سيد الشهور وإطلالة النور.
الحقيقة/نوال احمد
لقد أتى شهر رمضان الكريم، في هذا العام والعالم الإسلامي يعج بالصراعات والنزاعات، يواجه الأخطار والتحديات، أتى هذا الشهر المبارك في ظل مرحلة حساسّة، هي من أخطر المراحل في تاريخ البشرية، اليوم وفي هذا العصر الذي اشتدت فيه الفنّ والأزمات وتعاظمت فيه الكوارث والنكبات ، اليوم و في ظل هذه العواصف من المشاكل الكبرى والأحداث الجسام والتي تعصف بأمّتنا الإسلامية في المنطقة العربية خصوصا وما تتعرض له البشرية عموماً في كل ناحية من أنحاء هذا العالم وفي كل بقعة من بقاع هذه الأرض.
وفي خضم هذه الأحداث المزلزلة والأوضاع الكارثية والمزرية، التي تعانيها اليوم كل البشرية، وهذا الواقع المظلم الذي تاهت في ظلماته الأمة الإسلامية وأمام كل هذه المعاناة والمشاكل والمظالم الكبيرة التي منشؤها في واقع الإنسان هو الاختلال التربوي والاختلال في الوعي، الأمر الذي دفع بالإنسان إلى الانحراف في الجانب السلوكي والعقائدي فأصبح إنسانا متخبطا تائها ضائعاً في هذه الحياة ليس له هدف وليست له قضية.
ونحن في هذا الشهر المبارك ، شهر نزول القرآن الكريم، والذي فيه معالجة الأسباب السلبية التي أثرت على واقعنا البشري، التي نشاهدها اليوم في كثير من البعض من خلال تصرفاتهم ومواقفهم..
فاليوم ونحن نعيش أجواء شهر القرآن، شهر الصيام والقيام، شهر البر والإحسان، ولأنه شهر الله الأعظم، شهر الصبر والتقوى، شهر الخير والعطاء، شهر الجهاد والرباط في سبيل الله، شهر التقرب إلى الله بالالتجاء والدعاء، ولأنه شهر رمضان المبارك، شهر تطهير القلوب، وتهذيب النفوس وإصلاحها وتزكيتها، شهر التوبة والإنابة لله الملك الديان، شهر الرحمة والغفران والعتق من النيران.
وفي هذه الليالي الغُرّ المباركات التي تمر بنا ساعاتها النورانية من شهر الله الأعظم نعيش أجواءها الإيمانية براحة وطمأنينة وبسكينة وروحانية مع كل إطلالة مباركة لعلم الهدى ونبراس التقى، السيد المولى عبد الملك بن بدر الدين الحوثي يحفظه الله، الذي عودنا كما في كل عام من ليالي هذا الشهر المبارك، على حضوره بيننا لهدايتنا بعد غوايتنا، وإصلاحنا بعد اعوجاجنا، يطل علينا إطلالته الشريفة البهية وكله حرص على تعليمنا وتبصيرنا وتثقيفنا، وتنوير عقولنا وقلوبنا فنستنير من النور القرآني الذي استقاه، ولترتوي أرواحنا من معين الهدى الذي ارتواه، وكله أمل على أن يصل هدى الله إلى كل الغافلين والتائهين في سبل هذه الحياة.
فلأننا نعيش اليوم في زمن اشتد فيه الظلم والظلام، زمن كثرت فيه الفتن وساد فيه الضلال، زمن المخاطر والأهوال، في هذا الزمن الذي ألتبس فيه الحق والباطل، وتعاظم فيه الإجرام، هذا الزمن المرير المليء بالمنكرات والموبوء بالفساد والمفسدات، في هذا الزمن المظلم بظلام الطواغيت والمستكبرين فيه، والأمة تائهة تتخبط بين خيوط الظلام، تائهة في دهاليز الغفلة مضيعة لدينها ، متخلية عن قيمها ومبادئها، متنصلة عن مسؤولياتها، مشتتة في أفكارها، وهي تتخلى عن سفينة النجاة، السبب الذي جعلها تغرق اليوم في بحور الغفلة و الضلال.
يأتي علم الهدى ونور زماننا، لينقذنا ويخلصنا ليحيينا بهدى الله، ويدعونا إلى الله، ويشدنا إلى كتاب الله، و يحيي في أمتنا ما أماته المجرمون والظالمون فيها، ذلك لآنه حفيد رسول الله يحمل هموم وآلام أمة جده رسول الله صلوات الله وسلامه عليهم آل البيت أجمعين، حمل مسؤولية الأنبياء والرسل كما حملها آبائه وأجداده الكرام من أئمة الهدى الصالحين المجاهدين عليهم أفضل السلام، مهتماُ بقضايا أمته الكبرى ،حريص علينا وعلى أمته كما يحرص على نفسه يحفظه الله، يلهمنا، يذكرنا، فننتهل من مناهل الهدى والنور، ونستنير من هدي القرآن الكريم، ونتزود من معاني آيات الكتاب العظيمة، ما ينفعنا وما يحيينا ولما فيه فلاحنا وصلاحنا في الدنيا ولما فيه فوزنا ونجاتنا في الآخرة.