي لليمن، والفشل الذريع لحلفائها في المنطقة الذين وضعت لخدمتهم ناصية التكنولوجيا الأمريكية في اليمن.
فشل يبدو أنه انعكس على الصناعة العسكرية الأمريكية، ويعصف بسمعة السلاح الأمريكي عالميا في مواجهة الصناعات العسكرية المنافسة كروسيا والصين، لإمكان أفضل لترويج السلاح وإثبات كفاءته من ميدان الحرب الحقيقية.
ويستغرب عضو مجلس الأمة الكويتي ناصر الدويلة وهو خدم في الجيش السعودي في التسعينيات عن سبب خسارة الجيش السعودي لنحو 80 دبابة أمريكية حديثة رغم عدم خوضها معركة دروع واحدة على مدى أربع سنوات من القتل في اليمن وعلى الحدود السعودية اليمنية، ويؤكد أن هذا الأمر مستغرب من قبل الخبراء العسكريين.
إيراد الرئيس الأمريكي لجريمة استهداف حافلة مدرسية مكتظة بالأطفال في ضحيان في أغسطس الماضي في تصريحه عن إساءة استخدام الحلفاء للسلاح الأمريكي وتبريره لماذا فشل السلاح الأمريكي في اليمن، ينطوي في حقيقته على تهديد مبطن للنظامين السعودي والإماراتي بالتخلي عنهم وتقديمهم كباش فداء حين يحل موعد فتح ملف جرائم الحرب الثقيل في اليمن، وهو الأمريكي يقدم نفسه مؤخرا في الإعلام كداع للسلام وإيقاف الحرب.
في حين يؤكد رئيس اللجنة الثورية العليا في اليمن محمد علي الحوثي أن تحالف العدوان على اليمن غير قادر على حسم المعركة، ويعد في تصريحات اليوم الثلاثاء 06 نوفمبر 2018م بمواصلة القتال حتى يوم القيامه، ليس معلوما كم سيمنح الأمريكي أدواته في المنطقة من الوقت لمحاولة تحقيق انجاز في الساحل الغربي لليمن يحسن الوضع بالنسبة للمصالح الأمريكية في اليمن والمنطقة، لكن هذا الوقت أضحى ضيقا حتى يحين موعد فتح ملف جرائم الحرب في اليمن، والاستمرار في العدوان على الشعب اليمني، لم يعد العالم بقادر على غض الطرف تجاه الكارثة الإنسانية الأكبر عالميا في اليمن أضف إلى ذلك الفضيحة السعودية فيما يتصل بقتل الصحفي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية باسطنبول والتي ساهمت في تسليط الضوء على جرائم السعودية خاصة في اليمن وازداد إلى حد كبير الناقمين عليها .
بحسب مراقبين فإن التصريحات الأمريكية من دعوة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو والرئيس الأمريكي ترامب، تومئ إلى أن الأمريكي شرع بإعداد قارب للنجاة بنفسه من المسئولية الدولية إزاء الفظائع التي جرى ارتكابها في اليمن بدعم وحماية أمريكية، وهو قرر القفز مع تجلي بوادر الهزيمة الحاسمة في اليمن وفشل تحقيق الأهداف من وراء عاصفة الحزم التي انطلقت من البيت الأبيض مساء الـ 26 من مارس الفين وخمسة عشر ولاتزال مستمرة في ارتكاب الجرائم ضد المدنيين.
انقلب السحر على الساحر.. السعودية تحت وطأة معركة الحديدة وتصفية خاشقجي
الحقيقة/عبدالهادي الضيغمي
في الوقت الذي جندت فيه معظم طاقاتها وامكانياتها لتجييش تحالف العدوان الذي تقوده على اليمن، انقلبت الصورة على السعودية والقوات المتحالفة معها لإبادة الشعب اليمني وكسر إرادته وصموده.
فبعد أكثر من محاولة للسيطرة على محافظة الحديدة أو على اقل تقدير السيطرة على مطارها ولو لعدة ساعات، لتتمكن من التقاط بعض الصور للتعتيم الإعلامي، لم تعد السعودية وتحالفها العدواني صفر اليدين من المعركة فحسب، بل إنها تكبدت وحليفاتها وبالتحديد الإمارات العربية المتحدة خسائر هائلة بالأرواح ناهيك عن المعدات وأسر الكثير من القوات المعتدية.
وما ان تكدست الضغوطات الإعلامية والدولية على الرياض بسبب قتلها للمواطن الصحفي المعارض جمال خاشقجي في قنصليتها بمدينة اسطنبول التركية مطلع تشرين الاول/اكتوبر الماضي، حتى اكتملت حلقة الضغوط عليها، واضطرت الولايات المتحدة الامريكية لمواكبة الضغوط المتزايدة على السعودية، ومطالبتها بوضع حد للحرب التدميرية على اليمن خلال شهرين فقط.
وصحيح ان المطالبة الأمريكية بوقف العدوان على اليمن جاءت متأخرة عن موعدها نهاية الاسبوع الماضي وعلى لسان وزيري خارجيتها ودفاعها، بشكل متزامن تقريبا، إلا أنها كشفت عن الكثير من الخفايا التي كادت أن تأتي على قوات التحالف الذي تقوده الرياض بمساعدة الإمارات.
فقد وزع الإعلام الحربي يوم أمس الاحد مشاهد لعمليات قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية التي كانت تتصدى لمحاولات زحف فاشلة نفذتها قوات الغزو الإمارتية ومرتزقتها داخل الحدود اليمنية وكيف قامت القوات اليمنية باستدراجها ومن خلال عملية نوعية لتوقع أربع مدرعات كانت تقل عسكريين إماراتيين، إلى كمين يؤدي إلى سقوط قرابة 12 عسكريا إماراتيا وتدمير المدرعات الأربعة التي كانوا يستقلونها.
