شاهد لحظة اصطدام طائرة ركاب بمروحية عسكرية في مطار رونالد ريغان بواشنطن (فيديو)
اصطدمت طائرة ركاب تابعة لشركة الطيران الأميركي، صباح اليوم الخميس، بمروحية من طراز «بلاك هوك» تابعة للجيش، قبل أن تتحطم في نهر بوتوماك بالقرب من مطار رونالد ريغان الوطني في واشنطن.
كانت الطائرة تحمل 60 راكباً وأربعة من أفراد الطاقم، وأقلعت من مدينة ويتشيتا، وفقاً لبيان صادر عن شركة الطيران، فيما كان على متن المروحية العسكرية ثلاثة جنود أميركيين وقت الاصطدام، بحسب مسؤولين في وزارة الدفاع، مؤكدين أنه لم يكن هناك أي قادة عسكريين كبار على متن المروحية وقت الحادث.
وقد أظهرت بيانات تتبع الرحلات الجوية المتاحة للجمهور أن المروحية، القادمة من الشمال، والطائرة التجارية، القادمة من الجنوب، قد اصطدمتا في حوالي الساعة 8:47 مساء الأربعاء (بالتوقيت المحلي).
لا ناجين حتى الآن
رفضت مورييل بويزر، عمدة واشنطن العاصمة، تأكيد ما إذا كانت على علم بوجود ناجين من الحادث، وعند سؤالها عن وجود ناجين أو عدد الجثث التي تم انتشالها، قالت باوزر للصحفيين المتجمعين في أحد مباني المطار إنها لا تستطيع سوى تأكيد أن هناك 64 شخصاً على متن الرحلة التجارية وثلاثة أشخاص على متن المروحية.
وأعلنت بويزر أن المروحية العسكرية وطائرة النقل اللتان اصطدمتا سقطتا قرب واشنطن في نهر بوتوماك حيث عمليات الإسعاف والإنقاذ جارية، لافتة إلى أن المروحية كانت تجري رحلة تدريبية.
ووُجدت المروحية مقلوبة في الماء، بينما كانت الطائرة محطمة إلى قطع متناثرة، وفقاً لمسؤول في واشنطن، مضيفا أنه لم يتم العثور على ناجين، فيما انتشلت الشرطة عدة جثث.
ظروف «غاية في الصعوبة»
قالت فرق الطوارئ، في وقت مبكر من صباح الخميس، إنها تعمل في مياه يبلغ عمقها نحو ثمانية أقدام وسط قطع من الجليد في نهر بوتوماك، عقب الحادث.
ووصف المنقذون الظروف بأنها «غاية في الصعوبة»، مشيرين إلى أن عمليات البحث قد تستغرق عدة أيام. ومن المتوقع أن يظل المطار مغلقاً حتى الساعة 11 صباح الخميس.
وأفاد المسؤولون بأن أول نداء استغاثة جاء من برج المراقبة في المطار الساعة 8:48 مساء، فيما تواجد نحو 300 عنصر إنقاذ في موقع الحادث.
اللحظات الأولى
وروى شهود عيان اللحظات الأولى لحادثة الاصطدام، إذ يقول أري شولمان، صحفي في واشنطن العاصمة، الذي كان يقود سيارته عائداً إلى منزله عبر طريق جورج واشنطن، الذي يمر بجوار مطار ريغان الوطني إنه رأى شرارات تنتشر على طول الطائرة، من المقدمة إلى الذيل، بينما انحرفت الطائرة بحدة إلى اليمين.
وأضاف في حديثه لصحيفة «واشنطن بوست» الأميركية «لم أستوعب ما رأيته في البداية، لأن الشرارات لم تكن تبدو وكأنها تنبعث مباشرة من الطائرة، بل كانت تحت هيكلها السفلي ومفصولة عنها قليلاً».
فيما روى شاهد آخر صدمة الحادث، وقالت كورتني كاين، 28 عاماً، التي كانت في منزلها بقاعدة أنادكوستيا-بولينغ العسكرية عندما سمعت دوي انفجار بالخارج، إنها رأت من نافذة غرفة المعيشة وميضاً في السماء، وفي البداية، ظنّت أنها تتخيّل وقوع الحادث، لكن سرعان ما تأكدت مخاوفها من خلال الأخبار، مضيفة أنها في حالة من الذهول، قائلة «أنا ما زلت أرتجف».
ونزلت كاين إلى الواجهة البحرية بالقرب من منزلها، حيث شاهدت فرق الطوارئ تستجيب على الماء، وطائرات الهليكوبتر تحلق في الأجواء، مضيفة أن الحادث أثّر بشدة على سكان القاعدة العسكرية.
تحقيق فوري
من جانبه، قال وزير الدفاع الأميركي، بيت هيغسيث، عبر منصة «إكس»، إن تحقيقاً قد «أُطلق على الفور» من قبل الجيش ووزارة الدفاع. وأضاف: «مأساة بكل المقاييس. عمليات البحث والإنقاذ لا تزال جارية. نصلي من أجل جميع الضحايا وعائلاتهم».
في السياق، أكد المسؤولون، في مؤتمر صحفي صباح الخميس، أن مطار رونالد ريغان الوطني في واشنطن سيظل مغلقاً حتى الساعة 11 صباحاً على الأقل.
وكانت هيئة الطيران الفيدرالية الأميركية قد بدأت مراجعة لعمليات مراقبة الحركة الجوية قبل أسابيع قليلة من وقوع الحادث، لكن لم تعلن الهيئة علناً عن مراجعتها للسلامة الجوية، فيما أكدت ذلك لصحيفة «وول ستريت جورنال» في وقت سابق من هذا الشهر، مشيرة إلى أنها كلفت «لجنة خبراء مستقلة» بتحديد التحسينات المحتملة.
ويأتي هذا الحادث بعد سلسلة من الحوادث القريبة من الاصطدام في مطار ريغان ومطارات أخرى منذ أوائل عام 2023، وهو ما أثار قلق المسؤولين وصناعة الطيران. ومن المرجح أن يعيد الحادث الجدل حول معايير السلامة ومدى قدرة المطار على استيعاب الرحلات.