صحيفة الحقيقة العدد “277”: أقرأ عن حقيقة الصراع الدائر في تعز والشبح الذي أرهق قوى العدوان والجبهة التي أبتلعت سلع الدرهم
حقيقة الصراع الدائر في تعز
كتب/محمد ناصر البخيتي
القضية ليست تمردا على الشرعية ولا خروجا على القانون ولا مكافحة إرهاب وإنما صراع على النفوذ بين حلفاء السعودية وبين حلفاء الامارات، وما منع الإمارات من التدخل المباشر لنجدة ابو العباس هو إدراج اسمه في قوائم الإرهاب الأمريكية مما اضطر الإمارات لوضعه في قوائمها أيضا.
من الواضح أن حزب الإصلاح قد استغل هذه القضية كغطاء لتصفية جماعة ابو العباس للسيطرة على تعز حتى لا تتحول إلى عدن وهذا واضح في الخطاب الإعلامي لمناصريه الذين يركزون على إلصاق تهمة الإرهاب بأبي العباس وجماعته، ولو كانت القضية قضية تمرد على الشرعية لكان الأولى أن يتحرك الإصلاح بدعم من هادي ضد الانتقالي والأحزمة الأمنية في عدن.
وللإنصاف فإن لدى حزب الإصلاح مخاوف مشروعة من سيطرة مرتزقة الإمارات على تعز لأن هذا يحولها إلى ساحة تصفية لكوادره كما يحصل في المحافظات الجنوبية المحتلة من قبل الإمارات وخصوصا عدن.
تحرك حزب الإصلاح ضد كتائب ابو العباس المرتبطة بالمحتل الإماراتي كان يمكن أن يحسب له لولا ان تحركه هذا يجري بغطاء ومباركة المحتل السعودي، وبالتالي فإنه يفتقد للغطاء الوطني الذي يمنحه صلاحية التحرك بحدود الوطن.
ان سعي حزب الإصلاح لتوسيع نفوذه على حساب نفوذ حلفائه في الارتزاق كرد فعل على استهدافه من قبل الإمارات بدلا من الانسحاب الكامل من تحالف العدوان والانضمام لصف الوطن خطوة تكتيكية تنتهي مكاسبها عند أي تفاهم سعودي إماراتي كما حصل مع ثورة الانتقالي في عدن، هذا مع الأخذ في الحسبان ان عداء السعودية للإخوان لايقل عن عداء الإمارات.
وللإنصاف فإن أبا العباس وجماعته ليسوا قاعدة لانهم يمثلون السلفية التي تقدس ولي الأمر وهذا يفسر تحالفه وانسجامه الكامل مع الإمارات. صحيح أن جماعته قد ارتكبت جرائم شبيهة بما تقوم به القاعدة ولكن حزب الإصلاح قام بمثلها أيضا.
وللعلم فإن تنظيم القاعدة يقف إلى جانب حزب الإصلاح في تعز وعلى تنسيق كامل معه في بقية المحافظات، وقد شارك حزب الإصلاح القاعدة في عملية تصفية داعش في قيفة محافظة البيضاء، يضاف إلى ذلك ان الكثير من التيارات السلفية تقف الى جانب حزب الإصلاح وليس الى جانب ابو العباس مثل جمعية الإحسان وجمعية الحكمة وحزب الرشاد السلفي بينما تأخذ جماعة الشيخ محمد الإمام موقف الحياد.
كل ذلك يؤكد أن الصراع المسلح في تعز لا يعبر عن قضية وطنية ولا حتى عن خلاف ايدلوجي بين المتصارعين بقدر ما يعبر عن صراع على النفوذ بين مرتزقة الإمارات وبين مرتزقة السعودية خصوصا إذا ما علمنا أن الحزب الناصري يقف إلى جانب ابو العباس إعلاميا وعسكريا لارتباطه بالإمارات. والصراع بين المرتزقة يظل محكوما بخلاف وتفاهم اسيادهم كما أن اسيادهم ليسوا سوى مجرد عبيد لأمريكا و يدفعون الجزية لها ويتحركون وفق ما تمليه مصالحها، وأينما وجدت المصلحة الأمريكية وجدت السعودية والإمارات ومرتزقتهما سواء في اليمن أو غيرها.
نصيحة لحزب الإصلاح، حرروا أنفسكم اولا من التبعية للخارج وبعد ذلك تحركوا مع القوى الوطنية لتحرير الوطن وليس تعز فقط.
الصواريخ اليمنية ..الشبح الذي أرهق قوى العدوان
كتب/زين العابدين عثمان
لقد كان ولازال للصواريخ الباليستية اليمنية آثارها الاستراتيجية البالغة في إلجام وردع التحالف السعودي وفرملة مخططاتهم التدميرية التي ينفذونها في اليمن، فظهورها على ساحة الحرب بما تحمله من إمكانات وتكنولوجيا متقدمة وصلت إلى مستوى دك أهداف حيوية واستراتيجية في وسط العاصمة الرياض وأبو ظبي، ما أحدث حالة إرباك ورعب شديدين دب في السعودية وأيضا حلفاءها الكبار وبالمقدمة الولايات المتحدة الأمريكية الكيان الإسرائيلي الذي بدٲ يحوم على كيفية احتواءها.
