صحيفة الحقيقة: أبناء الجنوب : ما بين الاغتيالات والسجون السرية.. والأطماع الاستعمارية
أبناء الجنوب :
ما بين الاغتيالات والسجون السرية.. والأطماع الاستعمارية
عملت قوات الغزو الإماراتية على أنشاء سجون سرية بهدف اثبات قدرة ميليشياتها التي شكلتها، على إفشاء الرعب ضد أي أصوات مناهضة لمشروعها وسياستها، من خلال إنشاء السجون السرية ومعتقلات التعذيب ضد كل من تعتقد أنه سينتقد تحركاتها.
وقد كشفت جهات مسؤولة في المحافظات الجنوبية عن أنشاء الإمارات وأعوانها في الجنوب 17سجناً سرياً في ظل صمت الأمم المتحدة على جرائم التعذيب التي تمارسها دولة الاحتلال الجديد بحق الآلاف من المواطنين في جنوب البلاد.
المحتل الإماراتي يستنسخ سجن أبو غريب في اليمن
تسعى دولة الإمارات إلى تحويل ثاني أكبر معسكر يمني، إذ إنّه مقام على مساحة 12 كيلومتراً مربعاً، إلى أحد أكبر معتقلاتها السريّة في اليمن، ليكون على شاكلة «معتقل أبو غريب» في العراق إبان الاحتلال الأميركي البريطاني للبلاد
و بحسب تقرير للكاتب رشيد بجريدة الأخبار اللبنانية ، تتعمد الإمارات تحويل المعسكرات العسكرية إلى معتقلات كبيرة، نظراً إلى أنّ المعسكرات تحتوي عامة على بنى تحتية «مناسبة».
و قال التقرير : بعدما حوّلت أبوظبي معسكرات «العشرين» و«الحزام الأمني» و«الرئاسة» و«الإنشاءات»، إلى معتقلات، تسعى اليوم إلى إنشاء واحد من أكبر معتقلاتها اليمنية، ويقع عند الساحل الغربي للبلاد حيث تقع مديرية ومدينة المخا التابعتين إلى محافظة تعز.
ولفت التقرير إلى أن الإمرارت تسعى إلى تحويل «معسكر خالد بن الوليد» الذي تسيطر على جزء منه قوى الغزو والمرتزقة الموالية لـ«التحالف» الذي تقوده السعودية إلى معتقل . وتغافل التقرير بأن قوات الجيش واللجان الشعبية تسيطر على اجزاء كبيرة من هذا المعسكر.
وواشار التقرير إلى ان هذا المعسكر يبعد عن مدينة المخا بمسافة 40 كيلومتراً وبمسافة توازي 60 كيلومتراً عن مدينة تعز، ويمتد بطول كيلومترين فوق سلسلة جبلية ويتميّز بتحصيناته الطبيعية المتمثلة بالمرتفعات والهضاب الحاكمة من جميع الاتجاهات، التي تُعدُّ سياجاً منيعاً للدفاع عنه وحمايته.
وأضاف : هذا المعسكر الذي يتصف بتحصيناته الكبيرة والذي يحتلّ المرتبة الثانية لناحية الحجم بعد «قاعدة العند» العسكرية في لحج، يلفّه سور حجري كبير، عرضاً وطولاً، وله ست بوابات، منها بوابتان رئيسيتان (البوابة الشرقية والبوابة الغربية)، وبوابتان ثانويتان (البوابة الشمالية والبوابة الجنوبية). أيضاً، هو مجهز بأنفاق أرضية أنشئت في الستينيات، ويحتوي على عدد من المخابئ والخنادق الخرسانية التي أنشئت في خلال العقود الماضية. وفيما كانت القوات الموالية للفار هادي، ومعها «التحالف» السعودي، تتهم «أنصار الله» باستخدام هذه البنية التحتية كمخابئ للصواريخ، فإنّ الإمارات تسعى إلى الاستفادة منها في سياق مشروعها لتحويل المعسكر إلى معتقل.
وبين التقرير بأن محاولات الإمارات لإنشاء معتقل ضخم كهذا في المخا، لأن الدور الإماراتي في هذه المنطقة حد وصف الكاتب يختلف كلياً عن أدوار أبوظبي في عدن (جنوب). فالسلطة المحلية في هذه المدينة التي يتجاوز عدد سكانها 100 ألف نسمة، تعكس النفوذ الإماراتي الكبير، إذ تُمارس أبوظبي هناك الحكم بشكل علني عبر مندوبها المعروف بـ«أبو محمد الإماراتي». ويساعد هذا الأخير عدد كبير من الضباط الإماراتيين، من بينهم الرجلان المكنَّيان بـ«أبو زرعة» وبـ«أبو عبد الله»، وهما المسؤولان المباشران عن تحويل مبانٍ حكومية وخدمية، تتمثل بمحاكم ونيابات ومصارف وموانئ ومصانع، إلى معتقلات سريّة تُمارس فيها مختلف أصناف التعذيب.
