صحيفة الحقيقة:العدد 337: السعودية تغرق في المستنقع اليمني وطوق النجاة الأمريكي عاجز عن إنقاذها
السعودية تغرق في المستنقع اليمني وطوق النجاة الأمريكي عاجز عن إنقاذها
بن سلمان أصبح وحيداً .. ورصاصة الرحمة تنتظر قرار القيادة اليمنية
وهم الهيمنة وغرور القوة يتبدد أمام صمود الجيش واللجان الشعبية.
صحيفة الحقيقة/خاص
في ليلة سوداء من ليالي 25 مارس 2015م دخلت السعودية مأزق تاريخي ووجودي بإعلانها الموافقة على شن عدوان إجرامي على الشعب اليمني بعد تخطيط وتوجيه أمريكي وبالرغم من الهالة الإعلامية والعنتريات والبطولات الوهمية والأسماء البراقة والأهداف المضللة للعدوان الإجرامي الذي نفذه النظام السعودي بمعية بقية الخونة والعملاء في المنطقة والداخل اليمني إلا أن تلك الأوهام تبخرت ونتج عنها كوارث عسكرية واقتصادية وسياسية ضربت النظام السعودي في مقتل بغض النظر عن الكوارث الإنسانية التي تسبب بها العدوان على الشعب اليمني ولقد كان النظام السعودي ومن ورائه العدو الأمريكي يعتقد أن الحرب على اليمن مجرد بروفه لن تدوم لأكثر من أسبوع إلا أن الأسابيع مرت والشهور أنقضت والسنوات انصرمت وما زال العدوان الأمريكي السعودي يمني نفسه بشعار [قادمون يا صنعاء] وها هي الخمس سنوات من عدوانهم فلا هم دخلوا صنعاء ولا قدروا الخروج من اليمن وهم يعيشون اليوم أكبر مأزق تاريخي ووجودي فيما الشعب اليمن تجاوز محنته وأصبح من بلد مستباح إلى بلد عجزت التقنيات الأمريكية عن مواجهة ما أصبح بيده من قدرات دفاعية وهجومية..
وفي هذا التقرير سنحاول تقريب الصورة للقارئ الكريم إلى كيف ساق النظام نفسه إلى مستنقع الهزائم والانكسارات والخسائر العسكرية والاقتصادية والسياسية وحتى النفسية.
غرور القوة تحفر مقبرة النظام السعودي
منذ انطلقت ما يسمى (عاصفة الحزم) أندفع النظام السعودي الإجرامي بكل غرور نحو تدمير كل ما هو حيوي وفرض حصار خانقاً وقصفاً مستمراً بطائرات أمريكية وبريطانية وفرنسية وبمساعدة عربية وأجنبية ليدمر البنية التحتية اليمنية ويستهدف بكل صلف وغرور الأسواق المكتظة بالسكان وولائم الأعراس والمآتم والمدارس غير مبالياً بتحذيرات العقلاء ولا مستمعاً لنصائح الناصحين ولكن ذلك الغرور وتلك الكبرياء الشيطانية نرى عواقبها اليوم بعد قرابة 5 سنوات من العدوان الإجرامي ولقد سبق تنبيه النظام السعودي من قبل كتاب عرب معروفون من بينهم الصحفي المصري الراحل محمد حسنين هيكل الذي أكد في أكثر من مقال وتصريح ولقاء صحفي بعد أيام من انطلاقة عاصفة الهدم والإجرام بأن النظام السعودي سيغرق في مستقنع اليمن ومما قاله بعد أربعة اشهر من بداية العدوان أي في 2- 7 -2015 في لقاء صحفي مع رئيس تحرير صحيفة السفير اللبنانية طلال سلمان رداً على سؤال حول العدوان على اليمن: (( إنني أشك كثيراً في أن تتخطى السعودية أزمتها، ولكن لا أعرف كيف ستكون النهاية وكيف ستتطور الأزمة. الملك سلمان ليس حاضراً بما يكفي، وجيل الصغار متكبرون ويأخذهم غرور القوة. النظام السعودي غير قابل للبقاء. أما البدائل فلا بدائل! ولا أحد عنده سلطة تخوله أن يكون البديل. هناك مشكلة حقيقية وهذا هو ما يبقي السعودية))..
.وأضاف هيكل: ((سيغرق السعوديون في مستنقع اليمن. عندما تدخل عبد الناصر هناك كان يساعد حركة تحرر فيها وليس لديه حدود ملاصقة لها، أما السعوديون فلديهم باستمرار مطالب من اليمن ولقد استولوا على محافظتين فيها. السعودية ستغرق حتما في دخولها في حرب مع اليمن )).
