شهية الدواعش الوهابية كما مملكتهم ماتزال مفتوحة لتدمير التراث الديني والإنساني في اليمن
في سياق التنافس المحموم بين العدوان السعودي الأمريكي وابنه الشرعي “داعش” على هدم المعالم الأثرية والأضرحة في اليمن، كما يجرى في غيرها من الدول العربية، دمر تكفيريون ينتمون لمصنع المخابرات الأمريكية السعودية ممن اشتهروا بتنظيم القاعدة قبة الحبيب علي بن حسن العطاس بقرية المشهد بوادي دوعن محافظة حضرموت. الجريمة التي ارتكبت مساء أمس الأحد 17 أبريل 2016 التي لم تكن الأولى تؤكد إلى حد كبير أن شهية أدوات أمريكا وإسرائيل ما تزال مفتوحة لمزيد من التدمير في اليمن وأنه لافرق بين الأهداف العسكرية المتعلقة بالخصم وماهو إرث ديني وإنساني ملك للإنسانية كلها ولذلك هم أعداء للإنسانية بامتياز.
يشار إلى أن التكفيريين التابعين لما يسمى القاعدة يسيطرون على مساحات شاسعة في محافظ حضرموت ويقومون بالاعتداء على المواطنين، كما قاموا بهدم جميع القباب الأثرية في محيط مدينة المكلا، ويواصلون هدم بقية القباب في وادي حضرموت.
ولم يقتصر استهداف الأضرحة والمقامات الدينية على داعش وباقي التنظيمات الإرهابية فقط، بل تنفذه السعودية أيضا خلال العدوان الذي تقوده ضد اليمن، وهو أمر يعكس مدى الارتباك والعجز الذي وصل إلى أقصى درجاته، نتيجة عدم قدرة الرياض على تحقيق أي نتائج من خلال العدوان المستمر ضد اليمن، حيث دكت غارات التحالف السعودي المقام الذي أقيم حول قبر الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي، وتم تنفيذ أكثر من 23 غارة استهدفت مران، منها 14 غارة على الضريح مما أدى إلى تدميره نهائيًا.
واستهداف الطائرات السعودية لبعض المقامات الدينية في اليمن، يعيد إلى الأذهان مشهد تدمير تنظيم “داعش” للمساجد التاريخية والأضرحة والمتاحف والكنائس والمقامات الدينية عند دخول أي مدينة سواء في العراق أو سوريا، وهو ما يدل على الإفلاس الفكري التكفيري الذي يرفض كل من هو مختلف عنه وأن مصدره واحد.
ومن أبرز المعالم الأثرية والتاريخية التي استهدفها العدوان السعودي المدعوم أميركياً في اليمن:
مسجد وضريح المحدث عبدالرزاق بن همام الصنعاني شيخ أحمد بن حنبل وسفيان بن عيينه والمتوفي سنة 211 للهجرة في منطقة حمراء بقرية دار الحيد بمديرية سنحان محافظة صنعاء.
مسجد الهادي وسور وسوق ومباني مدينة صعدة القديمة وحصن القشلة التي يعود تاريخ بنائها الى القرن الثالث الهجري.
قلعة صيرة الأثرية بمحافظة عدن والتي بنيت في القرن الحادي عشر الهجري.
معبد أوعال بمديرية صرواح محافظة مأرب الذي يعود تاريخه الى عهد الدولة السبأية قبل الإسلام. مدينة زبيد التاريخية بمحافظة الحديدة التي كانت ولازالت تعتبر منارة علمية معتدلة يشع نورها في جميع أنحاء العالم ، ويعود تاريخ بنائها الى القرن الثالث عشر الهجري.
دار الحسن الأثرية بمديرية دمت محافظة الضالع وتعود أهمية مدينة دمت إلى عصور ما قبل الإسلام.
حصن فج عطان التاريخي بجبل عطان أمانة العاصمة صنعاء وهو أحد أهم الحصون الأثرية في أمانة العاصمة.
هذا إلى جانب معالم أخرى حصرها تقرير نشرته وزارة الثقافة اليمنية مطلع أبريل الجاري بأنها تزيد عن 68 موقعاً أثرياً ، مشيرة في هذا السياق أيضا غلى تضرّر 4000 مَعْـلَم.
ويرى مراقبون أن الوهابية السعودية حاولت أن تتبرأ، دون جدوى، من الأفعال السادية لـ”داعش” وأخواتها، كذبح وحرق وتقطيع أوصال ضحاياها، وأكل أحشائهم، في ممارسات تأبها الكواسر والوحوش، إلا أن تاريخ تاسيس مملكة آل سعود الثالثة بقيادة الملك عبد العزيز آل سعود، فضح الوهابية السعودية وأثبت انها كانت من أحد أهم الممارسات التي أقيم على أساسها ملك آل سعود في جزيرة العرب. ووفقا للمراقبين، فإن بإمكان السعودية وهي النسخة الاصلية لـ”داعش” أن تكرر اليوم جرائمها التي ارتكبتها في بداية القرن الماضي عندما تأسست المملكة السعودية على خراب الحجاز والتاريخ الاسلامي.