صحيفة الحقيقة العدد “284”:الرياح الباردة وتوازيها مع الحرب الاقتصادية
الرياح الباردة وتوازيها مع الحرب الاقتصادية
الحقيقة ـ خاص
بعد الفشل العسكري لقوى تحالف العدوان الأمريكي السعودي ومرتزقتهم في مختلف الجبهات، وتزايد الاسناد الشعبي والصمود الاسطوري للشعب اليمني قيادة وجيشا ولجانا شعبية، عمدت دول العدوان إلى استخدام الورقة الاقتصادية كورقة ضغط للاستسلام واخضاع الشعب اليمني واذلاله في لقمة عيشه، وجعله خانعا مستسلما لدول الاستكبار العالمي واحذيتهم في المنطقة.
وبالتوازي مع الحرب الاقتصادية تشن قوى العدوان حرب باردة بين أوساط المجتمع اليمني تطالبه بالاستسلام، وهو ما كشفت عنه ملفات سرية للتحالف العدوان بإنشاء شبكات تحت مسمي “الرياح الباردة” ومهمتها كالآتي: بث الشائعات في الأوساط اليمنية و التقليل من شأن القوى المناهضة للعدوان . وإفقاد الثقة في قياداتها وأفرادها ومقاتليها، والاستهزاء والتقليل من حجم الانتصارات في الجبهات، وتثبيط الناس عن التحرك في مواجهة العدوان.. وأن إيقاف الحرب من خلال الاستسلام هو المخرج الوحيد للوضع.
أمريكا تهدد .. وأحذيتها ينفذون
وفي ظل الوضع المعيشي المتدهور للسكان في اليمن بعد ادخال دول العدوان اليمن في ازمة اقتصادية، في عملية ممنهجة ومدروسة لمحاربة المواطن في القوت الضروري، وقد بدء المخطط بعد فشل مفاوضات الكويت، وتلقي الوفد الوطني تهديدات مباشرة من السفير الأمريكي باستهداف العملة اليمنية قائلا أذا لم توافقوا على الانسحاب وتسليم الأسلحة سنجعل قيمة العملة اليمنية لا تساوي قيمة الحبر الذي يطبع عليها.
ومن هنا كان التهديد الامريكي المباشر بينما عمل على تنفيذه خدامها في الخليج ومرتزقتهم في الداخل ممن يسمون بالشرعية، فكانت خطوتهم الاولى السيطرة على موارد النفط والغاز والموانئ البحرية والبرية والجوية، ونقل إدارة البنك المركزي من العاصمة صنعاء إلى عدن، والتلاعب بالإيرادات الموردة إلى البنك، لم يتوقف الأمر هنا بل قامت حكومة الفنادق بطباعة المليارات في روسيا وأغرقت بها السوق المحلي مما تسبب في انهيار قيمة الريال اليمني أمام العملات الاجنبية، وهو ما تسبب في غلاء الاسعار في السلع بعد هبوط قيمة الريال إلى ادنا مستوي.
الرياح الباردة ومواكبتها للحرب الاقتصادية
بالتزامن مع الازمة الاقتصادية في اليمن والتي تسببت بها دول العدوان بداً بنقل البنك المركزي من صنعاء إلى عدن، وطباعة المليارات من العملة المحلية دون سقف يحميها من الانهيار أمام العملات الاجنبية، كل ذلك جراء ضمن خطوات ممنهجة لاستهداف قوت المواطن اليمني لإخضاع وأذلاله، يشن العدوان الأمريكي السعودي حملات نفسية على الشعب اليمني دون تحقيق أي تقدم.
وكانت مصادر سربت قبل أشهر من داخل تحالف العدوان تقيم في الرياض، عن خطة جديدة لمؤسسة سرية أطلق عليها اسم “رياح باردة” تهدف إلى بث الشائعات في الأوساط اليمنية و التقليل من شأن الجيش واللجان الشعبية وإفقاد الثقة في قياداتها وأفرادها ومقاتليها.
هدف المؤسسة السرية ، موجهة لجميع شبكات التواصل الاجتماعي ، تحت إدارة الباحث الفلسطيني أمين مسعود (54 عاماً ) وهو باحث ومتخصص في وسائل التواصل وأيضاً دكتور في علم النفس، بحسب المعلومات التي تؤكد أن الديوان الملكي السعودي وافق على اعتماد 268 مليون ريال سعودي كميزانية شهرية للمؤسسة ، والمخصص قابل للزيادة بحسب التأثير والنجاح في العمل.