ولقد أثبتت الأيام والسنوات حقيقة ما أكده هيكل وأصبحنا نرى النظام السعودي ينتظر رصاصة الرحمة من الشعب اليمني الذي تصاعدت قوته العسكرية الرادعة و لم يتردد في توجيه ضربات قاتلة وقاسية على أهم المفاصل الحيوية التي يعتاش عليها النظام السعودي وهي البنى التحتية النفطية التي تشكل أهم مصدر لهذا النظام المجرم.
وهم الهيمنة، يتبدد أمام صمود الجيش واللجان
لقد كان النظام السعودي يمنَي نفسه بأنه سيخرج من اليمن منتصراً يحمل عصا الهيمنة على المنطقة والمتحكم بها سياسياً واقتصادياً وأمنياً وعسكرياً وبما يمكنه من محاصرة خصمه اللدود (النظام الإيراني) وقادراً على تقديم نفسه أمام أسياده الأمريكان أنه صاحب النفوذ في المنطقة والقادر على ضبط إيقاعاتها لتتناغم من التوجهات الأمريكية في السياسات الدولية, ولكن فشله الذريع في اليمن دفعه لمحاولة تغطية ذلك الفشل بمحاولة إظهار نفسه في مظهر القوة من خلال تنفيذ عدد من المناورات العسكرية مع عدد من الجيوش العربية منها كان أضخمها مناورة ما يسمى (رعد الشمال) كما حاولت تبديل أسماء وعناوين لعملياتها العسكرية في اليمن منها( إعادة الأمل )، الرمح الذهبي، السيف القاطع ….إلخ وكلها لم تؤدي إلى أي نتيجة فما زالت الأرض بمواقعها الاستراتيجية بيد الجيش واللجان الشعبية اليمنية والتفوق الجوي لقوى الغزو لم يقدم لهم سوى المزيد من الجرائم التي جعلت النظام السعودي مطارداً في مختلف الدوائر الحقوقية في العالم.
لقد استطاع الجيش واللجان الشعبية بصبرهم وصمودهم العظيم وبعطاء الشعب اليمني السخي ، وجهوده المتظافرة والمباركة ، التغلب على كل العوائق والصعوبات ، وأن يتجاوزها بكل قوة وعزيمة واستطاعوا ابتكار وسائل دفاعية قلبت موازين المعركة مع العدو وأصبح أمام كل هزيمة يتعذر بإيران وينسب تلك الضربات لإيران في الوقت الذي لا يجرء على مواجهة إيران عسكرياً ويكتفي بإرسال الوساطات إليها.
ضربة يمانية تركع عملاق النفط السعودي
بالعودة إلى مستهل العدوان وما تلاه من تنامي تدريجي للقوة الصاروخية اليمنية ثم للطيران المسيرة اليمني كانت الضربات التي توجهها القيادة اليمنية مجرد رسائل تحذيرية للعدو السعودي ومعه النظام الإماراتي وكذلك العدو الأمريكي والدول الغربية التي تبيع الاسلحة والمعلومات للنظام السعودي وكانت الضربات تتسع وتكبر لتصل لمستوى قصف مصفاة وحقل الشيبة العملاق ولكن عمي البصائر والبصيرة لم يفهموا الحكمة اليمنية حتى حلت عليهم قارعة الجيش واللجان الشعبية عندما أصبحوا وعملاقهم النفطي خاوياً على عروشه تأكله نيران الطيران اليمني المسير وإذا نصف انتاجهم النفطي يتوقف وسط هلع دولي ناتج عن مخاوف عن عجز ارامكوا عن الوفاء بالتزاماتها حيال عملائها خاصة الدول الصناعية التي تشتري البترول من السعودية فيما لجأ النظام السعودي للوفاء بالتزاماته من خلال مخزونه النفطي وشراء النفط من الدول المصدرة..
لقد كانت الضربة القاضية لشركة ارامكوا ضربة موجعة ليس لنظام آل سعود ولكن لمموليه أيضاً فتوقف النفط يعني توقف الحياة في تلك الدول وقد أوقفت ضربة واحدة قرابة 6 مليون برميل هو نصف انتاج السعودي مع خسائر يومية تقدر بـ 2مليار دولار.. وهي الخسائر التي دفعت الدول الغربية لإعادة التفكير بمستقبل النظام السعودي في المنطقة والسعي لمحاولة إعادة ضبط البيت السعودي لتأمين مصدر قوتهم وبقائهم.
