سُلم النصر ومعراج الشهادة…..
صحيفة الحقيقة/ كتب / زيد البعوه
السيد العلامة الشهيد زيد علي مصلح اديب وشاعر وعالم وباحث ومؤلف ومفكر وناشط ومجاهد وشهيد في سبيل الله..
شخصية استثنائية صنعتها تعاليم الله وحرستها الملائكة وباركت جهودها واعمالها يد غيبية كان مثمراً في كل المواسم يحصد الجميع منه الكثير من اصناف الفواكه الثقافية والأدبية والدينية في الصيف تنهمر امطار العلم والمعرفة من هامته العالية فيسقي جداول قلوب الشباب بالوعي والبصيرة بصفته مدير مدرسة الامام الهادي ( ع ) واحد ابرز المعلمين في المراكز الصيفية لتعليم القران الكريم والعلوم الإسلامية وفي الشتاء يغطي عظام الفقراء والمعوزين من برد الشتاء كمعطف ارسله محمد صلى الله عليه واله يسمى كساء النبي وفي الخريف يتساقط الخير من بين جوانبه يساعد هذا ويؤنس وحشة ذاك وفي الربيع يزهر كبستان اقحوان تفوح منه رائحة العبير العطري الفريد يزرع البسمة على شفاه المرضى والمحرومين ويشارك الناس افراحهم ومناسباتهم ..
كان ولا يزال وسيبقى ابرز شخصية اجتماعية وثقافية وعلمية وجهادية وإعلامية في منطقة مران كمسقط رأسه وفي صعده كمحافظة وفي اليمن كبلده في التسعينات وبداية السنوات الأولى من عام الفين وما بعد كان محبوباً الى درجة انك اول ما تسمع بحضور زيد علي مصلح في هذا المجلس او ذاك او في هذه الفعالية او تلك تعلم علم اليقين ان حضوره سيكون ملفتاً وبارزاً ومهماً ومثمراً يتقاطر الناس للسلام عليه والتمتع بالنظر الى وجهه الطاهر وسماع الدرر التي تتدفق من فمه كعسل مصفي فيه شفاء للناس كان شديداً اصلب من الفولاذ في المواقف التي تستدعي الشده والقوة وكان رقيقاً كالنسيم في الأوقات التي تستدعي العطف والرحمة والحنان..
ولو كان هناك ناطق باسم الصدق وتم سؤاله عدد لنا ابرز الشخصيات التي ما كذبت يوماً في حديثها ومواقفها عبر التاريخ لكان من بين الأوائل زيد علي مصلح عابداً زاهداً يتعبد الله في جوف اليل ويناجي ربه ويتلوا القران اناء الليل واطراف النهار الى درجة انك تحس انه لا يعرف الله ولا الجنة ولا النار الا هو في الصباح هو الإشراقة الصباحية التي تترنم ببزوغها العصافير وتتفتح الزهور اذ يفتتح يومه ببسمة يرسمها على وجوه الأهل والجيران وفرحة يغرسها في جيب احد الفقراء والمساكين تراه في السوق يشتري احتياجات المنزل يصافح هذا ويستمع لذاك ثم يذهب الى صرحة العلمي ليرمم بعض جدران نفوس طلابه ببعض من هدى الله ثم ينصرف الى اين؟ هناك قضية اجتماعية بين طرفين تحتاج لمن يفصلها فلا يرجع الا وقد عادت المياه الى مجاريها وبعد العصر لديه محاضرة عن خطورة المرحلة في قاعة كبيرة يحضرها الكثير من الناس وهكذا كتلة من الحركة والنشاط فيها مليارات الذرات من الإخلاص والثقة بالله..
الشهيد زيد علي مصلح هو نسخة اصلية ونموذج راقي من ثقافة وايمان وصدق ووعي الإمام الشهيد زيد بن علي عليهم السلام تحرك بحركة القران وجعل الوعي والبصيرة سلاحه في ميدان الثقافة والعلم والعمل وشهر سيفه في وجه الظلم والطغيان والظالمين وشعاره من احب الحياة عاش ذليلا كيف لا يكون كذلك وهو حفيد زيد والحسين ومنهجه القران وعمله الجهاد وحركته الإصلاح بين الناس والامر بالمعروف والنهي عن المنكر لقد استطاع الشهيد زيد ان يجعل حياته كلها لله فكل مراحل حياته منذ الصغر والشباب حتى الاستشهاد اعمال خير ومواقف حق كان ابرزها وذروة سنامها الجهاد بالنفس والمال والعلم والعمل والكلمة والقلم والبندقية ..
لا يستطيع احد أياً كان ان يحيط بشخصية استثنائية مثل الشهيد زيد علي مصلح من كل الجوانب مهما قال ومهما كتب وخصوصاً نحن من لا نزال صغاراً ولم نتعرف على الشهيد بشكل كبير ولكن يكفينا ما روي عن مواقفه واعماله والتي ختمها بالشهادة في سبيل الله حين كان ابرز ما قاله قبل استشهاده عندما جهز مترسه وخيره جيش الظلم والعدوان بين الموت والحياة والعزة والذلة قال مقولته المشهور (( سأجعل من مكاني هذا سلماً للنصر او معرجاً للشهادة )) وفعلاً من مترسه جمع بين النصر والشهادة انتصر لثقافته القرآنية ومبادئه الإنسانية وضحى بنفسه شهيداً في سبيلها فسلام الله علية ما بقي الدهر.