سنوات عجاف من عمر مملكة الشر في عدوانها على اليمن… هل تتحمل قوى العدوان مزيداًً من الخسائر؟
بعد ست سنوات ونصف السنة من الحرب السعودية العبثية التي شنتها على اليمن من أجل إعادة ما تسميه الرياض “الشرعية”، يبدو أن المملكة تعيش أزمة مرتبطة بعقم إجراءاتها وعدم تمكنها من اجتراح حلول جذرية للتحول في مسار العدوان. ست سنوات ونصف السنة والسعودية تتخبط في رمال اليمن، لا هي قادرة على حسم المعركة عسكرياً لصالحها، وتحقيق أهدافها المعلنة والخفية من وراء الحرب، ولا رضخت لإرادة الشعب اليمني، وللقوى التي تدافع عنه، على وقع الهزائم والانتكاسات التي تمنى بها يومياً، بل زادت تعنتاً وصلفاً، وذهبت للتنفيس عن فشلها في محاولة إيلام الشعب اليمني من خلال المجازر اليومية والغارات المكثفة. منذ شهور والجيش اليمني واللجان الشعبية يتحدثون عن تحرير مأرب، وها هم يومياً يحرزون تقدماً جديداً دون أي قدرة، من قبل السعودية وحلفائها، على وقف هذا التقدم. حيث تمكنت قوات حكومة صنعاء من تحرير العديد من المديريات والمناطق في محافظات مأرب والبيضاء والحديدة وشبوة وتعز.
بالطبع السعودية هي الخاسر الاكبر لانها كانت رائدة العدوان وهي التي اخذت على عاتقها انطلاقا من عملية عاصفة الحزم انهاء ما اسمته الوضع الشاذ الانقلابي في اليمن واعادة شرعية هادي، طبعا هذه الاهداف هي التي ادّعت بها، ولكن اهدافها الحقيقية كانت في السيطرة على اليمن وتثبيت هيمنتها على قراره السيادي الرسمي واغتصاب ثروات اليمن. واليوم، هي تعاني من تداعيات هذه الهزيمة وهذا المغطس الذي اوجدت نفسها فيه، ولم تعد تبحث عن انتصار داخل الميدان اليمني بعد ان اصبح هذا الامر مستحيلا، بل تبحث فقط عن مخرج يحفظ قليلا من ماء وجهها ومن موقعها الذي تدعي انها تشغله على صعيد المنطقة. وحول هذا السياق، اکد مستشار رئیس مجلس الوزراء اليمني ان اطالة الحرب في الیمن هو استنزاف لثروات الدول الخليجية والمستفيد هو شركات السلاح وتجار الحروب وامريكا والكيان الصهيوني والمتضرر هم دويلات الخليج بنهب ثرواتهم واموالهم لمصلحة قوى الاستكبار.
اضاف مستشار رئیس مجلس الوزراء اليمني “حميد عبدالقادر عنتر” أن اليمن سوف يخرج من هذه الحرب منتصرا لانه يحمل راية الحق ويدافع عن قضية ويخوض معركة التحرر والاستقلال ويستمد قوته من الله تعالى ومصدر الهامة الامام الحسين عليه السلام ومن يتخذ من الامام الحسين مصدر الهام لا يعرف الهزيمة.
وتابع سوف يستمر ضرب العمق السعودي وتوسيع الخارطة الجغرافية لضرب كل مدن السعودية حتى يجنح العدو السعودي للسلام ويوقف عدوانه على اليمن. ولفت “عبدالقادر عنتر” الى أن هناك مفاجآت قادمة سوف يتلقى العدو السعودي ضربات موجعة ومؤلمة تتمثل بنسف واستهداف مواقع حيوية واستراتيجية المرصودة في بنك الاهداف تسبب شللاً للنظام السعودي.
واوضح في بداية الحرب العسكرية على اليمن كان الجيش واللجان الشعبية في خط الدفاع الان اصبح في خط الهجوم واسقاط المدن السعودية ونقل المعركة الى العمق السعودي.
بعد ستة اعوام من العدوان العالمي على اليمن لم يحقق العدو اي هدف من اهدافه المعلنة الا تدمير للبنية التحتية واستهداف منازل سكنية ومدنيين وكل هذه الجرائم موثقة من قبل منظمات دولية وسيتم ملاحقة قادة دول العدوان امام المحاكم الدولية. ومضى يقول ان وضع الجيش واللجان الشعبية اكثر قوة من اي وقت مضی، حقق الجيش واللجان الشعبية انتصارات في مختلف محاور القتال وفي العمق السعودي. وفي جانب اخر من الحوار اكد “عبدالقادر عنتر”، ان الامارات ستكون في مرمى القوة الصاروخية وسيتم استهداف دبي وابو ظبي اذا لم تنسحب من اليمن حيث إن ضربة واحدة للإمارات سوف تسبب لها شللاً تاماً وخصوصاً دبي حيث ستغادر كل الشركات والمستثمرين من الامارات وينهار الاقتصاد اذا تعرضت لضربة عسكرية موجعة.
