صحيفة الأحبار اللبنانية: مأرب: قوات صنعاء تعيد زخْم عملياتها
استعادت الجبهات في محافظة مأرب ومحيط مركزها زخمها، بعد أسابيع من الهدوء، لتشهد الجبهة الغربية للمدينة تقدّماً ملحوظاً لقوات صنعاء، توازى مع استعادتها مديرية رحبة ومناطق متاخمة لمديرية الجوبة، الأمر الذي يضع تلك القوات في موقع المتحكّم بما تبقّى من الجبهة الجنوبية
صنعاء |
بالتزامن مع تقدّمها في الجبهة الغربية لمدينة مأرب، تمكّنت قوات صنعاء من استعادة مديرية رحبة جنوب المحافظة، بشكل شبه كامل، خلال الساعات الماضية. وأكدت مصادر قبلية، لـ«الأخبار»، أن «الجيش واللجان الشعبية استكملا، الأربعاء، السيطرة على منطقة الكولة، مركز مديرية رحبة، التي تُعدّ أكبر المديريات التي تتركّز فيها قبيلة مراد جنوب مأرب»، كما استعادا مبنى إدارة الأمن والمستشفى والمؤسسات الحكومية كافة في رحبة، لتنتقل المعارك، مساء، إلى مناطق متاخمة لمديرية الجوبة، جنوب شرق المحافظة. وأشارت المصادر إلى أن قوات الرئيس المنتهية ولايته، عبد ربه منصور هادي، وميليشيات «الإصلاح» تراجعت باتجاه مناطق قيفة الواقعة في نطاق محافظة البيضاء، و«تركت أسلحتها الثقيلة بعد مواجهات عنيفة استمرّت لأكثر من 12 ساعة»، مضيفة أن «الجيش واللجان تمكّنا، أيضاً، من التقدّم في جبهات وادي وجبال بقثة، وحيد آل أحمد، وحيد آل حارز، وتوغّلا في مناطق واسعة في مديرية جبل مراد المتاخمة للمدينة من الاتجاه الجنوبي، أول من أمس».
ويمنح هذا التطوّر العسكري الجديد قوات صنعاء القدرة على التحكّم بما تبقّى من الجبهة الجنوبية. ويوضح خبراء عسكريون في صنعاء أن استعادة الجيش و«اللجان» جميع المواقع القريبة من منطقة الصدارة الاستراتيجية في أطراف مديرية رحبة، ستمكّنهما من التقدّم في ما تبقّى من حريب والجوبة بأقلّ الخسائر، مشيرين إلى أن الغارات التي شنّها طيران التحالف السعودي – الإماراتي خلال الساعات الـ48 الماضية تجاوزت الـ80 غارة، منها أكثر من 46 يوم الأربعاء فقط. واستهدفت 14 ضربة من تلك الضربات مركز مديرية رحبة بعد السيطرة الكاملة عليه، مُلحقة دماراً واسعاً بالممتلكات، ومُجبرة العشرات من الأُسر على الفرار من منازلها. وبالتوازي مع ذلك، سيطرت قوات صنعاء على حمة الذياب المطلّة على مناطق واسعة في الجبهة الشمالية الغربية لمدينة مأرب، فيما «تراجعت قوات هادي إلى ما بعد منطقة الميل الواقعة في نطاق الجبهة نفسها»، بحسب ما أفادت به مصادر محلية. ووفقاً للمصادر نفسها، فقد «حاولت قوات هادي تخفيف الضغط العسكري الذي واجهته في الجبهتين الشمالية الغربية والجنوبية بإشعال المواجهات في جبهة الجدافر الواقعة شرق الجوف، لتدور معارك عنيفة في محيط منطقة الشهلاء القريبة من الطريق الرابط بين الجوف ومأرب، توازياً مع تواصل المعارك في مديرية رغوان شمال غرب المدينة، وامتدادها إلى دشن الخشن وذات الراء والقباقيب، وصولاً إلى وادي ذنة القريبة من سلسلة جبال البلق الأوسط».
تمنح التطوّرات العسكرية الجديدة قوات صنعاء القدرة على التحكّم بما تبقّى من الجبهة الجنوبية
على أن جولة المواجهات الجديدة التي تصاعدت تدريجياً خلال الأيام الفائتة لتشمل مختلف جبهات مأرب، لم تغلق باب المبادرة المقدّمة من قِبَل قيادة حركة «أنصار الله» لتسليم المدينة سلمياً. وفي هذا السياق، أكّد عضو وفد صنعاء المفاوض، عبد الملك العجري، في تغريدة على «تويتر»، أن «المسألة في مأرب مسألة وقت ومصيرها إلى الحسم، والمبادرة ما زالت معروضة متى ما أرادوا السلام وحقن الدماء»، فيما دعا نائب وزير الخارجية في حكومة الإنقاذ، حسين العزي، قبائل مراد إلى عدم الزجّ بأبنائها في «معارك خاسرة»، حاضّاً «القبائل التي لا تزال تقف في صفّ العدوان السعودي – الإماراتي على العودة إلى الصواب والانضمام إلى صف الوطن». وجاء ذلك في وقت اتهم فيه الشيخ أحمد حسين القردعي، الموالي للرياض، وزارة دفاع هادي ورئاسة أركان قواته، بالوقوف وراء سقوط مديرية رحبة، كاشفاً عن رفض قبائل مراد دعوات «النكف» القبلي (الاستنفار) التي أطلقها المسلّحون القبليون الموالون لـ«التحالف» هناك لإنقاذهم، بعد تخلّي قوات هادي عنهم في اللحظات الأخيرة.