صحيفة إسرائيلية: أمريكا أصبحت بين فكي كماشة في اليمن : ” الاستسلام أو المغامرة “
نشرت صحيفة جيروزالم بوست العبرية تقريراً بعنوان (التصعيد أم الاستسلام؟ الولايات المتحدة تواجه معضلةً بشأن الحوثيين في اليمن) قالت فيه إن الولايات المتحدة تواجه معضلة كبيرة في اليمن، الأمر الذي يضعها بين خياري الاعتراف بالفشل، أو التصعيد البري الذي يشكل مغامرة غير مأمونة المخاطر.
وأشارت إلى إنه وبينما تراجع بشكل ملحوظ التهديد الصاروخي الهائل القادم من غزة، تذكّر سكان حيفا والجليل الغربي صباح الأربعاء أن غزة ليست الجبهة النشطة الوحيدة في الصراع الحالي، وذلك عندما تسبب صاروخ باليستي من اليمن بإطلاق صافرات الإنذار”.
وأضافت أن “الساحة اليمنية حالياً هي الأكثر نشاطًا بين جميع الجبهات التي فُتحت بعد 7 أكتوبر”، مشيرة إلى أن “الحوثيين الذين اعتُبروا في السابق مجرد طرف ثانوي لا يُذكر، هم الوحيدين الذين ما زالوا منخرطين بكامل قواهم، وبقدرات عالية، وعازمين على مواصلة القتال”.
ولفتت الصحيفة إلى أن قوات صنعاء هي الطرف الوحيد من “محور المقاومة” الذي لم يتعرض “لانتكاسات” خلال الحرب، وأنها الطرف الوحيد الذي “لم تقتصر هجماته على إسرائيل، بل شملت أيضاً أهدافاً غربية”.
وأوضح التقرير أنه “منذ انتهاء وقف إطلاق النار في غزة في 18 مارس، أطلق الحوثيون نحو 20 صاروخاً باليستياً على إسرائيل” وأنه “مرّ عامٌ منذ عبور آخر سفينةٍ تحمل العلم الأمريكي من قناة السويس”.
وذكر التقرير أنه برغم الضربات الجوية المكثفة التي تشنها إدارة ترامب على اليمن، فإنه “يبقى من المشكوك فيه ما إذا كان ذلك كافياً لإقناع الحركة الإسلامية الشيعية اليمنية بوقف هجماتها على السفن الغربية وإسرائيل”، حسب تعبير الصحيفة.
وأضافت الصحيفة: “إن الولايات المتحدة تواجه هنا معضلةً مماثلةً لتلك التي واجهتها إسرائيل في مواجهة حماس في غزة، ففي كلتا الحالتين، لا يكترث العدو الإسلامي إلى حدٍّ كبيرٍ بالخسائر، ومن غير المرجح حتى أن يميل إلى تغيير مساره نتيجةً لخسائر في صفوفه أو معداته”.
وتابعت” “في هذه المرحلة، تواجه الولايات المتحدة خياراتٍ تجاه الحوثيين، مشابهةً لتلك التي واجهتها إسرائيل تجاه غزة، وهي إما التصعيد أو التنازل فعلياً، إما اتخاذ قرارٍ بتدمير العدو أو إضعافه بشدة، أو التسليم بأن الحوثيين لا يُمكن هزيمتهم في الوقت الحالي”.
وأشارت الصحيفة إلى أن خيار التصعيد يتمثل في المضي بخطة دعم الهجوم البري من قبل الحكومة اليمنية وحلفائها ضد قوات صنعاء، ومحاولة تطبيق سيناريو يشبه سيناريو إسقاط نظام بشار الأسد في سوريا بدعم إسرائيلي.
ولكن الصحيفة أوضحت أن “مثل هذا الهجوم سيكون بمثابة مغامرة”، لأنه “سواء أضعفهم القصف الأمريكي أم لا، فإن الحوثيين قوة مختلفة تماماً عن جيش نظام الأسد الأجوف”، حسب تعبيرها. واختتم التقرير بالقول إنه “بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها المحليين في اليمن، فإن الخيار الآن هو زيادة المخاطر أو الانسحاب”.