صحافة عالمية : الهجوم الأكبر منذ بدء العمليات: صنعاء تنفّذ وعيدها لواشنطن ” :معركة بحريّة استمرّت ساعات بين «أنصار الله» والقوات الأميركيّة
استهدفت القوّات المسلّحة اليمنية، مساء أول من أمس، سفينةً عسكريةً أميركيةً في البحر الأحمر، كانت تقدّم دعماً للسفن المتّجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة، في ما وضعته صنعاء في إطار الرد على إغراق زوارق يمنية وقتل نحو عشرة بحّارة، قبل نحو أسبوعين. وأعلن المتحدث باسم قوات صنعاء، العميد يحيى سريع، أمس، «تنفيذ عملية عسكرية استهدفت سفينة أميركية كانت تقدّم الدعم للكيان الصهيوني، كردّ أوّلي على الاعتداء الغادر الذي تعرّضت له قواتنا البحرية من قبل قوات العدو، أواخر الشهر الفائت». وأوضح، في بيان، أن «استهداف السفينة الأميركية تمّ بعملية مشتركة نفّذتها القوات البحرية والقوة الصاروخية وسلاح الجو المسيّر»، بعدد كبير من الصواريخ الباليستية والبحرية والطائرات المسيّرة .وأفادت مصادر محلية في مدينة المخا الواقعة غربي تعز على مشارف مضيق باب المندب، «الأخبار»، بسماع أصوات انفجارات عنيفة استمرّت نحو ثلاث ساعات مساء الثلاثاء، في المياه الدولية المحاذية للمخا ويختل والخوخة. وفي حين ذكرت «هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية» أنها تلقّت تقريراً عن حادث قبالة سواحل اليمن في البحر الأحمر، قالت المصادر المحلية إن الانفجارات كانت شديدة، ودفعت السلطات الموالية للإمارات، التي تسيطر على المدينة منذ 2016، إلى فرض حظر تجوال في المناطق الساحلية كافة، ومنع مرور المواطنين والمركبات حتى وقت متأخر من الليل. وأضافت أن ميليشيات طارق صالح أعلنت حالة استنفار خشية استهدافها، بعد انكشاف علاقتها بنشر قوارب بحرية لمضايقة السفن غير المتّجهة إلى إسرائيل، وبالتالي تأليب العالم ضد حركة «أنصار الله». ووفقاً للمصادر، فإن تلك المليشيات أطلقت أعيرة نارية في الهواء لإشعار سكان المدينة بوجود خطر.
انفجارات شديدة دفعت السلطات الموالية للإمارات إلى فرض حظر تجوال في المناطق الساحلية كافة
وفي الوقت الذي أكّد فيه ناشطون في المخا أنّ الانفجارات عادت في تمام الساعة الـ12 ليلاً، وأن حالة عدم الاستقرار في المياه الدولية استمرت حتى صبيحة أمس، ذكرت شركة الأمن البحري البريطانية «أمبري»، أنها تلقّت تقارير عن «نشاط مريب بالقرب لسفينتين تجاريّتين جنوب غرب المخا». وقالت الشركة إن ألسنة اللهب تصاعدت من إحدى السفن المستهدفة، ولكنها قلّلت، ككلّ مرة، من تأثير العملية، وقالت إنها لم توقع أضراراً كبيرة. وبدت الرواية البريطانية للحدث متّسقة مع محاولات لندن خلط الأوراق في البحر الأحمر، عبر تحميل صنعاء مسؤولية عمليات قرصنة تمارسها زوارق تابعة لأطراف أخرى ضد سفن تجارية غير متّجهة إلى الأراضي المحتلة، إذ وفقاً لما نقلته وكالة «رويترز» عن «أمبري»، فقد اكتشفت ناقلة بضائع، ثلاثة زوارق صغيرة على بعد ميل واحد تقريباً في اتجاه الميناء. وأضافت «أمبري»، في مذكّرة استشارية، أن ناقلة البضائع أبلغت عن إطلاق صاروخين من اتجاه الزوارق وتحليق طائرة مسيّرة أمام السفينة.
وخلافاً للرواية البريطانية، أكّدت القيادة المركزية الأميركية أن قوات صنعاء شنّت هجوماً معقّداً في البحر الأحمر مساء أول من أمس، باستخدام طائرات مسيّرة وصواريخ باليستية، «أثناء مرور العشرات من السفن التجارية». وأوضحت، في بيان، أنّ الهجوم نُفّذ بـ18طائرة مسيّرة وصاروخَي «كروز» وصاروخ باليستي، مشيرة إلى أن طائرات «F/A-18» تصدّت للهجوم، إضافة إلى مشاركة حاملة الطائرات «آيزنهاور»، والمدمرات «غرافلي»، و«لابون»، و«مايسون»، والبارجة البريطانية «داياموند» في عملية التصدي. وأشارت القيادة المركزية إلى عدم تسجيل أي خسائر، فيما لم تعلن عن تعرّض أي سفن تجارية للهجوم بشكل مباشر، وهو ما يشير إلى أنّ الهجمات كانت تستهدف البحرية الأميركية والبريطانية. إلا أن ناشطين في المخا تداولوا مقاطع فيديو أظهرت تحقيق ضربات صنعاء أهدافها ضد سفن حاولت كسر قرارها، بحماية سفن أميركية.
وجاء التصعيد الجديد بعد ساعات من إرسال بريطانيا الفرقاطة «ريتشموند» إلى البحر الأحمر، للإسهام في تحالف «حارس الازدهار» الذي تقوده الولايات المتحدة في البحر الأحمر تحت ذريعة حماية الملاحة الدولية. وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، قد هدّد صنعاء باستهدافها، في حال ضربها أي سفن جديدة متّجهة نحو إسرائيل. وبالمثل، هدّد وزير الدفاع البريطاني، غرانت شابس، بشن هجمات على اليمن.