صحيفة الحقيقة العدد “281”:ما الذي جرى في الحديدة ..؟ بحسب ماحدثني به قائد عسكري في ميدان المعركة ..
صحيفة الحقيقة/كتب /عبد الغني علي الزبيدي
امس الأول شنت طائرات العدوان اكثر من مائة غارة جوية على الطرق الرئيسية والفرعية المؤدية إلي طريق الحديدة صنعاء والمعروف بمنطقة الكيلو16 وذلك تمهيدا لوصول (9000)مرتزق من المليشيات السلفية والتكفيرية من تنظيم داعش والقاعدة .
(1)
كان الجيش واللجان الشعبية على علم مسبق بالخطة منذ أكثر من أسبوع حيث كانت الخطة معدة قبل يوم من اجتماع جنيف والهدف منها احداث إرباك وتسجيل انتصار ولو مؤقت بهدف الضغط على الوفد الوطني وتقديم تنازلت كان من الصعب أن يحصل عليها الطرف الآخر أن لم يحدث هذا الاختراق أو ماسموه بالانتصار ..(طبعا هذا وفق تقديراتهم) وليس ماكان سيحصل فعلااا.
(2)
ولأن الخطة فشلت بسبب الاختلاف على بعض الترتيبات التكتيكية ومطالب المرتزقة بالحصول على امتيازات مالية من السعودية والإمارات بواقع (5000)للضابط (2500) للفرد وتأخير صرفها ورفض المرتزقة التحرك من دون الحصول عليها أو الضمانات بصرفها أثناء البدء بالتحرك وهو ماحصل .
وبالإضافة الي ذلك رفض الجانب الأمريكي الخطة العسكرية التي سبق وأن فشلت في محاولة السيطرة على المطار في الفترة الماضية .
لهذا تم عرقلة الوفد الوطني من السفر وفق الآلية التي تم الاتفاق عليها مسبقا مع المبعوث الدولي وموافقة الأمين العام للأمم المتحدة .
(3)
استخبارات الجيش واللجان الشعبية التي اخترقت قوى الغزو والمرتزقة وحصلت على المعلومات الكافية بموعد بدأ خطة التحرك الجديدة والحصول على أدق التفاصيل ومنها ساعة الصفر لبدأ الغارات الجوية وعدد الالوية والأليات المتحركة وأسماء القادة الميدانيين .
وبناء على ذلك تم إعداد خطة متقنة تمثلت بالاختفاء والتمويه أثناء الغارات والايحاء بأن هناك انسحاب (والعدو سماها هروب) الأمر الذي افشل اولا : فاعلية وتأثير الغارات الجوية وافشل أيضا طائرات الاستطلاع والمراقبة .
ثانيا : أوهم العدو على الأرض أنه ليس هناك من مقاتلين ولذلك تم الترويج إعلاميا (بهروب ما أسموه الحوثيين ) وهو ماخططت له قيادة الجيش واللجان الشعبية ونجحت فيه .
وبناء عليه تقدمت قوات المرتزقة من دون خطة واضحة ولم يكن معهم اي قيادي اجنبي كما حدث في محاولة السيطرة على مطار الحديدة في شهر يونيو الماضي .
(4)
وما ان غابت الطائرات المقاتلة للعدوان وتجمع الكثير من المرتزقة ومعهم الكثير من الآليات وفي لحظة النشوة بتحقيق النصر المزعوم والتصوير والبث من النقطة التي وصلوا إليها في خط صنعاء الحديدة .
حتى خرج رجال الرجال وفق خطة مدروسة بدقة ومعرفة كل مقاتل بدوره وواجبه فضربوا بكل قوة وشدة وباس متوكلين على الله ومستعينين بقدراتهم القتالية فضربوا العدو من كل اتجاه وصوبوا بنادقهم واسلحتهم المتواضعة فلم تكن تخرج رصاصة واحدة إلا واصابت هدفها تجاه الأفراد ولم تكن تطلق قذيفة واحدة تجاه الآليات الا ودمرت أو اعطبت الهدف .
فقتل من قتل وأصيب الكثير بجروح بالغة ومن نجا فر هاربا بعد أن رمى سلاحه لينجو بنفسه وأصيب الكثير منهم بخيبة كبيرة بعد أن تلقوا ضربة موجعة من حيث لم يحتسبوا وشعروا بخيانة قيادات التحالف لهم فلاهم ساندوهم ولاهم اوفوا لهم بما وعدوهم بالمال.
(5)
طبعا كانت الخطة تقتضي أن يصاحب التحرك الميداني تغطية إعلامية كبيرة ومكثفة ومدروسة بعناية لشن حرب نفسية تستهدف أهالي الحديدة خاصة والقوى والقيادات الوطنية المواجهة للعدوان وتكرار خطة سيطرة القوات الأمريكية على بغداد وكان لهذه الخطة أن تستمر بالضخ الاعلامي عبر الماكينات الإعلامية الكبيرة لقوى العدوان ومرتزقتهم ومن خلال الناشطين الإعلاميين المعروفين وبالذات من العملاء والمرتزقة والذين استمروا بالرغم أن المعركة حسمت في وقت قياسي لصالح الجيش واللجان الشعبية الي اخر ليل أمس الأول وصبيحة اليوم .وقد بدأت بالتلاشي .
تدريجيا إلي درجة الصمت بعد كشف الحقيقة عبر تقارير الاعلام الحربي والذي تناقلته الكثير من الوكالات والقنوات العالمية ومواقع التواصل الاجتماعي .
*اكتفي بهذا القدر وسوف اوافيكم بالتطورات غدا باذن الله من المصادر الميدانية واوافيكم بالحقيقة كما هي ..