واكد “عنتر” ان الانسحاب من الحديدة من قبل العدو يمثل فشل تحالف العدوان وتخبطه وهو لم يحقق اي انتصار في الميدان وهذا الانسحاب هو ثمرة صمود وثبات الشعب اليمني البطل المقاوم الصامد صموداً اسطورياً وربما سيكون الانسحاب بتوجيهات من دولة الاحتلال الامارات لان قواتها مهددة للاستهداف من قبل الجيش واللجان الشعبية.
وفیما یخص الاوضاع في مأرب اوضح انها الان مطوقة من كامل الاتجاهات وتم اتخاذ القرار من القيادة لاستعادة مارب وعودتها الى حضن الوطن لانها تمثل العمق الاستراتيجي لليمن وفيها كل مصادر الثروة والطاقة الذي يعتمد عليها المرتزقة.
تحرير مأرب وعودتها الى حضن الوطن يمثل هزيمة لتحالف قوى العدوان ومن خلفهم قوى الاستكبار العالمي وبالتالي سوف يوقف العدوان وتدخل اليمن مرحلة سياسية جديدة ويتم التفاوض من مصدر قوة بين القوى الوطنية والقوى المرتهنة للعدوان.
وختم عبدالقادر عنتر بالقول، “ان النصر حليف اليمن وهزيمة كبرى ومدوية لقوى الاستكبار العالمي، إن الحرب منذ بداية العدوان هي امريكية- صهيونية ودول العدوان هم ادوات لتنفیذ المشاريع الامريكية في المنطقة”.
واليوم يرى العديد من المراقبين أن فشل العدوان السعودي على اليمن في تحقيق أهدافه بات أمراً مفروغاً منه، لأعداء السعودية وحلفائها، والحديث لم يعد يتعلق بما تخطط له الرياض عسكرياً لحسم المعركة لمصلحتها، بل يتركز حول الطريقة التي يجب أن تخرج بها من هذه الحرب، بعد استنفاد جميع الطرق والوسائل التي يمكن لأي طرف استخدامها في أي حرب يخوضها. فالسعودية حشدت برياً وحاصرت من البحر والجو، وشنت عشرات آلاف الغارات واستخدمت مختلف أنواع الأسلحة والصواريخ والآليات، ولم تستطع ليس فقط التقدم في مشروعها، بل خسرت معظم مكتسبات حلفائها بفعل التوسع الجغرافي للقوات اليمنية واللجان الشعبية
هل تحتاج مملكة الشر حقاً لمن يذكرها بأنه مضى على اعلانها الحرب على اليمن سبع سنوات عجاف لم تحصد فيها غير الدمار والقتل والإجرام والحصار لشعب بأسره دون أفق للنصر أو الخروج من هذا النفق المظلم الذي أدخلت نفسها فيه. ألا يدرك هؤلاء حقاً أنهم فشلوا فشلاً ذريعاً في تحقيق جملة أهدافهم التي رجوها من وراء إعلان الحرب على اليمن. أليس الأحرى بحلفاء “ابن سلمان وابن زايد” واستخباراتهم وقادتهم العسكريين والسياسيين بدلاً من بيع الوهم لأسيادهم أن يخبروهم بأن الاستمرار في هذه الحرب سيتحول للعنة لن ينجو منها “آل سعود وعيال زايد”. ألم يشاهد حكام الرياض وأبوظبي ما يحصل اليوم مع الأمريكان في كابل وكيف تحولت القوات الأمريكية من مهاجم ينتهك سيادة أفغانستان ويقتل أهلها منذ عقدين من الزمن إلى هارب ترك وراءه كل شيء لينجو من الموت الذي يرى أنه على بعد يومين منه فقط أي في الـ31 من هذا الشهر. قد تبدو دعوة السفير الأمريكي الأسبق في الرياض قاسية نوعاً ما بالنسبة لحكام “آل سعود” لأنه لم يكتفِ بدعوتهم للانسحاب من اليمن بل دعاهم للاعتراف بأنهم فشلوا في هذه الحرب التي لم يكونوا أهلاً للدخول فيها.
* المصدر : الوقت التحليلي