صحيفة الحقيقة العدد “412″كلمات من نور : دروس من هدي القرآن للشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي رضوان الله عليه
كلمات من نور
التواني، التفريط هو نفسه يكشف أن في القلب مرض، القلب المريض
هو معرض لخطورة بالغة أن يتولى اليهود والنصارى، إذاً فهو سيرتد سيصبح مطيعاً لهم فيرتد عن إيمانه، فيصبح كافراً. [سورة المائدة ـ الدرس الاول]
وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ
{وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ} (الشورى:39) لديهم وعي إيماني بأن الصبر على الظلم لا يمثل إلا الضَّعَة والذلة والخنوع، لا قيمة له عند الله إذا لم يكن صبراً عملياً، إذا أصابهم البغي إيمانهم، تربيتهم الإيمانية ثقافتهم القرآنية جعلتهم يمتلكون نفوساً عالية، نفوساً أبيّة، نفوساً تفهم كيف ستكون العاقبة السيئة إذا ما خنعوا، إذا ما خضعوا إذا ما استُذِلوا وقُهروا كيف ستكون الحياة، كيف سيصبح الدين، كيف سيضيع الحق، كيف سيسود الباطل، كيف سينتشر الفساد، فهم ينتصرون، ينتصرون إذا أصابهم البغي في أنفسهم لأن نفوسهم أبية، نفوسهم كبيرة لا يطيقون السكوت على أن يُظلموا، وأن يُهضموا، وأن يُذلوا، ينتصرون لدينهم.
وعادة ما يكون أحياناً البغي عليهم هدفه البغي عليهم باعتبار ما يحملون في دينهم في كونهم هم طائفة محقة، في كونهم من يحملون اهتمامات بأمر الدين فالبغي عليهم هو عملية ضرب للدين من خلال ضربهم هم، فهم ينتصرون على من بغى عليهم، وليكن هدفه ما كان.
هكذا آية واحدة تعرض مثل هذه القيم المهمة، والصفات العليا لأولياء الله، هذه الصفات التي تجسد إيمانهم الحقيقي الصادق، والراسخ، الواعي. [سورة المائدة ـ الدرس الرابع]
نقاط هامة حول أثر الصبر في سبيل الله وأهميته
- قضية الصبر عبارة عن قرار تقطعه وتتعبد الله به وهذه هامة من الناحية الدينية لمن يبحث عن رضوان الله.
- قد تكون قبل ساعة قبل اتخاذ قرار معين أن تكون مؤمن متحمل وتكون قريب من الله فارق كبير تحظى برضوان الله.
- بالنسبة للغايات يذكر أن الصبر سبب للمدد من جانبه {بَلَى إِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَـذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلافٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُسَوِّمِينَ}(آل عمران: الآية125) ذكر العون من جانبه فلا بد من الصبر {لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}, الفلاح عبارة عن أمر مفتوح في كل شيء متوقف على الصبر. أن يكون العدو في كل ما يعمل يطلع فاشل {وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً}(آل عمران: من الآية120) غايات ونتائج هامة متوقف على الصبر.
- للصبر آثار كسلاح هام ومؤثر جداً بالنسبة للعدو. ليس مجرد تحمُّل بل هو سلاح ضد العدو, بمقدار ما لديك من تحمل وصبر يقابله هزيمة لدى العدو, نسبة الصبر يقابله هبوط لدى العدو. لو فكر أن يخلخل بإغراءات ومرتبات وتهديدات.
- في الوقت الذي حصل حث على الصبر وكما هو أسلوب القرآن؛ لأنه هدى متكامل يوجه لشيء ويؤهلك لما تستطيع أن تعمله, أحياناً أشياء تلامس نفسيتك وهذه من المظاهر الهامة في القرآن تؤكد أنه من عند من يعلم السر. لا أحد يعلم بخصائص النفوس ولا علماء النفس.
- شيء آخر أن يؤكد الله أنه مع الصابرين هذا يشدك لأن تصبر وتدفع الإنسان إلى أن يصبر ويستطيع أن يعرف أنه في حالة صبر, والمهم لديه أن يرتاح نفسياً أن الله معه.
- عندما نجد أن الصبر في سبيل الله هو الوحيد الذي عواقبه حسنة, في المقابل ستحصل معاناة أشد, سواء صبرنا أو لم نصبر وعادةً الذي يكون عقوبة وتسليط ..
