سيستعيد اليمن عافيته… بقلم / أحمد الرازحي
فيما كانت الصحف العالمية تصف بسخرية اليمن واليمنيين وتصنفهم كشعب بدائي ودولة نامية من دول العالم الثالث وتتعامل مع القضايا الانسانية بإستعلاء وازدواجية فاضحة في المعايير الإعلامية المهنية والأخلاقية والإنسانية وتتحدث عن ترهات دون أن تكترث لحال عشرات الملايين من البشر وضعتهم دول الاستكبار العالمي هدفاً لرغباتها في القتل والتجويع واتخذت العدوان المباشر بإسم التحالف العربي عنواناً لقتل شعب عزيز كالشعب اليمني .
فرضت دول تحالف البغي والعدوان حصاراً ظالماً جائراً على شعب كريم كالشعب اليمني من أجل تجويعه وإخضاعه وفرض الإرادة الغربية لتنصيب أراجوزات النظام الامريكي والاسرائيلي والسعودي في اليمن ولاة وحكام وظيفتهم الرئيسية أن يكونوا وكلاء لأسيادهن في واشنطن وتل أبيب .
من قبل هذا العدوان على اليمن كانت سياسات الأمريكي والإسرائيلي والسعودي تستوجب عزل هذا الشعب العريق والدولة الناشئة فخنق الجوع شعب اليمن وهو المعزول تماماً عن هذا العالم الذي سادت فيه قيم الشر وكان هناك دولة شرعية متسولة تتوسل الدول العربية والأجنبية لقمة الخبز وضروريات الحياة لتبرر للشعب خضوع الحمام لسياسات الأعداء في إدارة البلد وشؤونه ، وفي المقابل كان استغلال ثروات البلاد هو الثمن الخفي لفاتورة السماح لنخبة من المترفين الموالين لأمريكا وإسرائيل ليبقوا على سدة الحكم في اليمن .
روجت أمريكا الديموقراطية عبر أدواتها وبرامجها ولاتزال تروج ودعمت الثورات الشعبية ضد من يرفض املاءاتها ولاتزال تدعم العملاء كما فعلت في ليبيا وسوريا وكل مكان وكذلك في اليمن فعلوا وكانوا يظنون أن لن يقدر عليهم أحد . فيما اغلب دول العالم فضلت الصمت والمشاهدة لنتيجة مشروع الهيمنة الامريكية والمخطط الاسرائيلي لتمزيق الدول العربية وفق المصلحة الإسرائيلية لتعلن اسرائيل مخططها الجديد بعد 100 عام مضت على اتفاقية سايكس وبيكو كان العرب يسخرون من اليمني ويستهينون بقدراته لأنه فقير جبان ولا يمكن أن يرفع سلاحه في وجه الدول العظمى ولم يكن في الحسبان أن بضعة آلاف من الرجال قادرون على صناعة قدرهم وهزيمة عشرات الجيوش وتحالف دولي بحجم تحالف عاصفة الحزم وبإمكانيات محدودة
اليمني يصنع قدره ولا ينتظره وبقوة إيمانه بجدارته أن يعيش كريماً استطاع أن يفاجئ العالم بصموده وتغيرت قوانين الكون بقوة وشجاعة وتضحيات هذا الجيل من الشباب الحاضرون للشهادة في كل ميادين التضحية والشرف والإباء لأن هذا الجيل لم يعرف اللبن الصناعي ولم يدخل الملاهي ولم يخضع لجرعة تحصين ضد الوباء أو حمى الضنك ، وبالرغم من كل هذا الحرمان والحاجة اتجه نحو العلم والمعرفة وثقف نفسه وأراد أن تكون الأمة اليمنية في مصاف الأمم صانعة الحضارة وبحكمة اليماني أراد أن يغلق ملف التسول الرسمي بثورة شعبية تصنع التغيير المنشود من أجل إقامة دولة عزيزة تحقق مصالح الشعب وطموحاته دولة قانون ومؤسسات قادرة على تغيير الواقع البائس الى واقع أفضل ، دولة ملتزمة بمشروع محاربة الفساد . وما نشهده اليوم من تطورات ومتغيرات هو ما يجري في الواقع ولسان حال هذا الجيل أنهم جديرون بالحياة الكريمة بعيداً عن سياسة النخبة المترفة التي تسولت بهذا الشعب العزيز لأكثر من ثلاثة عقود من الزمان ليزداد الغني غنى فيما الفقير يزداد فقراً وقهراً وألماً ..
سيستعيد اليمن عافيته وسيعود اليمانيون الى سابق عهدهم ليكونوا اللاعب الرئيسي في المنطقة والعالم ليصنعوا الحاضر والمستقبل .. لأنهم بناة حضارة وفيهم نهضة الأمم وشامخون كما شموخ جبالها والقمم ..