صحيفة الحقيقة العدد “284”:العدوان على اليمن.. نقل المعركة إلى أرض العدو
الحقيقة /علي الدرواني
ربما لا يكون غريبا ان يخوض تحالف من أكثر من عشر دول ومدعوم من قوى عالمية ودولية على رأسها الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا وفرنسا، إلى جانب الكيان الصهيوني، ليس غريبا ان تخوض حربها خارج اراضيها، لا سيما انها تمتلك احدث سلاح جو عرفته البشرية، إلا أن هذا ايضا يمثل ميزة منقوصة، لان التحالف لم يستطع ان يخوض هذه الحرب الا من خلال سلاح الجو كاشفا ضعفا وهشاشة كبيرة في قواته البرية، التي استعاض عنها بتجنيد المرتزقة من كل مكان من اليمن والسودان والسنغال إلى جانب “البلاك ووتر”، مستخدما عناصر “القاعدة” و”داعش” والجماعات التكفيرية.
في الحروب الحديثة خاضت كبريات الدول حروبها خارج أراضيها باستخدام جنودها، متبعة سياسة نقل الحرب إلى أرض العدو، يعيدنا ذلك إلى بديات القرن العشرين، حيث انضمت الولايات المتحدة الامريكية إلى دول الحلفاء في الحرب العالمية الأولى وأعلنت الحرب على ألمانيا أواخر العام 1914، وفي الحرب العالمية الثانية كانت أمريكا طرفا أساسيا في الحرب حين استخدمت السلاح النووي لأول مرة ضد اليابان ودمرت هيروشيما وناغازاكي، ولا نذهب بعيدا في عمق التاريخ فلا تزال ماثلا أمامنا ما رأيناه في غزو واحتلال افغانستان والعراق من قبل الولايات المتحدة وحلفائها.
في العدوان على اليمن سعت السعودية وحلفاؤها جاهدة إلى إبقاء الحرب داخل اليمن، إلا أن القيادة اليمنية فاجأت العالم، ونقلت الحرب إلى عمق العدو برا وبحرا وجوا.
في العمليات البرية توجهت وحدات من مجاهدي الجيش واللجان الشعبية نحو الحدود السعودية، متحدين الترسانة العسكرية الدفاعية المتطورة للعدو، وتم كسر الخطوط الدفاعية الاولى، وتدمير كل مواقعها العسكرية على امتداد الشريط الحدودي في الشهور الاولى للعدوان، الامر الذي سهل لقوات الجيش اليمني واللجان الشعبية السيطرة على مساحات واسعة في عمق نجران وجيزان وعسير.
القوة الصاروخية أيضا، ساهمت بشكل فعال في نقل كرة اللهب إلى عمق السعودية، ومؤخرا تحدث وزير الخارجية السعودي عن 199 صاروخا بالستيا أطلقت على السعودية، أكثر هذه الصواريخ كانت تستهدف المواقع العسكرية والاستراتيجية في جيزان وعسير، فيما وصلت أعداد منها إلى الرياض وينبع والطائف وغيرها.
سلاح الجو المسير قام بعدة علميات متصاعدة بدأت باستهداف مطار أبها الإقليمي، وشركة أرامكو في جيزان، بطائرة قاصف 1، ثم انتقل ليقصف عاصمة قرن الشيطان بطائرة صماد2، التي استهدفت خزانات أرامكو في الرياض.
ومع تنامي العمليات الجوية للطيران المسير، انطلقت طائرات الصماد 3 لتقصف في الامارات متجاوزة مسافات تصل اكثر من 1200 كم، لتنفذ ثلاث عمليات نوعية، على مطارات ابو ظبي ودبي، اخرها اليوم.
اليوم أيضا وفي إطار نقل المعركة إلى أرض العدو، نفذت قوات البحرية والدفاع الساحلي، عملية نوعية جديدة في عمق العدو، حيث استهدفت وحدة متخصصة عملية نوعية استهدفت تجمعا لزوارق حرس الحدود السعودي داخل ميناء جيزان، وأكدت مصادر عسكرية أن العدو تكبد خسائر كبيرة واحتراق عدد من الزوارق البحرية إثر الهجوم البحري.
العمليات النوعية والمستمرة في التطور والتصاعد، برا وبحرا وجوا، والتي تنفذها الوحدات المختلفة للجيش واللجان الشعبية ، تؤكد أن عامل الزمن وطول أمد العدوان، يزيد من تضاعف القدرات العسكرية اليمنية وتطوريها وتناميها، الامر الذي سيمثل المزيد من المخاطر التي ستتعرض لها دول العدوان امنيا واقتصاديا، ولن تستطيع تحمل نتائجها واطراد عملياتها، والقادم أعظم.