وكشفت التقرير بأن المسعى الإماراتي يترافق مع «قيام القوات الموالية لأبوظبي بمنع عودة مئات الأسر من أبناء المنطقة الذين يسكنون بالقرب من معسكر خالد إلى منازلها لأسباب غامضة»، وفق ما يشير مصدر محلي لـ«الأخبار».
وأكد التقرير وفق المصادر حسب قوله ، طلب قوات موالية للإمارات من القوات المسيطرة على «معسكر خالد بن الوليد»، والتابعة للقيادي السلفي حمدي شكري الصبيحي، «إخلاء المعسكر وتسليمه للقوات السودانية، تمهيداً لتحويله إلى أبو غريب آخر في اليمن»، في إشارة إلى المعتقل الشهير في العراق، الذي كانت تديره قوات الاحتلال بعد الغزو الأميركي للبلاد، وقد اشتهر إبان تسريب صور للتعذيب كان جنود وموظفو الاحتلال الأميركي ــ البريطاني يقومون بها. ويلفت مصدر إلى أن وفداً عسكرياً سودانياً زار المعسكر، قبل نحو عشرة أيام (يوم السبت الماضي)، في إطار المساعي الإماراتية لإخلائه من قوات «لواء العمالقة» الذي يقوده الصبيحي الأقرب إلى الرياض من أبوظبي.
في السياق، فمنذ شهر أيار الماضي، تحاول الإمارات إخلاء «معسكر خالد بن الوليد» من أي قوات جنوبية غير تابعة لها. وقد شنت أبوظبي حرباً سريّة على قوات «المقاومة الجنوبية» التي لا تخضع لها، بل تتبع ضمنياً لقيادة الوحدات الموالية للفار هادي، وتتلقى توجيهاتها من قيادة القوات المشتركة التابعة لـ«التحالف» في الرياض.
جدير بالذكر أيضاً، أنّه في شهر نيسان، وبعد أيام فقط من سقوط المعسكر تحت سيطرة القوات الموالية لـ«التحالف»، طالبت القوى الموالية للإمارات القواتِ المسيطرة على المعسكر بالانسحاب منه وإخلائه تحت مبرر «فتح جبهات جديدة في مديرية موزع واستمرار تحرير جميع المناطق المحاذية لباب المندب».
إلا أنّ مطالب الإمارات كانت قد رفضتها قيادة «لواء العمالقة»، وأصدرت بياناً في حينه، طالبت فيه القوات الموالية لأبوظبي بـ«احترام تضحيات قوات العمالقة»، ورأت أنّ «مصادرة انتصاراتها خط أحمر».
على مدى الأشهر الخمسة الماضية من صراع الاستحواذ والنفوذ بين تلك القوات، قتل العشرات في عدد من المواقع والجبهات بـ«نيران صديقة»، وتعرض القيادي السلفي، الصبيحي، لمحاولة اغتيال نجا منها بأعجوبة، نُفذت بصاروخ موجّه.
وعلى الرغم من تراجع الصراع بين الطرفين، فإنه لا يزال مستمراً حتى يتم إخلاء «معسكر خالد بن الوليد» بشكل كامل بغية إقامة معتقل الإماراتيين الجديد.
ما هي أطماع المحتل الإمارات؟!
بحسب تحركات الإمارات بما في ذلك القاعدة العسكرية في جزيرة ميون في فوهة مضيق باب المندب الحيوي، واحتلال جزيرة سقطرئ فالمحتل الإماراتي يُعد لتواجد طويل الأمد وبالمحافظات الجنوبية كقاعدة عسكرية ثابتة باتجاه أفريقيا وبنفسها كقوة عسكرية تسيطر على المضيق.
وفي نفس الوقت تدفع المحافظات الجنوبية إلى “الفوضى” الدائمة، الفوضى التي تحقق لها خلافات دائمة بين أبناء المحافظات الجنوبية تمكنها من استخدام القوة التي أسستها والسجون السرية لتعذيب المعارضين والمنتقدين للسيطرة على منشآت النفط والموانئ وتحول المحافظات الجنوبية إلى مُستعمَرة دائمة ترزح كمستهلك للاستثمارات الإماراتية والحصول على عائدات دائمة بمليارات الدولارات لتعويض عجز موازنتها، وتؤمن احتياجاتها من الغاز المسال بعد أنَّ فجرت أزمة مع قطر التي تمدها بتلك الاحتياجات.
