( شُهداؤُنا عُظماؤُنا )

* للشاعر /
علي أحمد الغرباني
نزار

 

رحلَ الرئيسُ الصالحُ البطلُ
وجميعُ مَن أحببتُهُمْ رحلوا

كانوا معي بالأمسِ لكنِّي
أصبحتُ وحدي بعدما أفلُوا

أبكي وأذرِفُ أدمُعي الحرَّى
وبأبحُرِ العبراتِ أغتسِلُ

فَطَفِقتُ أسألُ حائراً نفسي
والنارُ في جنبيَّ تشتعِلُ :

ماذا استجدَّ وأينَ أحبابي ؟
يا حُزنُ يا آهاتُ يا مللُ ؟

في أيِّ أرضٍ يا تُرى سكنوا ؟
مِن أيِّ بابٍ مُوصَدٍ دخلوا ؟

أوَلَم يخافوا أن أموتَ هُنا
كمداً وقد ضاقت بيَ السُّبُلُ ؟!

هُمْ أغلى مِن نفسي على نفسي
وهُمُ المُنى والحُلمُ والأملُ

فأجابني رجعُ الصدى : مهلاً
حتَّى متى تبكي وتنفعِلُ ؟

إنَّ الذينَ ذكرتَهُم سلكُوا
دربَ الشهادةِ ما بِهِمْ وَجَلُ

سمِعُوا نِداءَ الحقِّ يدعوهُمُ
فتوثَّبوا كالأُسْدِ وامتثلوا

وعلى خُطى عَلَمِ الهُدى ساروا
تحدوهُمُ الأخلاقُ والمُثُلُ

لم يعرفوا التسويفَ ما قالوا :
ماذا وكيفَ وما هُوَ العملُ ؟

لا لم يقولوا رُبَّما وعسى
عنَّا يزولُ الخطبُ والجللُ

أو رُبَّما تفنى مآسينا
وجراحُنا تشفى وتندمِلُ

والشمسُ تُهدينا أشِعَّتَها
وبوحدةِ الأوطانِ نحتفِلُ

بل شمَّروا عن ساعِدٍ ومَضَوا
كُلٌّ بِذِكرِ اللهِ يبتهِلُ

ساروا إلى الجبهاتِ في بأسٍ
تحتارُ في أوصافِهِ الجُمَلُ

بعزيمةٍ لا تنثني أبداً
وإرادةٍ شَهِدَت لها الدُّولُ

شُهداؤُنا عُظماؤُنا صدقوا
ما عاهدوا الرحمنَ إذ بذلوا

أرواحَهُمْ للهِ قُرباناً
وتأبَّطوا التأريخَ وانتعلوا

ضحَّوا بأنفُسِهُم لكي نحيا
شُمَّاً وفينا يُشرِقُ الأملُ

بتحالُفِ الأعرابِ ما اهتموا
يوماً ولا بوعيدِهِم حفِلُوا

بالعكسِ ثاروا كالأُسُودِ على
مَن بالعمالةِ والخنا انشغلوا

علِموا بأنَّ اللهَ ناصِرُهُم
إن جاهدوا وبإسمِهِ ابتهلوا

وبأنَّ نصرَ اللهِ لا يأتي
قطعاً لِمَن هُوَ فاسِقٌ ثَمِلُ

آهٍ على العُملاءِ لو أصغُوا
لنصيحةِ ابنِ البدرِ لو عقِلُوا

ما نالَهُم غضبُ الإلهِ ولا
سُحِقُوا ولا قُتِلُوا ولا اعتُقِلُوا

باعوا لأمريكا ضمائِرَهُم
وبرغمِ هذا ويحَهُمْ فشِلُوا

وتحقَّقَ النصرُ المُبينُ على
أيدي رجالِ اللهِ يا رَجُلُ

فعلى خُطاهُم سِرْ ولا تأسى
واثأر لِمَن جُرِحُوا ومَن قُتِلُوا

وارفع شِعارَ اللهُ أكبرُ في
ذِكرى الشهيدِ ، شهيدُنا بطلُ

قد يعجبك ايضا