شرعيتنا في التصدي للعدوان قرآنية
شرعيتنا في التصدي للعدوان قرآنية
(أُذن للذين يُقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز)، أُذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا، إن الله أراد لعباده المظلومين والمضطهدين والمستهدفين حتى عسكريا بغير حق يمتلكه أعداؤهم في استهدافهم، من موقع المظلومية، الذين يقاتلون بأنهم ظلموا، من موقع المظلومية من موقع المعتدى عليهم بغير حق، أراد الله لهم أن يتحركوا أن يتصدوا لهذا الخطر لهذا الاستهداف، إن الله جل شأنه لا يريد لعباده المظلومين المضطهدين وبالذات عندما يكون الاضطهاد لهم والاستهداف لهم من موقع انتمائهم للحق، ذنبهم هو انتماؤهم للحق، ذنبهم هو تحررهم من هيمنة الطاغوت ومن سيطرة المستكبرين، من سيطرة الظالمين، من سيطرة الطغاة والمستكبرين، فيكون هذا ذنب كبير بالنسبة لهم، الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله، هذه حالة تحرر، تحرر، المستضعفون يتحررون فيها من السيطرة للطغاة للمستكبرين للظالمين للمجرمين، وللمستكبرين بما تعنيه الكلمة الذين يستندون إلى نفوذهم إلى جبروتهم إلى قوتهم المادية، إلى سيطرتهم العسكرية إلى تكبرهم إلى حرصهم على أن يكونوا هم المسيطرين سيطرة تامة على النفوذ الناس، والمصادرين للإرادة وللحرية وللكرامة للناس، أذن لهؤلاء المظلومين باعتبار أنهم مظلومين من موقعهم في المظلومية أُذن لهم من الله أن يقاتلوا، أن يتحركوا بكل ما يستطيعون وبكل الطرق المشروعة للتصدي للأعداء، فهنا يوصف الموقف من المظلومين، المستندين في مظلوميتهم في انتمائهم للحق وفي تحررهم للطواغيت والمستكبرين والظالمين والمجرمين، ليكون هذا بالنسبة لأولئك سببا في استهدافهم وظلمهم، أُذن لهم من الله أن يقاتلوا، أن يدافعوا عن أنفسهم عن حريتهم عن كرامتهم، أن يدافعوا عن انتمائهم للحق فلا يقبلوا بأن يُظلموا وأن يُستهدفوا وأن يُقهروا، وأن يتحكم الطاغوت حتى في هويتهم حتى في انتمائهم وحتى في ثقافتهم وحتى في خياراتهم في هذه الحياة، فأنت أمام شرعية إلهية، أمام إذن من الله رب الناس ملك الناس إله الناس، الملك العظيم، ولذلك النبي صلوات الله عليه وعلى آله ومن معه من المسلمين هم تحركوا بدءا من هذه الشرعية، الشرعية الإلهية، الإذن الإلهي، إذن الله لعباده، المظلومين في مواجهة ظالميهم، إذن الله لعباده المنتمين للحق المتحررين بهذا الانتماء إلى الحق من هيمنة الظالمين وهيمنة المستكبرين وسيطرة الطاغوت في الدفاع عن انتمائهم هذا وهويتهم هذه، أذن الله لهم فتحركوا بهذه المشروعية، وهذا ركن أساس في الجهاد في سبيل الله، الإذن الإلهي المشروعية الإلهية، وهي المشروعية الحقة، هي المشروعية الصادقة، هي المشروعية الحقيقية والفعلية، ما عداها كلام في كلام.
كيف تحظى بالإذن الإلهي؟ حينما تكون مظلوما، الظالم إذا اتخذ قرارا بالحرب، المستكبر الطاغي إذا اتخذ قرار بالحرب لا شرعية أبدا لقراره، سواءً حظي بموافقة دولية، سواءً سانده مجلس الأمن، سواءً ساندته الأمم المتحدة، سواءً تجتمع من أجله الجامعة العربية، سواءً اجتمع من أجله طواغيت هذه الأرض، وكل المستكبرين في هذه الأرض وكل المجرمين في هذه الأرض سواءً حمل صفة رئيس، صفة ملك، صفة زعيم، صفة دولة، صفة حكومة، صفة جيش، لا تكتسب الشرعية من الصفة ما تكتسب من الصفة، تسمي نفسك رئيس فيكون لتصرفك شرعية تفعل ما تشاء وتريد لو أردت أن تقتل كل أطفال الدنيا لم يصبح هناك مشكلة، أو ملك أو نظام أو سلطة لا.. الشرعية تعود إلى حقيقة الفعل في دافعه وفي ممارساته، فلذلك لاحظوا كانت هذه المظلومية للمسلمين للنبي صلوات الله عليه وعلى آله، كانت مظلوميتهم في أنهم معتدى عليهم وحوربوا منذ اليوم الأول من مسيرة الإسلام واعتدي عليهم بغير وجه حق بالسجن وبالقتل وبالتهجير ثم بالملاحقة والاستهداف والمضايقات والمؤامرات والمكائد إلى حيث قد هاجروا، كانت مشروعيتهم التي عبر عنها القرآن “بأنهم ظلموا” لاحظوا معي بأنهم ظلموا” مظلوم يمتلك الشرعية الإلهية هذه الشرعية الحقيقة بأنهم ظلموا وفي أنهم مستهدفون لانتمائهم للحق وتحررهم من قوى الطاغوت المستكبرة، الظالمة، المجرمة، المبطلة، التي تريد أن تستحوذ عليهم أن تستعبدهم والله لا يأذن لعباده أن يقبلوا بالاستعباد أبدا أبدا، هذه مبادئ كبيرة في الإسلام ما أحوج شعوبنا اليوم إلى أن تتشبث بها أن تتمسك بها كل التمسك.