سوريا: الجيش العربي يبدأ المرحلة الثانية من عملياته العسكرية في إدلب
أطلق الجيش السوري المرحلة الثانية من عملياته العسكرية في ريف محافظة إدلب، وسط تمهيد جوي ومدفعي عنيف بهدف توسيع نطاق سيطرته على محور ريف إدلب الجنوبي، وخلال وقت قياسي سيطرت القوات المتقدمة على منطقتين استراتيجيتين بعد اشتباكات عنيفة جدًا مع الجماعات الإرهابية المنتشرة في المنطقة، فما هو الهدف الأساسي الذي ينوي الجيش السوري تحقيقه من إطلاق هذه المرحلة؟
مصدرٌ عسكري سوري قال لموقع “العهد” الإخباري إنّ ” قوات الجيش المتقدمة تمكنت من السيطرة على بلدة الويبدة شمال بلدة أبو دالي بالإضافة إلى تل خزنة الاستراتيجي في ريف إدلب الجنوبي الشرقي بعد معارك عنيفة مع الجماعات الإرهابية المنتشرة في المنطقة”، مضيفًا أنّ “تلك الجماعات كانت تقوم بالتسلل إلى الويبدة ونصب مرابض الهاون ومنصات إطلاق الصواريخ واستهداف مواقع الجيش من خلالها ما اضطر القوات السورية لتنفيذ عملية عسكرية تمكنت من خلالها السيطرة عليها وعلى تل خزنة الاستراتيجي الذي يشرف على عدد من القرى والبلدات أهمها المشيرفة، التي تعتبر أهم نقاط تمركز مسلحي أجناد القوقاز والتي باتت ساقطة ناريًا”.
وأكد المصدر العسكري أنّ “العملية تمت بغطاء جوي سوري ـ روسي مكثف جدًا، إذ تكفّل الطيران الحربي بضرب مواقع وخطوط إمداد الإرهابيين وقطعها من الريف الجنوبي الشرقي ومهّد عملية التقدم البري للقوات الراجلة”، لافتا إلى أنّ “هذا التقدم يأتي على الجهة الشرقية لمدينة معرة النعمان وبالتالي يسعى الجيش لتضييق الخناق على الجماعات الإرهابية هناك وتقليص المساحات التي تسيطر عليها على هذا المحور”.
وعن الأهمية الاستراتيجية للسيطرة على بلدة الويبدة وتل خزنة قال الخبير العسكري السوري العميد هيثم حسون لموقع “العهد” الإخباري إنّ “المنطقة التي بدأت القوات السورية عملياتها من اتجاهها تهدف للتطويق البعيد لمدينة معرة النعمان الهامة جدًا لتأمين الفصل الكامل بينها وبين الريف الشرقي”، لافتًا إلى أن بدء عملية التقدم يجب أن يتضمن السيطرة على مجموعة من المناطق المحيطة والمرتفعات وتل خزنة أحد أهم هذه المرتفعات”.
وأضاف حسون أنّ “تحرير هذه المنطقة ليس هدف العملية العسكرية وإنما هو البداية للوصول إلى المشارف الجنوبية والجنوبية الشرقية لمعرة النعمان وكسر خط دفاع الجماعات الإرهابية الممتد من جنوب وجنوب شرق معرة النعمان”.
وأكد حسون لـ”العهد” أنّ “وحدات الجيش السوري ستستكمل عملياتها”، وأضاف”هذه السيطرة ليست هدفا بحد ذاته لقوات الجيش وإنما هي مقدمة للعملية الأهم التي تهدف لتكرار ما حصل في خان شيخون عندما تمكنت القوات من التطويق البعيد للمدينة، والذي أدى حين تضييقه لفرار الجماعات الإرهابية من المدينة وتحريرها، خصوصا وأنّ الجيش الآن يملك عدة رؤوس جسور للانطلاق نحو خان شيخون وتطويقها من الاتجاهات الشرقية والجنوبية ابتداءً من أبو الضهور وصولاً لمنطقة حيش وبالتالي بدء عملية التمهيد لقصف جوي ومدفعي على مواقع الإرهابيين في معرة النعمان”.
وختم حسون حديثه لـ”العهد” قائلاً إن “هذه المرحلة من العمليات العسكرية ستشتت جهود الجماعات الإرهابية على الاتجاهين الشرقي والغربي لإدلب، خاصةً وأن العمليات على اتجاه بلدة كباني في ريف اللاذقية لا تزال مستمرة والجيش يوزع جهوده النارية واستخدام القوة على هذين المحورين يهدف لتشتيت تركيز الإرهابيين وإحداث ضغط كبير عليهم يؤدي لخسارتهم على كلتا الجبهتين”.