- قضية ما معنا شيء يجب أن تُنسف منا, العدو هو الذي لا معه ولا معه, إذا معه آليات هذه الآليات لا يحركها إلا الإنسان إذا كان منهار لا يستطيع يحركها, العدو ليس معه الله ولا القرآن ولا يمتلك إيمان من النوع الذي نمتلكه وهذه هي القوة الحقيقية. [ ملخص الصبر]
من أسباب صمود المؤمنين هو الوعي بعواقب الأمور
- {لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأمُورُ}(الحديد: الآية5) هذا التفكير الهام لمن يدخل في صراع يفكر في عاقبة الأمور, هو يقول هنا: {وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ}(الحج: من الآية41) هو من يدبرها وعاقبتها إليه {أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ}(فصلت: من الآية53), في سورة أخرى يقول: {فَاضْرِبُواْ فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ}(الأنفال: من الآية12) هذا توجيه من له عاقبة الأمور, ما نقل: [يشتي ينشبهم], {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ}(الأنفال: من الآية67) هذا العمل لا يمكن أن يحدث ممن ينظر لعاقبة الأمور, ولا يمكن أن يثبت من ينظر لعاقبة الأمور. ألسنا بعد التفجيرات السعودية رأيناهم يتحدثون عن الوسطية والاعتدال, واليمن كذلك يمسك الناس لأنه خائف من عواقب الأمور. المجاهدين لم يكونوا شديدين إلا لأنهم يرون عواقب الأمور لله, والله مهيمن على العدو وعاقبة أموره بيد الله.
- عندما يتحرك الناس في سبيل الله يجب أن يواصلوا ويصبروا ولا يتراجعوا مهما كان الأمر والله هو من إليه ترجع الأمور {أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الأمُورُ}(الشورى: من الآية53) {وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ}(الحج: من الآية41) هو سبحانه من يرسم النهايات وستكون لصالح أوليائه ومن يعملون في سبيله.
- يجب أن يكون الإنسان المؤمن في المواقف الصعبة أعظم إيماناً, كالذهب كلما حمي كلما ازداد صفاءً ونقاءً, بينما النحاس يذوب إذا اشتدت الحرارة, الله يضرب لنا أمثلة من واقع الحياة.
- يجب أن تفهم أن عدوك مهما امتلك من أسلحة وإمكانيات لا يستطيع أن يعمل ما يريد؛ لأن هناك من هو أقوى منه (إليه ترجع الأمور) وهو الله.
- الإيمان المطلوب هو إيمان من هذا النوع إيمان بوعي, إيمان يبعث على عمل من أجل الله وفي سبيل الله وللحصول على رضوان الله والجنة.
- {يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}(الحديد: الآية12) هذا الإيمان بالطبع لن يحصل إلا من خلال القرآن الكريم, خاصة هذه السورة التي يجب أن تصنع من الناس نفوس حديدية لا تتزحزح عن الحق, نفوس مؤمنة بالله, وأنه من إليه عواقب الأمور. [ ملخص سورة الحديد]
-
التربية القرآنية تربي رجالاً مؤمنين ثابتين
- إن الله أراد لأوليائه أن يكونوا بالشكل الذي يُعْيي الآخرين تماماً، لا مرجفون يؤثرون، ولا منافقون يؤثرون، ولا عدو يستطيع أن يرهبني، ولا شيء في هذه الدنيا يمكن أن يخيفني، هكذا يريد الله لأوليائه، وهكذا قامت تربية القرآن الكريم أن تصنع المؤمنين على هذا النحو، تربية عظيمة جداً، وهي تربطك بمن يستطيع أن يجعل نفسك على هذا النحو، وأن يجعل الواقع أيضاً أمامك على هذا النحو، يبدو ضعيفاً أمامك، وفعلاً يكون ضعيفاً {فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً}(النساء: من الآية76).
- ألم يقل كل شيء عن أعدائنا؟ أعداؤنا هم أولياء الشيطان على اختلاف أنواعهم وأصنافهم، أليسوا أولياء الشيطان؟ بصورة عامة {فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً}(النساء: من الآية76).
- ويأتي إلى تصنيفهم: يهود، ونصارى، وكافرين.. فيقول عنهم ما أسلفنا من قوله تعالى: {وَلَوْ قَاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الْأَدْبَارَ} {وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ} هكذا يقول عن اليهود والنصارى، هل هناك عدو آخر غير هؤلاء؟ هل هناك عدو للحق، هل هناك عدو للإسلام إلا وهو داخل ضمن أولياء الشيطان.
- إذاً فهم أولياء الشيطان، وكيد الشيطان كان ضعيفاً؛ لأنهم يستمدون قوتهم من الشيطان، وأنت إذا استمديت قوتك من الله فلا يمكن إطلاقاً أن يساوي مكر الشيطان، وكيده ذرة واحدة من قوة الله وتأييده لك، هكذا يريد الله لأوليائه أن يكونوا.
- ونحن إذا لم نصل إلى هذه الحالة من التربية فنحن من سنخاف أمام كل شيء نسمعه، ونحن من سيزعجنا كلمة ينقلها أحد من الناس سواء كانت صحيحة أو غير صحيحة. ونحن حينئذٍ من سيُنسَف كل وعي لدينا ولو على مدى عام بأكمله أو سنين بأكملها. [خطر دخول أمريكا اليمن]