«سونيون» عالقة في البحر الأحمر: صنعاء تدرس سحب «مهلتها»

على رغم مضيّ أسبوع على موافقة حركة «أنصار الله» على سحب السفينة اليونانية «سونيون» المشتعلة من البحر الأحمر، إثر تلقّي وزارة خارجية صنعاء بلاغاً من الاتحاد الأوروبي باعتزامه تدشين عملية القطْر الأحد الماضي، إلا أن شيئاً لم يحدث منذ ذلك الحين. ووفقاً لمصادر ملاحية تابعة للحكومة الموالية للتحالف السعودي – الإماراتي، تحدثت إلى «الأخبار»، فإن فريقاً فنياً تابعاً للاتحاد الأوروبي وصل، الأربعاء الماضي، إلى محيط السفينة الجانحة، عبر سفينة لوجستية، وليس سفينة خاصة بقطر السفن، حيث قيّم الأضرار التي لحقت بـ»سونيون» ودرس عملية سحبها، ثم غادر مساء الخميس. وكانت وسائل إعلام دولية قد كشفت، في وقت سابق، عن وجود «خطّة أوروبية» لإنقاذ السفينة، تبدأ بنقل حمولتها ووضعها على متن سفينة بديلة. ولكن ذلك لم يحصل، كما لم يتم الدفع بسفن خاصة بإطفاء الحرائق، علماً أن «مهمة الاتحاد الأوروبي البحرية» (أسبيدس) كانت قد استبعدت نجاح عملية قطر السفينة، قائلة إن «الشركات الخاصة والمسؤولة عن عملية إنقاذ الناقلة سونيون توصّلت إلى أن الظروف غير مؤاتية لإجراء عملية القطر، ومن غير الآمن المضيّ قدماً فيها»، لافتة إلى أن تلك الشركات «تدرس حلولاً بديلة»، من دون تقديم مزيد من التوضيحات.

حمّل الحوثي الولايات المتحدة وبريطانيا مسؤولية المماطلة في قطر السفينة

في المقابل، اعتبرت صنعاء انسحاب السفينة اللوجستية «تنصّلاً» من سحب «سونيون» المملوكة لشركة «دلتا تانكرز» اليونانية للشحن، والتي تحمل على متنها 150 ألف طن من النفط الخام، فيما أفادت عدة مصادر، «الأخبار»، بأن «حكومة صنعاء تدرس سحب موافقتها التي أعلنتها أواخر الأسبوع الماضي بعد تفعيل وساطات دولية وإقليمية ووعود أوروبية، بالبدء بسحب السفينة في غضون أيام إلى موانئ إحدى الدول الأفريقية المشاطئة للبحر الأحمر». وقال مصدر ملاحي في صنعاء، لـ«الأخبار»، إن «الحرائق على سطح السفينة تصاعدت بشكل كبير خلال الأيام الماضية، وتكاد تقضي على حمولة السفينة من النفط الخام البالغ نحو مليون برميل»، لافتاً إلى أن «مؤشرات حدوث تسرّب نفطي منعدمة حتى الآن»، وأن «الولايات المتحدة حاولت استخدام السفينة للضغط على صنعاء، مستخدمة التسرّب النفطي كوسيلة لإجبارها على تهدئة عملياتها العسكرية البحرية ضد السفن المرتبطة بالكيان الإسرائيلي». وتبيّن ذلك خصوصاً في ضوء طلب الاتحاد الأوروبي هدنةً في البحر الأحمر تحت مبرّر إتاحة المجال للسفن اللوجستية التابعة للتكتّل لقطر السفينة وسحبها لتجنيب «الأحمر» كارثة بيئية محتملة. من جهته، توقّع الخبير الجيولوجي اليمني، عبد الغني جغمان، في منشور له عبر منصة «أكس»، نفاد كمية النفط خلال الأيام المقبلة بسبب تأخّر قطر السفينة.
وفي أول تعليق على مماطلة الاتحاد الأوروبي، حمّل عضو «المجلس السياسي الأعلى» الحاكم في صنعاء، محمد علي الحوثي، الولايات المتحدة وبريطانيا «المسؤولية الكاملة» عن المماطلة في قطر السفينة. وقال الحوثي، عبر منصة «اكس»، «قد نفكّر في إعادة النظر في قطر سفينة سونيون، مع تحميل أميركا وبريطانيا المسؤولية الكاملة عنها، كما تتحمّل هاتان الدولتان الإرهابيتان مسؤولية كارثة غزة وما نجم منها من إبادة لاشتراكهما في مساندة الكيان المؤقت عملياً».

رشيد الحداد

قد يعجبك ايضا