شرقت عليهم نار الجحيم،وتخاطفتهم ملائكة العذاب خطفٌ أليم،وتقاذفتهم المفاجأة من يدٍ نزاعة للإرواح،إلى رِجلٍ تدوس على الأعناق،فمنهم نائم لم يقم من نومة كانت هي النومة الأخيرة،ومنهم من أراد الله أن تبلغ قلوبهم الحناجر،فكأنما قامت قيامتهم،وبَشَّرَهم الله بعذابهم.
كانت آخر سبت لهم يسبتونها،ولن يكون مابعدها كما قبلها،يعيش الكيان الصهيوني المحتل لعنة ذلك السبت،بعدها سيكون هناك حالة نفسية وخوف شديد من أي سبت قادم، ففيه كان طوفان جارف،وعذاب فتاك،ليس يمر مرور الكرام ولكن يمر مرور الصيام ،خطة محكمة وتدبير بحبال إلهية ،بجرأة على اليهود منقطعة النضير،هجوم مباغت كأنما صب الله على اليهود سوط عذاب،فكانوا لهم بالمرصاد، مستوطنات_ تكتض بالآلاف من الجبناء_ لا ترى في شوارعها أحد،بمجرد سماع دوّي صافرات الإنذار،يتزاحمون كالجرذان إلى جحورهم،مرعوبين جدا.
رأينا الفارق بين اليهودي والمسلم،وصدق_الله العظيم_ الذي وصفهم لنا حتى بهذه النفسيات الضعيفة،والقلوب المرعوبة،والنفوس الملعونة، أخرجهم الله وطردهم،ولعنهم وغضب عليهم ،وجعل منهم القردة والخنازير،وقذف في قلوبهم الخوف والرعب،وجعلهم هكذا حتى إلى يوم القيامة،لمثل هولاء القوم لايستحقون أن يكون لهم دولة،ولا كيان ولا مكون،ولا كلمة ولا صوت ولا أي رأي،فكل مايصدر منهم سيكون حربا ضد الله، كل مواصفاتهم لا تظهر إلا في حالة واحدة فقط:إذا تولى المؤمنين التولي الصحيح وخرجوا لقتالهم ،حينها سيظهر مدى ضعفهم وهزلهم وجبنهم،أما أن يعيش أعراب العرب والمسلمين تحت أقدامهم،ويؤمنون بخلاف ماقال الله عنهم فسيرون أن الأذلاء شجعان،والمغضوب عليهم مساكين،بل وسيرون أن الله سبحانه تعامل معهم بقساوة وعاملهم بظلم.
نرى الحالة المخزية التي وصل إليها المطبعين،ولسان حالهم يقول :إن الله لا يعلم بحقيقة اليهود والنصارى، بل ويرون أن حديث الله عنهم ،وتحذيره منهم هو من باب المبالغة والتحيز،ونستغفر الله العظيم من هكذا تعامل وهكذا تفكير،إن الله سبحانه وتعالى لم يظلم أحد من خلقه،ولا حتى مثقال ذرة ،لكن هؤلاء اليهود_ الذين هم أهل الكتاب_ قد فضلهم الله على العالمين،وجعل الكتاب والحكمة والنبوة والملك فيهم ومنهم،ومع ذلك كانوا يقتلون الأنبياء والمرسلين، ولم يحصل أن الله أمرهم بشيء فقالوا سمعنا وأطعنا،بل كانوا يقولون سمعنا وعصينا،وهم هكذا إلى يوم القيامة، يسمعون الحق ويسمعون توجيهات الله ويعصون ويطبقون العكس،والحديث عنهم في القرآن الكريم واسع جدا.
زوالهم أمر محتوم فقط علينا أن نتقي الله ونتحرك،كما يجب أن نتحرك،الحرب الفاصلة اليوم هي حجة الله علينا،وفلسطين فاصل الحق والباطل، وهي فرقان هذا الزمان ،وويل للقاعدون عن الخروج،ويل للساكتون،ويل للمتفرجون،من مشهد يومٍ عظيم.