فشل عسكري وفشل اقتصادي
لم يكن ينقص أرامكو السعودية إلا أن يفشل طرحها للاكتتاب الأولي، فبعد أن توقف أكثر من نصف إنتاجها، وبعد أن تسببت الضربة بتكبيد الاقتصاد السعودي 2 مليار دولار خسائر يومية، وبعد أن أتلفت الهجمات ما قيمته 50 مليار دولار من المعدات، وبعد أن خفضت الضربة قيمة أرامكو السوقية، وغيرها وغيرها من الخسائر التي تتوالى على الشركة والاقتصاد السعودي عموماً حتى اليوم، بعد كل ذلك تأتي مصيبة جديدة على السعودية وهي عدم قدرة طرحها للاكتتاب كما كان مقرراً بعد أن تم تأجيل الطرح أكثر من مرة، هكذا تقول صحيفة “ديلي تلغراف” البريطانية.
الصحيفة البريطانية رأت أن الاكتتاب الأولي لأرامكو السعودية محكوم عليه بالفشل، وتقول الصحيفة في المقال الذي كتبه الكاتب آندي كريتشلو إن مبلغ التريليوني دولار الذي تتوقعه الرياض كتقييم لإجمالي أسهم الشركة يبدو بعيد المنال، واصفاً آمال أرامكو الساعية لطرح نسبة من أسهمها في السوق المحلية بشكل مبدئي بأنها جهود منيت بضربة كبيرة قبل أسابيع بعد أن تعرضت منشآتها لقصف من اليمن أدى لتوقف تدفق 6 ملايين برميل يومياً من إنتاجها البالغ 10 ملايين برميل قبل الضربة.
الضربة الأخيرة على أرامكو وما سبقها من هجمات في حقل الشيبة جنوب شرق المملكة وضرب أنابيب الضخ شرق غرب في الدوادمي وينبع، وضرب منشآتها وخزاناتها العملاقة في جيزان جنوب غرب البلاد، لم تتسبب فقط بتكبيد المملكة خسائر مادية ومعنوية لحظية أو أنها انتهت بانتهاء آثار الهجمات، لكنها بالإضافة إلى ذلك أدت إلى تراجع أرباح الشركة بنسبة 11 بالمائة مقارنة بالعام الماضي، وهذا ما كشفته الأرقام المعلنة رسمياً من الرياض عن أرباح النصف الأول من العام الجاري، وربما كانت الأرقام التي أعلنتها الشركة مبالغاً فيها وأن الأرقام الحقيقية للأرباح لم يتم كشفها كي لا يتخوف المستثمرون الذين تأمل السعودية أن يشتروا أسهماً من الشركة عند طرحها للاكتتاب.
عملية نصر من الله تكشف العنكبوت السعودية
وتأتي عملية (نصر من الله) على الأرض لتعري ما تبقى من خيوط النظام السعودية العنكبوتي وتكشف عمق المأزق السعودي فقرابة 3 ألف أسير وكميات هائلة من الأسلحة بينها مدرعات أمريكية وكندية ودبابات وغيرها من مختلف القطع العسكرية لم يحدث مثلها في التاريخ المعاصر ولم يستوعبها أو يصدقها غالبية الناس لأنها لم تخطر على بال ولم يتخيلها خيال ولكن أمام مشاهد عدسات الإعلام الحربي خر العالم ساجداً لبطولة وصمود وشجاعة الإنسان اليمني العظيم وهو يكاد يلعن النظام السعودي المجرم وهي عملية لم يستطيع آل سعود أن يلبسوها بلبوس إيران أو يخفوها عن عيون العالم وقد وصل صداها لأقصى مشارق الأرض ومغاربها وكشف أن نظام آل سعود نظام أوهن من خيوط العنكبوت مثلها مثل النظام الصهيوني.
النظام السعودي في مأزقه وحيداً
بعد الحفلات والحشود التي كان يستقبل بها النظام السعودي حلابه الأمريكي وبعد الهدايا والصفقات في أكثر من دولة غربية، وبعد سلسلة من المهانات التي تعرض لها النظام السعودي من سيده الأمريكي “ترمب” وبعد عجزهم عن حمايته من ضربات الشعب اليمني وجبنهم عن مواجهة إيران أصبح تخليهم عن بن سلمان الخيار الوحيد والمفضل وقد بدأوا فعلاً في التخلي عنه.