الناطق الرسمي باسم أنصار الله الأخ محمد عبد السلام وهو أحد أعضاء الوفد الوطني التفاوضي في حوار خاص مع قناة المسيرة يوم أمس الأربعاء، تطرق إلى إيضاح ما يدور خلف الكواليس في هوامش المفاوضات التي تجري مع دول التحالف السعودي في الآونة الأخيرة وعن تفاصيل أهم مطالبهم التي يحاولون قدر الإمكان حلها بالطرق الدبلوماسية، حيث أكد أن ملف الصواريخ الباليستية هو أكثر الملفات التي تبحثها أطراف دولية معهم”.
هذا الصعيد الذي أوضحه عبد السلام تحديدا يضعنا أكثر في الصورة التي عكست واقع القلق والمخاوف المتصاعدة التي بات يعيشها التحالف السعودي حيال منظومات الردع الصاروخية التي في متناول الجيش اليمني واللجان الشعبية وأيضا عن مدى تطورها وتراكم قدراتها التكتيكية بشكل دراماتيكي على مسرح العمليات، فالاهتمام الشديد من أطراف التحالف على وضع ملف الصواريخ الباليستية اليمنية في أعلى سلم أولياتها الأمنية والسياسية في أي مفاوضات تعقد مع وفد صنعاء مؤخرا توحي بشيئين:
الأول: هو أن هناك جهود مركزة تسعى لها دول هذا الحلف على حل واحتواء الملف الصاروخي اليمني عبر المعارك الدبلوماسية في المفاوضات الحالية أو المقبلة بإلحاح ورغبة أكبر، و هذا بطبيعته يعد دليلا يعبر عن الاعتراف والتسليم الضمني من دول التحالف بتداعيات صواريخ اليمن التي أصبح وجودها يشكل تهديدا كارثيا على منظوماتها الأمنية القومية والاقتصادية.
الثاني: وهو الأهم يتمثل في البعد العسكري الكبير لهذه الصواريخ وعمق تٲثيرها في الجانب الجيوستراتيجي الذي أصبح عاملا أساسيا يهدد بتغيير قواعد الحرب القائمة باليمن وكسر استراتيجية القوة الغاشمة التي تعتمدها دول التحالف السعودي في أفق تحقيق أهدافها المرسومة وإلزامها بالتخلي عنها وفرملة كل مخططاتها بحكم أنها باتت تلاقي قوة معاكسة خارجة عن السيطرة بدٲت بفتح النيران المباشرة على أمنهم واقتصادهم مع الأخذ بعين الاعتبار السعودية التي باتت أكبر نموذج حي لمسرح عمليات صواريخ اليمن الباليستية وتأثيراتها المدمرة على واقعها الاقتصادي .
*الجيش اليمني الذي تمتع بترسانة ردع صاروخية متعددة المهام والأحجام وبأعداد كبيرة والتي حاولت دول التحالف السعودي بإسناد كبير من أمريكا على تدميرها وإخراجها عن الخدمة قبل وبعد العدوان على اليمن سواءً عبر أدواتها في الداخل اليمني أو استهدافها بالمقاتلات الحربية في أوائل أيام العدوان، إلا أنها أخفقت في ذلك والواقع يعكس بأن المؤسسة العسكرية اليمنية لازالت إلى اليوم تمتلك هذه الترسانة المهمة والمحورية مع فارق أنها أصبحت تتقدم تقنيا وتكنولوجيا على أيدي خبراء عسكريين يمنيين مختصين بمجال التطوير الصاروخي، فبعد الـ1200 يوم الماضية من عمر عدوان التحالف السعودي على اليمن أصبح للقوة الصاروخية اليمنية برنامج صاروخي تطويري ذا رؤى وخبرات حساسة تضاهي المعايير العالمية مدعما في الوقت عينه بمركز أبحاث مختص في هذا المجال.
ما أود قوله في الأخير هو الإشارة إلى نقطة مهمة وهي أن عدوان السعودية وحلفاءها والصمت الأممي والدولي إزاء ما تعمله الأولى من ممارسة الإبادة الجماعية بحق المواطنين اليمنيين وخصوصا الأطفال وأيضا حصارها الاقتصادي الخانق الذي يدفع بالشعب اليمني نحو أسوٲ الكوارث الإنسانية في العالم فان هذا المسار سيحتم بلا شك على القوات اليمنية الاستمرار بجهود أكثر وإرادة أكبر من أي وقت إلى تمتين وتدعيم أسلحة الردع الاستراتيجية التي في متناولها و من ضمنها القوة الصاروخية كونها الوسائل الوحيدة التي لامناص منها في زجر دموية عدوان السعودية وحلفاءها وكسر الحصار المفروض وبالتالي نستطيع القول في نهاية المطاف إن خطورة الصواريخ اليمنية وتداعياتها الأكثر رعبا لم تظهر بعد بشكل كامل وعلى السعودية وحلفاؤها وفي المقدمة أمريكا و إسرائيل أن يتربصوا موعد تدشين القوة الصاروخية اليمنية لمنظومات باليستية اكبر مدى وأكثر تدميرا وفاعليه على المستوى العملياتي والاستراتيجي لأن وقودها هذه المرة لم يعد الوقود الصلب أو السائل بل هو دماء الأطفال والمواطنين اليمنيين، المسفوكة ومعاناة 30 مليون يمني.
