احياناً…قد يكون من الصعب للبعض من عامة الناس تمييز وكشف نفسية المنافقين في واقع الحياة، بالرغم من أن الله سبحانه وتعالى قد شخَّص في القرآن الكريم بشكلٍ دقيق نفسيات المنافقين ومواصفاتهم وأعمالهم الخبيثة إلى درجة أن وصفهم بأنهم إخوان اليهود.
ومن عظمة المشروع القرآني المبارك الذي قدمه الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي “رضوان الله عليه” للأمة أنه منهج هداية متكامل في هذه الحياة بما يتضمنه من توجيهات إلهيه، ومبادئ قرآنية هي كفيلة بأن تجعل كل من يسيرون عليها بأن يمتلكوا البصيرة والوعي في مقارعة المستكبرين، وكشف نفسيات الناس من حولهم، إذ يعد شعار الصرخة: [الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام] مقياس هام يكشف حقيقة ما تخفيه قلوب المنافقين والمرجفين.
وفي هذا الصدد، يؤكد الشهيد القائد على أهمية وعظمة شعار الصرخة [الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]، ويبين أثرة الكبير على أعداء الله “أمريكا وإسرائيل” والمنافقين الذين يدورون في فلكهم، حيث يقول في درس (الصرخة في وجه المستكبرين):”أقول لكم أيها الاخوة اصرخوا، ألستم تملكون صرخة أن تنادوا: [الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
أليست هذه صرخة يمكن لأي واحد منكم أن يطلقها؟ بل شرف عظيم لو نطلقها نحن الآن في هذه القاعة فتكون هذه المدرسة، وتكونون أنتم أول من صرخ هذه الصرخة التي بالتأكيد – بإذن الله – ستكون صرخة ليس في هذا المكان وحده، بل وفي أماكن أخرى، وستجدون من يصرخ معكم – إن شاء الله – في مناطق أخرى:
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام] هذه الصرخة أليست سهلة، كل واحد بإمكانه أن يعملها وأن يقولها؟ إنها من وجهة نظر الأمريكيين – اليهود والنصارى – تشكل خطورة بالغة عليهم.
لنقل لأنفسنا عندما نقول: ماذا نعمل؟ هكذا اعمل، وهو أضعف الإيمان أن تعمل هكذا، في اجتماعاتنا، بعد صلاة الجمعة، وستعرفون أنها صرخة مؤثرة، كيف سينطلق المنافقون هنا وهناك والمرجفون هنا وهناك ليخوفونكم، يتساءلون: ماذا؟ ما هذا؟”.
وفي هذا الصدد، يُقدم الشهيد القائد المقياس الناجع الذي يكشف حقيقة المنافقين، وما في قلوبهم من مرض، حيث يشير إلى أن: “المنافقون المرجفون هم المرآة التي تعكس لك فاعلية عملك ضد اليهود والنصارى؛ لأن المنافقين هم إخوان اليهود والنصارى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَداً أَبَداً وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ}(الحشر: من الآية11) فحتى تعرفون أنتم، وتسمعون أنتم أثر صرختكم ستسمعون المنافقين هنا وهناك عندما تغضبهم هذه الصرخة، يتساءلون لماذا؟ أو ينطلقون ليخوفوكم من أن ترددوها”.
وفي سياق حديثه عن أهمية اطلاق شعار الصرخة وعظمة هذه الصرخة التي تزلزل عروش المستكبرين، يُبيَّن الشهيد القائد أن الأمَّة أصبحت في زمن كشف الحقائق (ربما – والله أعلم ) الذي يتغربل فيه الناس فيكونوا صفين فقط هما: مؤمنون صريحون/ منافقون صريحون، وأن الأحداث هي كفيلة بأن تغربل الناس، وأن تكشف الحقائق، حيث يقول في درس (الصرخة في وجه المستكبرين): “إذاً فهمنا بأنه ليس من صالح أي دولة كانت أن تُظهِر للآخرين ما يخيفهم عندما يتحدثون ويصرخون في وجه أمريكا وإسرائيل، عندما يرفعون صوتهم بلعنة اليهود الذين لعنهم الله على لسان أنبيائه وأوليائه. ثم سنسهم دائماً في كشف الحقائق في الساحة؛ لأننا في عالم ربما هو آخر الزمان كما يقال، ربما – والله أعلم – هو ذلك الزمن الذي يَتَغَرْبَل فيه الناس فيكونون فقط صفين فقط: مؤمنون صريحون/ منافقون صريحون.. والأحداث هي كفيلة بأن تغربل الناس، وأن تكشف الحقائق”.
وفعلاً، فإن الأحداث والمتغيرات كانت كفيلة بأن تغربل الناس وتكشف نفسياتهم، وتكشف الحقائق، وفي المرحلة الصعبة الذي خرج فيها الشهيد القائد وأطلق شعار الصرخة، انطلق المنافقون والمرجفون لتثبيط المجاهدين المؤمنين وتخويفهم من ترديدها بأساليب قمع متعددة كانت نتائجها بالطبع الفشل.
وبتوجيهات السفير الأمريكي آنذاك شن النظام الأسبق العميل لأمريكا وإسرائيل ست حروب ظالمة على المؤمنين المجاهدين من أبناء محافظة صعدة وجزء من محافظة عمران، حيث ارتقى الالاف من الشهداء الذين كانت دمائهم الزكية سبباً في تمكين المجاهدين المؤمنين بعد نجاح ثورة 21 سبتمبر 2014م، ودخل الناس في المسيرة القرآنية أفواجاً، ولتضل هذه الصرخة مقياساً حقيقياً يميز الخبيث من الطيب في هذه المسيرة المباركة، وستضل ضرورة ملحة لمقارعة المستكبرين في هذه الأرض “أمريكا إسرائيل” واذنابهم من المنافقين والمرجفين.
لا “ولاء” من دون “براء”، فكلاهما متلازمين، وعلى كفتي ميزان، فلا يمكن اطلاقاً الولاء لله عزَّ وجلّ ورسوله وأعلام الهدى من دون البراء من أعداء الله عزَّ وجلّ ورسوله وأعلام الهدى، لأن الميزان سيختل، ومن يدعّي “الولاء” ويترك “البراء” فإن الصرخة تفضحه وتكشف نفسيته ونواياه الخبيثة، وتُبيَّن أن هناك خللاً في قلبه قد يكون منبعه مرض في القلب، وليس خللاً في العقل فقط، ومرض القلوب أشد وأعظم من خلل العقول، حيث يقول الله سبحانه وتعالى: (فَتَرَى ٱلَّذِينَ فِى قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَٰرِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰٓ أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ ۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن يَأْتِىَ بِٱلْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍۢ مِّنْ عِندِهِۦ فَيُصْبِحُواْ عَلَىٰ مَآ أَسَرُّواْ فِىٓ أَنفُسِهِمْ نَٰدِمِينَ) صدق الله العظيم.