شبح الاغتيالات يعود مجدداً إلى المحافظات المحتلة ليستهدف الدعاة ورجال الدين
أذا ما تطرقنا إلى ما تعيشه المحافظات الجنوبية وأبنائها، فلا يمكن وصفة باي عبارة أو مقال وانما سنكتفي بالقول أن الوضع الذي يعيشه أبناء الجنوب بالكارثي في ظل سيطرة قوات الغزو والاحتلال الأجنبي، التي حل بوجودها الفوضى الأمنية وعدم الاستقرار وتدهور الأوضاع المعيشية لسكان المحافظات الجنوبية التي ترزح تحت وطأة الاحتلال، حيث تغذي الأخيرة عمليات الاغتيال والصراعات الداخلية، وكذا نشر ودعم الجماعات التكفيرية.
وهنا سنتطرق إلى الدور الذي يلعبه المحتل الإماراتي، والذي يسيطر ويحاول استكمال السيطرة على الأراضي والثروات والموانئ والجزر اليمنية، وذلك بما يخدم تواجده الدائم في جنوب شبه الجزيرة العربية بالقرب من مضيق باب المندب الاستراتيجي، كما يهدف لاستغلال المحافظات الجنوبية الغنية ضمن استعمار اقتصادي على مدى طويل وآخر متوسط، ومنذ دخول قوات الاحتلال إلى عدن في يوليو 2015م أسست دويلة الإمارات قواتها الخاصة، وهاجمت أي قوة بديلة عن القوات التي كانت ستحِل محلها لذلك.
ومنذ دخول قوات الغزو والاحتلال المحافظات الجنوبية، تعيش هذه المحافظات حالة انفلات أمني وصراعات داخلية واغتيالات بشكل يومي أمام مرئي قوات الاحتلال، والتي تكتفي بدور الداعم والمتفرج.. وفي الأيام الماضية استرعت شدة الانفلات الأمني في محافظة عدن، وازدادت عمليات الاغتيالات لعلماء ورجال دين في مناطق المحافظة.
ليعود شبح الاغتيالات مجدداً بعد هدوء نسبي خلال الشهر الفائت في عدن ومدن أخرى في الجنوبي، مستهدفة بشكل أساسي الدعاة ورجال الدين.
ويعيد مسلسل اغتيالات رموز الدين إلى الأذهان، السيناريو المماثل الذي شهدته المدينة العام الماضي، بعد أن كانت تلك الجرائم، التي يصفها متابعون بالممنهجة، وهو ما يضع أكثر من علامة استفهام عن سبب ذلك، وفقاً لمراقبين.
بات العلماء والدعاة ورجال الدين في جنوب اليمن، عرضة لعمليات اغتيال طالت عددا منهم إضافة إلى حملات اعتقال أخرى استهدفت كبار رجال الدين من التيار السلفي.
وتشهد المحافظات الجنوبية المحتلة، عمليات اغتيال ممنهجة، طالت – إلى جانب رجال أمن ومسئولين في الدولة، وقيادات في بعض الأحزاب، وبعض قيادات الشعبية، ومدنيين عُزل- طالت رجال دين وعلماء.
وقد شملت عمليات التصفية اغلب المشائخ الذين لهم مواقف مناهضة لبن بريك، ولمشروع الإمارات، إما بالتحذير من على المنابر، أو في الجلسات الخاصة”.
وحاولت الإمارات السيطرة على الكثير من جوامع عدن بالقوة العسكرية، حيث فرضت مدير الأوقاف عبدالرحمن الوالي، وهو موالي لها.
ومنذ حظرت الإمارات نشاط جمعيتي الحكمة والإحسان في الجنوب، شهدت المحافظات الجنوبية أعمال عنف، استهدفت المشائخ الذين يرتبطون بالجمعيتين، وتم اعتقال رئيس جمعية الإحسان، وقامت السلطات الأمنية المدعومة من قبل الإمارات، بنفي عدد من المشائخ، إضافة إلى تصفيات تمت لمن رفض مغادرة عدن.
ويرى مراقبون أن الإمارات تسعى لدعم السلفية التي يقودها هاني بن بريك، والتي تعتبرها الإمارات المؤسسة الدينية التي يمكن لها أن تمرر مشاريعها في الجنوب عبرها بدون أي اعتراض.