صحافة عالمية : سفن جديدة في المصيدة اليمنية: نتيجة صفرية للتصعيد الأميركي..صنعاء ترفض عرضاً أوروبياً جديداً للتهدئة مقابل مكاسب والقائد الحوثي يتوعّد بالمزيد من التصعيد ضد إسرائيل
صنعاء | في مؤشّر آخر يؤكد فشل العدوان الأميركي – البريطاني الجديد، والذي استمرّ يومين في نهاية الأسبوع الماضي ضد صنعاء، استهدفت القوات البحرية اليمنية، أمس، سفينتَي شحن أميركية وبريطانية حاولتا كسر الحصار اليمني على إسرائيل في البحر الأحمر. وأكّد الناطق باسم القوات المسلّحة اليمنية، العميد يحيى سريع، في بيان، تمكّن تلك القوات من تنفيذ عمليتينِ في البحر الأحمر، استهدفت الأولى سفينة الشحن الأميركية «ستار ناسيا»، والأخرى سفينة الشحن البريطانية «مورنينغ تايد»، بصواريخَ بحرية مناسبة، مشيراً إلى أن الإصابات كانت دقيقة ومباشرة.وجاء بيان صنعاء بعد ساعات من تأكيد القيادة المركزية الأميركية، في بيان نقلته «رويترز»، أن «قواتها البحرية نفّذت غارة على زورقين مسيّرين مفخّخين للحوثيين، فيما اعترضت طائراتها طائرتين مُسيّرتين»، من دون أن توضح ما إذا كان الهجوم اليمني قد استهدف حاملة الطائرات «آيزنهاور»، كما تردّد. ويبدو أن ما حدث كان اشتباكاً بحرياً ومناورة تكتيكية من قبل قوات صنعاء، لمشاغلة البحرية الأميركية أثناء تنفيذ تلك القوات عمليات مزدوجة في أعقاب التصعيد الجوي الأميركي – البريطاني. وبالتوازي مع ذلك، توعّد قائد حركة «أنصار الله»، السيد عبد الملك الحوثي، بالمزيد من التصعيد اليمني ضد إسرائيل خلال الفترة المقبلة، في حال استمرارها في ارتكاب المزيد من جرائم الإبادة الجماعية بحق سكان قطاع غزة، مشيراً، في خطاب مساء أمس في ذكرى استشهاد مؤسس الحركة، السيد حسين الحوثي، إلى أن العدوان الأميركي – البريطاني الأخير زاد من ثبات الموقف اليمني في مناصرة غزة.
وعلى رغم تصعيد واشنطن ولندن، إلا أن وزارة النقل في صنعاء أكدت، أخيراً، عبور نحو 40 إلى 50 سفينة يومياً بشكل آمن، بعد التنسيق مع البحرية اليمنية. وكشفت عن قيام البحرية الأميركية والبريطانية بتهديد عدد كبير من السفن التي تمرّ بعد التنسيق مع السلطات اليمنية، وتعمّدها إعاقة سفن صينية وأجنبية لأيام، في محاولة لعرقلة وصول سلاسل التوريد إلى وجهاتها الدولية. وبالفعل، أدّت تلك الممارسات إلى تراجع الشحن بنسبة 10% خلال الأسبوع الماضي، خلافاً للحركة في أواخر كانون الثاني الفائت.
صنعاء ترفض عرضاً أوروبياً جديداً للتهدئة مقابل مكاسب
على خطّ مواز، علمت «الأخبار»، من مصدرين أحدهما مقرّب من «أنصار الله»، أن الولايات المتحدة وبريطانيا ودولاً أوروبية، كرّرت تقديم العروض التي سبق لصنعاء رفضها. وكشفت المصادر عن تلقّي الأخيرة عرضاً أوروبياً جديداً بشأن صرف المرتّبات ورفع الحصار عن المطار الدولي، وتخفيف القيود المفروضة على الحركة الملاحية في ميناء الحديدة، واستئناف المفاوضات حول ملف الأسرى والمختفين، فضلاً عن وعود بخفض التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة وإدخال المساعدات. وفي هذا الإطار، أكّد نائب مدير التوجيه المعنوي في قوات صنعاء، العميد عبدالله بن عامر، أن صنعاء تلقّت اتصالات جديدة من دولة أوروبية بهدف التهدئة في البحر الأحمر، مشيراً، في منشور على «إكس»، إلى أن مؤشرات نجاح الاتصالات ضئيلة، مضيفاً أن العرض المقدّم أقل بكثير من فك الحصار عن غزة.
إلى ذلك، كشف موقع «ذا وار زون» الدفاعي الأميركي عن مخاوف تسبّبت بها الهجمات اليمنية على القوات الأميركية في البحر الأحمر، من ضعف قدرة القوات الأميركية الدفاعية على التعامل معها، وعدم كفاية قوة منظومة «باتريوت» الأميركية في مواجهتها. واستذكر الموقع الهجمة الصاروخية التي نُفّذت بصواريخ «بدر 1» عام 2019 على جيزان، موضحاً حجم الضغط الهائل الذي تعرّضت له منظومة الدفاع الجوية السعودية آنذاك. وأشار إلى أنه على رغم عدم وضوح ماهية صاروخ «بدر 1»، إلا أن التهديدات الباليستية بشكل عام تشكّل تحدّيات فريدة للمدافعين، بالنظر إلى السرعات العالية التي يحتاجون إليها لإسقاط الصواريخ.
وتابع الموقع أن القوات اليمنية استمرت، إثر تلك الحادثة، في هجماتها بشكل روتيني على عدة مدن سعودية بما فيها الرياض، مستخدمة صواريخ باليستية أكبر، بالإضافة إلى صواريخ كروز وطائرات مُسيّرة، كما جرى في الهجوم على «أرامكو» في أيلول 2019، ما دفع بالمملكة نحو السعي لتخليص نفسها من الحرب.