صحافة عالمية : تجدّد العدوان لا يردع صنعاء: تلويح يمني بتوسيع الحظر
ظلّ البحر الأحمر ساحة صراع مشتعل، مع استمرار القوات المسلحة اليمنية في استهداف السفن المتّجهة نحو موانئ فلسطين المحتلة، من دون أن تعبأ بالضربات الأميركية التي تجدّدت، أمس، ولو بشكل محدود. وتدرس صنعاء، وفق ما قالت مصادر لـ«الأخبار»، اتخاذ إجراءات ضد السفن التجارية المتجهة نحو الولايات المتحدة وبريطانيا كجزء من الرد على الغارات، بعد الردّ الأولي الذي تمثّل في استهداف سفينة أميركية. وكانت القوات اليمنية قد اعتبرت كلّ السفن والقطع البحرية الأميركية والبريطانية المشاركة في العدوان على الأراضي اليمنية، أهدافاً معادية.وأعلن المتحدّث باسم قوات صنعاء، العميد يحيى سريع، أمس، في بيان عسكري، أن قواته استهدفت السفينة (اليونانية) «زوغرافيا» التي كانت متجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة، بعدد من الصواريخ البحرية المناسبة، وكانت الإصابة مباشرة. وأشار إلى أن العملية جاءت بعد رفض طاقم السفينة النداءات التحذيرية، وكذلك الرسائل التحذيرية النارية. ووفقاً لمصادر، فقد تعرّضت سفينة الشحن التي كانت ترفع علم مالطا ومتجهةً نحو إسرائيل، لهجوم بأكثر من صاروخ. وقالت وكالة الأمن البحري البريطانية «أمبري» إن السفينة، وهي من ناقلات الشحن العملاقة، استُهدفت بصاروخ على بعد نحو 76 ميلاً بحرياً إلى شمال غرب الصليف في اليمن. وخلافاً لذلك، ذكرت «هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية» (UKMTO) أن الحادث وقع جنوب البحر الأحمر على بعد 57 ميلاً بحرياً من ميناء عصب الإريتري، وأشارت إلى أن قارباً صغيراً اقترب من إحدى السفن التجارية ودار حولها، ما دفع بالطاقم إلى إطلاق طلقات تحذيرية دفعت القارب إلى المغادرة. ويُعد هذا الهجوم الثاني في غضون 24 ساعة، بعد استهداف سفينة شحن أميركية في خليج عدن من قبل قوات صنعاء وإصابتها. وفي المقابل، نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤولين أميركيين قولهما إن الجيش الأميركي نفّذ، أمس، ضربة جوية جديدة استهدفت أربعة صواريخ مضادة للسفن تابعة للقوات المسلحة اليمنية، من دون أن يحدد مكان الضربة.
واعتُبر استهداف السفينة الجديدة رسالة عسكرية واضحة من قبل قوات صنعاء، أكّدت أن وجود حاملة الطائرات الأميركية النووية «آيزنهاور» في المنطقة، وإلى جانبها عدد من البوارج والفرقاطات الأميركية، ليس بمقدوره التأثير على القرار اليمني القاضي بمنع السفن الإسرائيلية والمتجهة نحو الموانئ الفلسطينية المحتلة من عبور البحر الأحمر، بل تحوّلت هي نفسها إلى أهداف لقوات صنعاء. وأدّت هذه العملية والعمليات السابقة ضد سفن مرتبطة بإسرائيل، إلى انهيار ثقة غالبية شركات الملاحة الدولية بتحالف «حارس الازدهار»، ودفعت بعدد كبير من الشركات الملاحية إلى التواصل مع صنعاء من جانب، ومن جانب آخر الامتثال لدعوتها، من خلال إضافة عبارة «لا علاقة لنا بإسرائيل» في أجهزة التعارف، مع الإبقاء على هذه الأخيرة مفتوحة. وأكّد مصدر ملاحي يمني، لـ«الأخبار»، أن إضافة عبارة لا «علاقة لنا بإسرائيل» ينظر إليها الجانب اليمني كإعلان براءة من جرائم إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني، وتعبير عن الاعتراف بالسيادة البحرية اليمنية على البحر الأحمر واحترام القوانين اليمنية. ووفقاً للمصدر، فإن «قوات صنعاء البحرية تمتلك بيانات دقيقة عن كل السفن التي تمرّ من البحر الأحمر وتراقب مسارها ووجهة كل سفينة». وعلى مدى الأيام الماضية، تعرّض بعض سفن الشحن العملاقة التي تضع عبارة «لا علاقة لنا بإسرائيل» للاحتجاز من قبل البحرية الأميركية.
ورداً على إعلان شركات ملاحة دولية وقف العبور عبر البحر الأحمر أخيراً، أكّد الناطق باسم حركة «أنصار الله»، محمد عبد السلام، في منشور على منصة «إكس»، أمس، أن ذلك يأتي نتيجة الضغوط الأميركية، بدعوى ارتفاع المخاطر في البحر الأحمر. وأشار إلى أن هذا الموقف غير دقيق، ويتماشى فقط مع الدعاية الأميركية المغرضة، لافتاً إلى أن هناك مئات السفن التي تعبر مضيق باب المندب بشكل يومي. وفي السياق، علّقت شركة «شل» النفطية العملاقة مرور سفنها عبر البحر الأحمر، حتى إشعار آخر، وفق ما جاء في تقرير لصحيفة «وول ستريت جورنال».