صحيفة الحقيقة العدد”240″ : تقارير
خنادق الموت!
مصباح الهمداني
مَنْ يمتلِكْ ذاكرة حديدية لا يحتاج إلى تذكير، ومن خانته الذاكرة فليُراجِعْ أسماء المواقع من قبل سنتين حتى اليوم، وسيجدها نفسها، وحين نتحدثُ عن جبهة “نِهم”
فلابد أنكم سمعتم من قنواتِ الغُزاةِ ونعالهم عن “الحَولِ والمدفون” عشرات بل مآت، أو ألوف المرات ولا أبالِغ!
وما بثته قناة المسيرة اليوم، من بطولات لرجال الرجال، لا يمكن وصفه فهو من الآياتِ التي يسجلها أبطال اليمن وفرسانه على كلِّ صخرةٍ وجبل، وعلى كل ذرة ترابٍ وسهل، وحسب قراءتي للمعارك هناك، وبعد تخبِّط العدو كرةً تلو أخرى، فقد كان الأمسُ ضربةً للعدو مدمرة!
يُحلِّق الطيران فوق عبيده ومرتزقته، في المؤخرة البعيدة؛ كمظلة متحركة، يظللهم ،ويُساندهم حتى يتمكنوا من تنفيذ الأوامرِ، بحفرِ خنادقٍ طويلة، يتدافعُون كالحشراتِ إلى تلك الخنادق، وما إن يطمئن الغزاة إلى أن بِغالهُم الرخيصة المستأجرة؛ قد استقرَّت في خنادِقها، وبعد أخذ صورٍ تذكارية يتم إرسالها للمُستأجِرْ؛ يأمرهم القادة بالزحفِ نحوَ الجبالِ القريبة!
وما إن يبدأ الزحف، حتى يتصدَّى له رجالٌ هم من البأسِ أقوى، وهم من الحديدِ أصلَبْ، وليسَ في جيوبهم ريالٌ غريبْ، ولا عملةٌ نجسة، وليس في آذانهم بقية صوتِ ضابطٍ غازي، ولا يرِنُّ في قلوبهم بقية توبيخٍ من ضابطٍ مُرتزق!
يبدأ هجوم الأسود من أبناء الوطن، ويهربُ أمامهم كبار المرتزقة من الضباط والقادة ، ولا يتبقى في الخنادقِ التي حفروها، إلا الأرخصُ ثمنا، والأحقرُ ارتزاقا…
يقفُ الأسودُ على أولئك العبيد المستأجرين؛ وقد سقطَ منهم الكثير مضرجًا بدمائه، والبعض ما زال جريحًا فيداوون جراحه، والبعضُ انهارت به قُواه وسلم نفسه!
إن منظر اليوم، يتكرر يوميًا في كل جبهة أتدرون لماذا؟
لأن خيرة شباب الوطن الغيارى هم من يصدون هذه الزحوفات المستأجرة، وهم من يقتحمون مواقع الغزاة العملاء!
لأن شباب الجبهات فيهِم من تركَ دراسته الجامعية أو الثانوية أو الإعدادية، وفيهم من تركَ منحته الجامعية، وفيهم الطبيب والعامل والمهندس والعالم والمزارع، وفيهم من ترَكَ عش الزوجية، وفيهم أبناء العلماء وأبناء الشيوخ وأبناء القبائل وأبناء الوطن الوطنيين؛ وجميعهم اجتمعوا على كلمة واحدة هي “الدفاع عن الوطن” وتحت رايةٍ موحدة، ووعدٍ وعدهم القائد بالنصر في كل معركة!
ومن يتابع جبهة نهم يستشف التالي:
-كبار المرتزقة يزجون بصغار المرتزقة للمحرقة بقصد القتل فقط!
-الهدف من قتل صغار الإرتزاق هو الاستحواذ على أُجرتهم اليومية!
-نعرف ذلك من خلال عدم نشرهم أسماء قتلاهم إلا بعد شهور عديدة!
بينما جبهة الوطن؛ تعلن عن شهدائها وتزفهم يوميًا في مواكبٍ كبيرة، وكان آخرهم(علي) حفيد علامة اليمن الكبير وأحد مراجع اليمن العظماء محمد المنصور، وهو ثالث الأحفاد الشهداء! وما عسى المرء أن يقول في حضرة أسرةٍ كلها علمٌ وعلماء وشهداء وجرحى ومقاتلين!
ننتصر كل يوم، وسننتصر، ولن نتحدثَ إلا عن النَّصر؛ لأن هناك رجال في كل جبهة، قد امتلأت قلوبهم إيمانًا بالله، وحبًا للوطن، وصِدقًا وإخلاصًا ويقينًا!