المؤسسة السرية الذي سربت إلى “الجيش واللجان الشعبية” من قبل مصدر من داخل المؤسسة، وبحسب المعلومات تم تفعيل ( 3456 ) شخصا منهم ( 156 ) غير يمنيين للقيام بالمهمة ويقطن منهم في الأراضي اليمنية حوالي ( 1466) في الداخل اليمني ويتقاضون أجورهم في منازلهم والمتبقون خارج اليمن ومهمتهم تعطيل الصفحات الهامة والمشهورة وأصحاب الكتابات المؤثرة في الوسط الاجتماعي وتوجيه السباب والشتائم والتهم وإفقاد ثقة الوسط الشعبي في أنصار الله وحلفائها.
الأمر الذي واجهة الإعلاميين والصحفيين والناشطين المناهضين لتحالف العدوان ، في شبكات التواصل الاجتماعي ، من تلقي الشتائم والسب من اسماء اغلبها وهمية ، إضافة إلى اغلاق صفحاتهم في “فسبوك” بسبب حملة البلاغات التي يقوم بها مرتزقة العدوان .
وكانت المؤسسة قد بدأت العمل منذ قرابة عدة اشهر ، حيث وجهت كل منتسبيها باستخدام عبارات مثل (إنقلابيون _ روافض _ مجوس _ عملاء إيران_ متخلفون _ جهلة _مبردقون _ كهنوتيون – لصوص – فاسدون) وتتكون من حوالي ( 167 ) مصطلحا وعبارة تم دراستها واختيارها من فريق متخصص، وتم التوجيه والتعميم باستخدامها.
ووفق الخطة المسربة ، تخصص المؤسسة السرية ما يقارب 876 شخصا من الرجال والنساء للعمل في الوسط الشعبي الذي لا يهتم بوسائل التواصل الاجتماعي وهم متواجدون في العاصمة صنعاء، في المناسبات والأعراس والشوارع والمساجد والبيوت ووسائل النقل ،بهدف خلق احتقان وتوتر شعبي كبير ضد قوات الجيش واللجان الشعبية .
ومن ضمن المهام الملقاة على العاملين في مؤسسة تحالف العدوان التي تحمل اسم “رياح باردة ” تسعى إلى التقليل من شأن الجبهات و تخويف وتهويل ونصح كل من لديه علاقة أو أي ارتباط بأنصار الله بالكف والرجوع وعدم الانخراط ضمن أنصار الله والتصدي للحملة التجنيد العسكري الطوعي، والتصدي للتحشيد الخطير الذي يُشكل تأثيراْ ملموساً وكبيراْ في الخسائر المادية والمعنوية والبشرية في جيوش عاصفة الحزم التي يقودها تحالف العدوان الأمريكي السعودي.
اربع سنوات من العدوان على اليمن ، استخدم فيها تحالف العدوان بترسانته الإعلامية والعسكرية المهولة كل قذارته ضد اليمنيين ، لم يبقى وسيلة أو أداة الا واستخدمها، لكن عويله يملأ الدنيا، الأمر الذي أعتبره محللون دليل على الفشل والإخفاق والهزيمة والألم الذي يتسبب به تكسير عظام يد العدوان؟!.
إنفاق المليارات على المرتزقة لبث الشائعات بين اليمنيين للنيل من صمودهم، ليس صوتا مرتفعا أو يدا طولى، بل هو الدليل الثابت من أن صوت الجبهة الإعلامية هو الأعلى ويدها هي الأقوى ، وان دول العدوان مهما عملت فلن تنال من صمود وثبات الشعب اليمني .
قد يكون مبررا للبعض أن يذهب مذاهب أبواق العدوان ودعواتها للاستسلام، لكن ليس بعد تكشف كل الحملات التي قامت على أباطيل وأكاذيب وفبركات قذرة، ليتأكد على نحو ثابت أن صوت الحق هو الأعلى وليتأكد على نحو نهائي أن القوى الوطنية التي تواجهه دول العدوان ومشاريعها الفتنوية والتدميرية والاستعمارية هي الأقوى.