ترامب يحلب الرياض ثم يتخلى عنها ثم يحلبها من جديد
وضمن مقال تحليلي نشره (موقع المساء برس) يكشف كيف تركت أمريكا النظام السعودي وحيداً بعد سنوات من الحلب “كانت أمريكا أول من تخلى عن السعودية بعد ضربة أرامكو، فعلى الرغم من أن مراقبين دوليين اعتبروا أن تلك الضربة مثلت إحراجاً وصل لمستوى الإهانة لمنظومات الدفاع الجوية الأمريكية والتي تعتمد عليها السعودية لحمايتها والتي تعد الرياض من أكبر المشترين لها على مستوى باقي دول العالم، رغم ذلك كله، إلا أن أمريكا فاجأت الجميع وصدمت بشكل رئيسي أكثر دولة تابعة لها في المنطقة وهي السعودية، وتمثل ذلك بالتراجع المفاجئ من واشنطن عن تنفيذ تهديداتها ضد إيران بعد أن كانت تلوح بها منذ ضرب أرامكو.
هذا التراجع الأمريكي زاد أكثر بعد أن أعلن الرئيس دونالد ترامب استعداده للقاء الرئيس الإيراني حسن روحاني على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وكان لذلك اللقاء أن يحدث لولا أن الرفض جاء من طهران احتجاجاً على سياسات البيت الأبيض تجاه طهران والاتفاق النووي والحصار الاقتصادي.
حتى الظروف لم تساعد الرياض في محنتها، فقد غرق كل حليف لمحمد بن سلمان في مشاكل داخلية ما إن تشب واحدة ثم تهدأ حتى تظهر مشكلة جديدة، فترامب وإدارته، مثلاً، انشغلوا بعد ضربة أرامكو بظهور مشكلة اتصالات الرئيس بأوكرانيا وهي المشكلة التي تعرض فيها ترامب بالتهديد المباشر بعزله من منصبه.
ترامب الذي قال ذات يوم إن السعودية لم تكن باقية لولا الحماية الأمريكية لها، وأنه لولا حماية واشنطن للرياض لكان إيران قد احتلت السعودية في 6 ساعات فقط، قال بعد الهجمات على أرامكو بأيام قليلة بأن حماية المنشآت السعودية هو شأن يخص السعوديين ولا علاقة لأمريكا بها، وأن على الرياض أن تدفع المال إذا أرادت أن تحصل على المزيد من الحماية، ورغم فشل السلاح الأمريكي في حماية منشآت أرامكو مؤخراً إلا أن الرياض سرعان ما استسلمت لتوجيهات ترامب التي قضت بدفع السعودية أموالها مقابل إرسال 3 آلاف جندي أمريكي إلى السعودية وإرسال المزيد من بطاريات منظومات الدفاع الجوي بنوعيها (باتريوت وثاد) وإرسال سفينة حربية والمزيد من الضباط والمستشارين العسكريين للمشاركة، حسب ما قالت الإدارة الأمريكية والبنتاغون، في العمليات الحربية على الأرض والمشاركة في حماية منشآت المملكة وإدارة قيادة العمليات المشتركة.
أبوظبي أول الهاربين
قبل أن تبدأ واشنطن بالانسحاب تدريجياً من مسؤوليتها تجاه حماية السعودية، كانت الرياض قد تلقت طعنة موجعة من أبوظبي ثاني مشارك رئيسي في التحالف السعودي بالحرب على اليمن، حيث ذهب محمد بن زايد ولي العهد إلى استجداء صلح مع طهران وحاول أن يلتمس منها إمكانية التخاطب مع حكومة المجلس السياسي والطلب منهم عدم استهداف أبوظبي أو أي إمارة أخرى بالطائرات المسيرة أو الصواريخ الباليستية والمجنحة كما يحدث مع السعودية، في مقابل التزام أبوظبي بالانسحاب من اليمن، فما كان من طهران إلا أن رتبت لاتصالات مباشرة بين أبوظبي وصنعاء وتركت الأمر لليمنيين كونهم أصحاب الشأن والقرار، ولم تتأخر أبوظبي من الاتجاه نحو صنعاء مباشرة لإدراكها بالفعل أن قرار الشعب اليمني ليس في طهران.
سيسي مصر يتنصل
الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي صاحب شعار “مسافة السكة” وهي الكلمة التي ألقاها في اجتماعات الجامعة العربية بداية الحرب السعودية على اليمن قبل سنوات، وكان يقصد بها، أن مصر وجيشها سيكون تحت إمرة التحالف السعودي وأن أي نداء سعودي لمصر سيقابل باستجابة سريعة وفقط مجرد مسافة الطريق من مصر إلى السعودية أو اليمن، هو الآخر تنصل وتخلى عن السعودية بعد تعرضها لهجمات أرامكو الشهر الماضي.
فالرجل انشغل بانتفاضة شعبية كادت تطيح به من سدة الحكم، وما إن استفاق منها حتى عاد ملف سد النهضة للواجهة من جديد”.