وهُمْ جبال فوق الجبال، وأسودً بلا جِدال!
يُلقنون الغزاة أشد الدروس، وينكلونَ المرتزقةِ أشد تنكيل!
فسلام الله عليهم ما أشرقت شمسٌ دافئة!
وما أظلم ليل بارِدْ!
معركة الساحل الغربي “فقاعة صابون” بالسابق.. وحالياً “فقاعات صابون” وانتحار لحلف بن سلمان وعبيده وأسياده الصهاينة والأمريكان بالطرف الخائن
جميل أنعم العبسي
لا عدوان ولا غزو ولا احتلال بدون خيانة وذراع عسكري خائن من الداخل، وهذا النوع توفر بالجنوب وتعز الغربية ومأرب وباب المندب، ولم يتوفر هذا النوع الخائن من أبناء الساحل الغربي عامة والحديدة خاصة.
لذلك قلنا في حينها، أن التهويل باحتلال الحديدة هي فقاعة صابون للابتزاز السياسي وتحقيق مكاسب مشبوهة للخارج وحلفائه بالداخل.
كان ذلك في زمن أوهام جنة عدن ونعيم تعز وفردوس مأرب، وعدل الدولة الإسلامية الداعشية، وإقامة شرع الله بالخلافة الإخوانية والإمارة الإسلامية في ظل وحدة واتحاد تحالف العدوان داخلياً وخارجياً، وكانت فقاعة وفقاعات صابون متجددة بتسليم الميناء مقابل الرواتب وغيرها من إشارات في ظل احتلال وضم 42 ألف كم مربع من حضرموت وانتشار الكوليرا.
اليوم بن سلمان لم يُبقي له صديق أو عدو في الداخل أو الخارج، وانكشفت عورة تحالفه في الجنوب بحصار يوازي بالقيمة والمعنى والواقع مع حصار الشمال اليمني، والـ “الجنوب المحرر” بالقاموس المعادي أصبع شعبه يعض أصابعه تندماً وتحسراً للساعة التي صدَّق فيها أوهام الدولة المنشودة بالجنة الموعودة.. وانكشفت عورته في تعز، وأصبح وأمسى المتحالفون معه على قائمة الإرهاب من إخوان وسلفيين، وأصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين.
اليوم 6 نوفمبر 2017م بن سلمان يغلق المنافذ جواً وبحراً وبراً ويصدر قائمة الـ 40 وبملايين الدولارات، قائمة الـ40 مطلوب من مجاهدي أنصار الله حصرياً، ويهدد بالغزو واحتلال الساحل الغربي.
فقط وفقط مالم ينجزه العدوان في ظل وحدته واتحاده وأوج عنفوانه، لن ينجزه العدوان في ظل تمزقه وانقسامه وتشظيه بالجنوب وتعز حتى عقر دار العدو السعودية بانقسام العائلة الحاكمة.
ومالم يحققه في جغرافيا اغرتها العروض، وغررت بها مناهج التكفير، لن يحققه في جغرافيا لا تغريها العروض ولا تخدعها مناهج التكفير.
لذلك فإن العدوان إن حدث على الساحل الغربي لليمن سيرتد إلى نحر بن سلمان وكيانه وتحالفه المنهار بالانتحار في الساحل الغربي لليمن المقاوم، وقد تطال المفاعيل لأكبر مما يتخيل أسياده الصهاينة.. والفعل قبل القول هو سيد الميدان.
أخيراً نصيحة لوجه الله لكل الخونة المتفائلين ومن يريد أن يلتحق بركب النادمين، من الخلايا النائمة والمتربصة، ننصحكم بمواصلة النوم والغرق في سبات يحفظ لكم ماء الوجه، قبل أن تصبحوا في ركب النادمين العاضين على أصابعهم بالطرد من البلدة الطيبة ورحمة ربها الغفور
مطلوب 100 مليار دولار
فؤاد احمد
للتاريخ أبواب متعددة، ومداخل كثيرة، لا يرى الطغاة من أبوابه إلا باب القادة، يرغبون دائمًا وأبدًا اليه، ولو حبوًا فوق جثث شعوبهم، وشعوب أخرى قادها حظها العاثر أن تكون هدفًا لأطماعهم.
محمد بن سلمان رغب في دخول التاريخ كفاتح وقائد عسكري، من بوابة مخضبة بدماء ألوف وملايين الضحايا اليمنيين الأبرياء، خطط لعدوانه مستعينًا بأحدث ما في ترسانات العالم من أسلحة، وفتح خزانة آل سعود على مصراعيها لشراء الولاءات والذمم الخربة، ودمر اليمن، لكنه لم ينتصر.
