صحافة عالمية : صنعاء تقرّ خطة ردع جديدة: بوارج واشنطن باللون الأحمر
Share
في ضوء تصاعد التهديدات الأميركية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، أقرّت قوات صنعاء خطة ردع عسكرية شاملة جديدة، تشارك فيها مختلف تشكيلات القوات المسلحة والأمن لمواجهة كلّ الاحتمالات والمخاطر التي تتهدّد سيادة اليمن البحرية. وأكّدت مصادر عسكرية يمنية، لـ«الأخبار»، أن الاجتماع الاستثنائي الذي عُقد، مساء أول من أمس، في محافظة الحديدة لقادة القوات المسلّحة والأمن، تدارس عدداً من خيارات الرد على التحشيد الأميركي ومساعي واشنطن لعسكرة البحر الأحمر، وتحريك أدوات الإمارات في الساحل الغربي.وأشارت المصادر إلى أن الاجتماع الذي شارك فيه وزيرا الدفاع والداخلية ورئيس الأركان العامة، وقادة الأمن والمخابرات والقوات البحرية والدفاع الساحلي والمنطقة العسكرية المركزية والمنطقة العسكرية الخامسة، جاء رداً على تهديدات أميركية مختلفة تلقّتها حركة «أنصار الله» بطرق مباشرة وغير مباشرة. وحمل الاجتماع أكثر من رسالة تحدّ لأميركا وحلفائها في المنطقة والداخل، فضلاً عن أنه، وهو الأول من نوعه منذ بدء الحرب على اليمن عام 2015، يأتي في إطار التهيئة لانتقال عمليات قوات صنعاء ضد السفن الإسرائيلية في البحرين الأحمر والعربي، إلى المرحلة الثالثة التي يهدف اليمن من خلالها إلى تشديد الحصار البحري على إسرائيل، وفرض إجراءات ضد السفن الأميركية في حال تصاعدت استفزازات البحرية الأميركية، بعد أن أقرّت تلك القوات اعتماد آلية القوافل للسفن التجارية المختلفة في باب المندب والبحر الأحمر، بهدف تمرير الناقلات الإسرائيلية بحماية بوارج أميركية.
وأقرّ الاجتماع، وفقاً لمصدر عسكري في الحديدة تحدّث إلى «الأخبار»، وضع كلّ البوارج الأميركية في البحر الأحمر في قائمة الأهداف. ووفقاً للبيانات التي حصلت عليها «الأخبار»، فإن البارجتين الأميركيتين «يو أس أس ميسون» و«يو أس أس كارني» تتواجدان بالقرب من باب المندب. وعلى بعد نحو 100 ميل، تتواجد 4 قطع بحرية ما بين سفينة وفرقاطة ومدمّرة قبالة الساحل الجيبوتي في الضفة الأخرى من المضيق. كما تتمركز البارجتان «يو أس أس بوتن» و« يو أس أس كارتر» وبارجة ثالثة في جنوب البحر الأحمر بالقرب من ميناء جدة. وكانت هذه السفن قد تولّت عملية الإطفاء والإنقاذ لعدد من السفن التي تعرّضت للاستهداف من قبل قوات صنعاء بصواريخ بحرية خلال الفترة الماضية. ووفقاً لمصادر بحرية، فإن «كلّ السفن التي استُهدفت بهجمات صاروخية خرجت من الخدمة وتمّ سحبها إلى خارج الممر الملاحي الدولي وإلى ميناء جيبوتي».
تعتمد واشنطن آلية القوافل في باب المندب والبحر الأحمر بهدف تمرير السفن الإسرائيلية بحماية البوارج الأميركية
من جهتها، أكّدت مصادر عسكرية في صنعاء، لـ«الأخبار»، أن مخرجات اجتماع الحديدة ستكون صادمة للولايات المتحدة، وتوقّعت تنفيذ عملية كبرى ضد البوارج الأميركية خلال الأيام القليلة القادمة في حال استمرت واشنطن في التصعيد في قطاع غزة، وفي حال كرّرت القوات البحرية الأميركية محاولاتها كسر حصار صنعاء. وأوضحت أن الاجتماع أقرّ وضع كلّ القواعد الأميركية تحت الدائرة الحمراء إيذاناً بتنفيذ عمليات ضدها. وينسحب هذا الإجراء أيضاً على السفن والبوارج التابعة للدول المشاركة في تحالف «حارس الازدهار» بقيادة الولايات المتحدة.
ووفقاً لمصادر ملاحية مطّلعة، فإن واشنطن عمدت إلى فرض حصار بحري على ميناء الحديدة بطريقة غير مباشرة، وسعت خلال الأيام الماضية للضغط على الشركات الملاحية الدولية لكي تتوقف عن نقل أي شحنات تجارية إليه. وتزامن ذلك مع توجيه حكومة عدن الموالية للتحالف السعودي – الإماراتي، خطاباً إلى كلّ الشركات الملاحية الدولية بعدم نقل أي شحنات جديدة إلى أي ميناء يقع خارج سيطرة الحكومة المعترف بها دولياً. ويتعارض هذا الإجراء الذي يهدف إلى منع دخول أي شحنات تجارية إلى ميناء الحديدة مع بنود خارطة الطريق للسلام، والتي يُتوقع التوقيع عليها منتصف الأسبوع المقبل، علماً أنها تحثّ على ضرورة رفع كلّ القيود المفروضة على الحركة الملاحية من وإلى ميناء الحديدة الذي يستقبل نحو 70% من احتياجات اليمنيين من الغذاء والدواء والوقود من الأسواق الدولية.
من جانبه، يؤكد عضو المكتب السياسي لحركة «أنصار الله»، علي القحوم، لـ«الأخبار»، أن «التحالف البحري الذي تقوده أميركا في البحر الأحمر فشل حتى الآن في وقف أو التخفيف من الحصار المفروض على السفن الإسرائيلية أو السفن الأجنبية المتّجهة نحو الموانئ المحتلة». وأشار إلى أن «الخيار الوحيد الأقل كلفة أمام الأميركي والإسرائيلي هو تنفيذ شروط صنعاء بوقف الحرب على قطاع غزة وإدخال المساعدات الكافية لأهالي القطاع. ومن دون ذلك فإن صنعاء لديها الكثير من المفاجآت التي تفوق تقديرات أعداء الأمة». ويرى مراقبون أن صنعاء تسعى لاستخدام العديد من الأوراق التي تملكها في البحر الأحمر، ضد كل الدول التي سوف يثبت تبنّيها أو مشاركتها في أي محاولات لكسر القرار المتعلق بمنع مرور السفن الإسرائيلية، مع استثناء إمدادات النفط الخاصة بالدول الآسيوية الأخرى، والتي كثّفت التواصل مع حكومة الإنقاذ خلال الأيام الماضية، للحؤول دون تعرّض سفنها لأي تبعات.