الدريهمي تبتلِع سِلع الدِرهم
إبراهيم الحمادي
أماني التقدم في جبهة الساحل تصطدم بواقع عسكري أصلب من الفولاذ ،وأخطر من الألمنيوم ،كلما حاول العدو التقدم في الساحل ارتد منكسرا ،وتوزع بين الرمال جسدهُ متناثرا ،وجاءته الضربات القاتلة من حيث لا يحتسب.
ومصيدة كبرى وقاتلة وقع فيها الغزاة قبل مرتزقتهم عندما دفع بأعداد كبيرة منهم إلى أطراف الدريهمي بهدف تحقيق اختراق جديد ،فمنوا بهزيمة ساحقة خلال الساعات الماضية ،حيث ظن العدو نفسَهُ مقتدرا فنفذ زحفا كان نصيبُه الفشلَ ،ونال البأس من 180 وأصاب منهم 136 في مقتل حسب تصريحات وزارة الدفاع أمس الماضي.
ملأ الرعب قلوب الغزاة والمرتزقة جراء دقة الاستهدافات لمدرعات تقل شياطين قرن الشيطان نجد وذيله الإمارات من سلع الدرهم دون مقابل سوى أنهم فازوا بألقاب الارتزاق والنفاق والخيانة ،آفة يجري تعميمها بالدرهم الإماراتي لإبقاء الشعوب منقادةً لمشاريع ظاهرها أعمال خيرية ،وباطنها جرائم وحشية ،كما كان في جريمة الدريهمي أمس.
لم تستطع فرق الإنقاذ من الوصول لمكان الجريمة جراء قصف طائرات طيارها أمريكي وبوارج قبطانها أمريكي كما صرح الصليب الأحمر ،حيثُ يأتي سبب رفض العدوان إدخال السيارات الخاصة بالصليب الأحمر لأمرين: الأول لإخفاء جريمتهم في قرى مديرية الدريهمي ،والثاني لجثث قتلاهم المتناثرة على ساحل تهامة والذي يُعد فضيحة كُبرى لهشاشة مرتزقتهم وجيوش كبستهم ،فليس غريب على الحديدة فهي المقبرة لكل أحلام الغزاة وعلى رأسهم الأمريكي والصهيوني ومن بعده الأذيال السعودي والإماراتي.
ليس عجيباً ففي الجبهات رجالُ لا يقاتلون لأجل المال ،ولا يتبعون مملكة العقال ،بأسهم بينهم شديد ،وإختراقهم صعب المنال ،أتوا لدحر مرتزقة الدرهم و الريال ،فهم رجال اقوال وأفعال ،يُنكلون بقوى الباطل و الظلال .
وما في الساحل إلا جُرعةً أصبح العدو عليها في حد الإدمان محتويات هذه الجُرعة الثقافة القرآنية وصدق التولي وتأييد الله ،منجزاتها ضرباتٍ متلاحقةً تكبد العدو الكثيرَ من الخسائرِ بتدميرِ وإعطابِ عددٍ من الآلياتِ والمدرعات.
وفي طريق الفشل العسكريِ والانحطاط الأخلاقي فقد عمد طيران العدوان إلى ارتكاب مجزرة إبادة بحقِّ أسرة بكاملهِا في الدريهمي ،حيثُ حصيلة الضحايا 13 شهيداً قضوا بسلاح جزار الأمريكان مرتدٍ ثوب الإسلام.
وبين أمواج البحر وكثبان رمال تهامة مصير الغزاة أن يغرقوا أو يحرقوا، ويستحيلُ عليهم أن يعبروا إلا دخانا تنتهي إليه مدرعاتهم وتصير أطماعهم أضغاث أحلام، وما هم في بغيهم وعدوانهم بأشد شوق للمنازلة من أبطال النزال والقتال ممن رعف بهم الزمانُ صبرا في الحرب صدقا عند اللقاء ،للشهادةِ يخلعون ثوب الوقاء ،وفي الميادين ليوث حيدريين أشداء ، كرتهم كرة الكرار وصولتهم صولة علي البتار.
ومن تعدى نال نصيبه من القتل والتنكيل، وأفق الحرب أبعد من مدى البحر وفيها العدو يحرق أو يغرق ،ومكر الغُزاة يرتدُ عليهم في مواجهة شعب يأبى إلا الانتصار لحريته وكرامته واستقلاله .