درس التاريخ يتجدد، لا انتصار سيحوزه فاشل أرعن.
انقلبت حرب اليمن من تمنيات كاذبة بنصر سريع، أراده “بن سلمان”، وحوارييه ممن يرونه مكافئًا لـ”نابليون”، إلى لعنة تضرب قلب السعودية بشدة، وتتسبب في نزيف هائل كل يوم، حتى طالت الأسرة المالكة بنيرانها، وفرضت التقشف على أكبر اقتصاد عربي، وجعلت مسؤوليه في حيرة لتوفير موارد تكفي المغامرات.
مشهد القبض على مليارديرات آل سعود لم يكن بعيدًا عن شظايا قنابل اليمن، فالأمير يبدد بسرعة غير مسبوقة ثروات الخزانة السعودية، في شراء السلاح والرضا الغربي، فصفقات السلاح الضخمة مع الولايات المتحدة وأوروبا تتمثل أهم أهدافها في شراء لوبي قوي لمنع أي إدانة للحرب الوحشية على الشعب اليمني.
الأمم المتحدة واحدة من ساحات عديدة تبدد فيها الأموال السعودية، لمنع صدور أي قرار أممي يمس شرعية الحملة على اليمن، رغم خروج صحف غربية عديدة، بعد تقارير منظمة الصحة العالمية، التي أخرجت مأساة اليمن بعد سنوات ثلاث إلى بؤرة اهتمام عالمي، يتزايد يومًا بعد الأخر.
بعد جرد الحسابات، اكتشف الأمير أنه إما الانسحاب من اليمن، بكل ما يحمله من اعتراف بالهزيمة، وإما الاستمرار في الحرب، بحثًا عن مكسب يبرر كل المصروفات الهائلة، على حملة اقترن بها الفشل منذ اليوم الأول، والأهم أنها ستحمل مع وقفها رصاص اليمن المنتقم إلى المدن السعودية، فهل ينسى اليمنيون ثأرهم مع طائرات السعودية والإمارات، والتي تحمل يوميًا الموت إلى أطفالهم ومدنهم.
لكن من أين يأتي بن سلمان بالمزيد من المليارات للصرف على حملته العسكرية، الإجابة كانت في طرح شركة “أرامكو” عملاق البترول السعودي في البورصات الدولية.
الطرح الأولي سيوفر طبقًا لخطط خالد الفالح، وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي، نحو 100 مليار دولار، مقابل 5% فقط من أسهم “أرامكو”، وهو مبلغ يكفي للاستمرار في توفير متطلبات الحرب في اليمن.
لكن البورصات العالمية لا تدار برغبات “بن سلمان”، فالشركة لا بد أن تستوفي العديد من المتطلبات، وعلى رأسها التوافق مع قواعد الشفافية والإفصاح اللازمين للتداول العالمي، وهو ما لا ينطبق بأي شكل على “أرامكو”،التي تدار على طريقة “الملكيات الخاصة”.
الحل كان في “استيراد” من يهيئ عملية الطرح للبورصات العالمية، السيدة سارة جماز السحيمي، رئيسة سوق المال السعودية، خريجة هارفارد، والعاملة سابقًا في عدد من صناديق إدارة الأصول العالمية، مثل مجموعة سامبا المالية، وشركة جدوى للاستثمار، وشركة الأهلي المالية.
لكن الخطوات الهادفة لطرح “أرامكو” متعثرة منذ ما يقرب من العام، وكان الحل الأقرب لذهنية “بن سلمان” هو الاستيلاء بالقوة على الـ100 مليار دولار المطلوبة من الأمراء والمليارديرات السعوديين، وهو الرقم ذاته الذي أعلنته هيئة مكافحة الفساد كمستهدف من الأمراء والشخصيات الموقوفة.
اليمن تحول بعد ثلاث سنوات ونيف من مفعول به إلى فاعل أصيل في معادلة القوة بشبه الجزيرة العربية، ويكاد أن يتحول إلى رقم مهم على الساحة العربية، وهو يستحق ذلك، فقد قدم من التضحيات ما لا يحصى كثرة، وأجبر دول “عاصفة الحزم سابقًا” إلى اتخاذ موقف دفاعي عند الحد السعودي الجنوبي، وكتب الصاروخ إلى الرياض فاتحة عهد جديد، عنوانه “الردع”..
النصر لليمن وشعبها العظيم.