صحافة أجنبية :«أنصار الله» إلى قائمة «الإرهاب» مجدّداً: واشنطن تبتزّ العالم
لجأت واشنطن إلى خيار جديد في محاولاتها الحثيثة، الفاشلة والمرتبكة، لثني حركة «أنصار الله» عن نصرة غزة عبر منع السفن الإسرائيلية وتلك المتجهة إلى موانئ الاحتلال من عبور البحر الأحمر، فأعادت وضع الحركة على قوائمها «الإرهابية»، وربطت بين إزالتها منها وبين تخلي صنعاء عن ذلك المنع. وفي هذا السياق، نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤولين أميركيين القول إن واشنطن تهدف من التصنيف إلى القضاء على تمويل “أنصار الله” وتسليحها، وإن ذلك سيسري خلال 30 يوماً. وأضاف المسؤولون أنه إذا أوقفت الحركة استهدافاتها البحرية، فستدرس واشنطن رفع هذا التصنيف، مشيرين إلى أن «الولايات المتحدة تزال ملتزمة بحل الصراع في اليمن ودعم جهود السعودية وعُمان والأمم المتحدة وآخرين للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار».وفي الموازاة، واصلت واشنطن خلط الأوراق وابتزاز العالم في الخط الملاحي الدولي. وقالت مصادر ملاحية، لـ«الأخبار»، إن البحرية الأميركية تواصل احتجاز نحو 250 سفينة شحن قبالة السواحل الجيبوتية تحت مبرّرات مختلقة، منها وجود مخاطر في البحرين الأحمر والعربي. وأشارت المصادر إلى أن بعض السفن المحتجزة روسية وصينية، رغم تأكيد عدد من دول العالم، ومنها الصين، أنه لا خطر على سفنها في الخط الدولي في البحر الأحمر. وأعلنت «إدارة النقل البحري الصينية» أنه لا صحة للأنباء التي تفيد بأن «الحوثيين استهدفوا سفينة صينية»، بعد إشاعات عن ذلك يُعتقد أن أميركا تقف وراءها. وقالت الإدارة، في بيان، إن جميع السفن التابعة لها تمر بسلام عبر البحر الأحمر. وتتّهم صنعاء، دول الغرب، بالعمل على إجبار العالم على ضمان أمن إسرائيل، عبر ربط الملاحة الدولية بإجراءات صنعاء ضد السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى الموانئ المحتلة. وبالتالي سارعت شركات الشحن الغربية إلى تعظيم الحدث، ورفع أسعار الشحن، بما يهدّد مصالح العالم كله.
وفي إطار عملية خلط الأوراق ذاتها، أعلنت شركة «أمبري» البريطانية للأمن البحري، أمس، أنها تلقت تقارير عن اقتراب ثلاثة زوارق وطائرة مسيّرة من سفينة حاويات ترفع علم مالطا على بُعد نحو 16 كيلومتراً جنوب غرب ذو باب، في البحر الأحمر، مضيفة في مذكرة أنه «لم يتم الإبلاغ عن وقوع أضرار أو خسائر بشرية». كما أعلنت «هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية» (UKMTO) أنها «تلقّت تقارير عن نظام جوي مسيّر مجهول الهوية شوهد على بعد 150 ميلاً بحرياً جنوب شرق مدينة الشحر على ساحل حضرموت». وأكدت أن «السلطات تحقّق في الأمر، ونصحت السفن بتوخي الحذر والإبلاغ عن الاشتباه بأي نشاط». اللافت في الأمر أن المناطق التي أشارت إليها الهيئة وشركة «أمبري» تقع تحت سيطرة الفصائل الموالية للإمارات التي عرضت على واشنطن تقديم خدماتها، ليتم تكليف ميليشيا طارق صالح بدور حماية الملاحة في السواحل اليمنية التي تمتد من مضيق باب المندب وصولاً إلى سواحل مدينة عدن.
واشنطن لن توقف محاولاتها دفع دول أخرى إلى التورّط في مواجهة اليمن
وأكدت مصادر عسكرية محسوبة على صنعاء، لـ«الأخبار»، أنّ «تلك الممارسات الممنهجة التي تستهدف السفن غير المتجهة إلى إسرائيل، تأتي في إطار ابتزاز العالم، وإيجاد ذرائع لإثارة مخاوفه، بعد الفشل في إقناعه بالمشاركة في تحالف حارس الازدهار في البحر الأحمر». واتهمت الولايات المتحدة بإعاقة مرور السفن غير المتجهة إلى الموانئ المحتلة، ومعاقبة السفن التي أعلنت امتثالها لقرار صنعاء ورفعت شعار «لا علاقة لنا بإسرائيل»، علماً أن هذه الاستجابة أزعجت أميركا التي شعرت بأن مكانتها البحرية في البحرين الأحمر والعربي تراجعت.
وفي إطار رد أميركا وإسرائيل على تلك الإهانة، كشف مصدر بحري يمني، لـ«الأخبار»، عن ضلوع جهة مجهولة يُعتقد أنها البحرية الأميركية في إرسال جسم مجهول في البحر العربي، وعليه جهاز تعارف ملاحي يحمل عبارة إنكليزية هي بمنزلة إهانة لحركة «أنصار الله»، ويتقمّص ملاحة سفينة تحمل العلم الصربي ويظهر أنها تتجه إلى أم الرشاش (إيلات). وبحسب منصة «MilitaryEye» المختصة في شؤون الملاحة، فإن العبارة التي عرضت في الجهاز هي «الحوثيون يدمرون حياتنا. أنا غاضب جداً» مع توقيع إسرائيل.
وفي الوقت الذي أعلنت فيه فرنسا قرارها عدم المشاركة في أي هجوم على اليمن، اعتبر نائب مدير التوجيه المعنوي في قوات صنعاء، العميد عبد الله بن عامر، أن الولايات المتحدة لن توقف محاولاتها دفع دول أخرى إلى التورّط في مواجهة اليمن. ورغم أن الكثير من الدول سبق أن اعتذر، وبعضها قرّر تحت الضغط المشاركة رمزياً بعدد من ضباط الارتباط في تحالف حماية الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر، إلا أن أميركا تمارس مجدداً الضغط والتهديد على دول أوروبية وآسيوية للمشاركة.
استهداف ثاني سفينة أميركية في خليج عدن
أعلن المتحدث باسم قوات صنعاء، العميد يحيى سريع، أمس، أن القوات اليمنية البحرية استهدفت سفينة «جينكو بيكاردي» الأميركية في خليج عدن، بعدد من الصواريخ البحرية المناسبة. وإذ أكد سريع أن الردّ على الاعتداءات الأميركية والبريطانية «قادم لا محالة»، فقد شدّد على أن أي اعتداء جديد «لن يبقى من دون ردٍّ وعقاب»، وأن عمليات قواته «لن تتوقف حتى يتوقف العدوان ويرفع الحصار عن الشعب الفلسطيني في قطاعِ غزة».