كما أجبرت هذه العملية النوعية مصدرا عسكريا اماراتيا للإعلان عن مصرع أربعة عسكريين إماراتيين وجرح عشرات المرتزقة فضلا عن تدمير 6 آليات اخرى، تؤكد أن الساحة باتت لغير صالح التحالف العدواني، وان الأمر قد لايمكن تحمله بعد اليوم.
ومثل هذه المشاهد التي تتكرر كل يوم وليلة لتوقع عددا من الغزاة بين قتيل أو جريح أو أسير، هي التي تنبأ بها ساسة البيت الأبيض قبل أن تعيها قوات التحالف العدواني.
أما المراقبون فيرون في اعلان وزيري الخارجية والدفاع الامريكيين، بضرورة وضع حد لعدوان التحالف على اليمن وخلال شهرين فقط، يصب في ثلاثة اتجاهات على الاقل.
فأمريكا التي تعتبر هي المحرك الأول لشن العدوان السعودي على اليمن، يقول المراقبون انها ارادت ومن خلال هذه الدعوة الظهور بمظهر المصلح والمتأثر بالحالات الانسانية، وهي التي تأثرت بالأوضاع المؤسفة التي وصل اليها الشعب اليماني جراء عدوان التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات في الحرب على اليمن. لأنها شعرت قبل غيرها بان السعودية والإمارات وبعد قرابة الأربعة اعوام من العدوان لم تتمكنا من تحقيق اي تقدم محسوس على الارض، وقد تخسران الرهان على حلحلة الأزمة اليمنية عسكريا.
لكن صنفا آخر من المراقبين يرون ان أمريكا وبعد ان فقدت السعودية صوابها إثر الاستنكارات المتدفقة لقتلها المواطن الصحفي جمال خاشقجي في قنصليتها بمدينة اسطنبول التركية، نزلت للساحة لاستنقاذها من الوحل اليمني الخاشقجي المضاعف، والذي افقد السعودية اتخاذ أي نوع من القرارات الصائبة لتخليص نفسها من الوحلين. ما دفع واشنطن بالتشبث بالمظهر الانساني، من باب تحديد موعد لإنهاء العدوان على اليمن، دون الإشارة الى حجم الخسائر التي تلحق يوميا بقوات التحالف العدواني وبالتحديد بالقوات السعودية والإماراتية، ناهيك عن موجات الغضب التي عمت الشارع الإماراتي مع ازدياد أعداد الجنائز التي يستقبلها الأهالي بدلا من عودة أبنائهم من سوح المواجهة التي لا ناقة لهم فيها ولأجمل.
أما الصنف الثالث والأخير والذي يعتبر الدليل الأكبر على لجوء امريكا للإعلان على ضرورة إيقاف العدوان على اليمن، هو ان تنامي القدرات الصاروخية اليمنية ووصول صواريخها الى تخوم المواقع السعودية ومؤسساتها بل والى عمق مدنها الصناعية بات يهدد المصالح الأمريكية بشكل مباشر.
فقد أثبتت القوات اليمنية قدرتها على الوصول الى كل المواقع والمحافظات والمطارات بل وحتى العاصمة السعودية، ناهيك عن المطارات الإماراتية ومؤسساتها النفطية. الأمر الذي كاد ينذر بوصول أسعار النفط الى مستويات تخرج من سيطرة الأسواق النفطية العالمية الأمر الذي يعود بشكل مباشر لغير صالح الغرب وبالتحديد الولايات المتحدة الامريكية.
وبما أن واشنطن لم تشأ ان يسمع العالم بالتطور الذي حصلت عليه القوات اليمنية في تنمية قدراتها الدفاعية عبر الصواريخ والمدفعية، فإنها بادرت لمثل هذه الخطوة لتصادر النجاح والتفوق الذي قد يسجله التاريخ لصالح القوات الشعبية والجيش اليمني في صمودهم أمام التحالف العدواني.
فمهما كانت دوافع الخطوة الأمريكية للإفصاح عن ضرورة وقف العدوان على اليمن، فإن أكثر من مؤسسة دولية راحت تفصح عن ان الكارثة التي يواجهها اليمن، والتي أضحت وصمة عار على جبين التاريخ الذي يمر بالعقد الثاني من الالفية الثالثة. تلك الكارثة التي جسدت أبشع أنواع التوحش وأرذل أنواع استخدام الأسلحة المحرمة دوليا، والتي أقر القاصي والداني بثبوت ارتكاب مستخدميها جرائم حرب ضد شعب أعزل.
فكيف الأمر وقد اعلنت الأمم المتحدة ومجلس الأمن ان المأساة الإنسانية التي يمر بها اليمن جراء الحرب المفروضة عليه، أضحت كارثة لكل بني الأنسان ويندى لها جبين الإنسانية.
فهل ستكون أمريكا بمكانة الطرف النزيه في كيفية إنهاء العدوان على اليمن؟ ولماذا اختارت الانقلاب على السعودية ومطالبتها بوقف العدوان الذي كانت السبب الرئيس في بدئه على الشعب اليمني؟ وهل انها ستجلس حقا الى طاولة المفاوضات في كيفية إنهاء العدوان على اليمن؟
تساؤلات تكشفها الأيام القادمة عن الدور الأمريكي في تحالف العدوان على اليمن، وايصال الشعب اليمني الى هذا المستوى من الحال الكارثية.