سننهض رغم التحديات..بقلم/زيد البعوه
في الشهر الأخير من العام الخامس للعدوان وقبل دخول العام السادس وفي الوقت الذي فيه تتشابك كل أنواع الصراع مع بعضها لهدف واحد وهو استعمار اليمن أرضا وإنسانا ظهر السيد القائد في جمعة رجب وتحدث بكلام الواثق ومن موقع التجربة وموقع القيادة الحكيمة والشجاعة والصادقة مخاطباً الشعب اليمني الصامد قائلاً(أنا أقول لشعبنا العزيز ببركة الهوية الإيمانية، ما بقي لنا منها، وما يبقى لنا الآن، وما علينا أن نعززه، وما علينا أن نسعى لاستكماله، سننهض بإذن الله -سبحانه وتعالى- نهضةً حضارية نحقق لبلدنا الاستقلال التام، ونحقق لنا كشعبٍ يمنيٍ الحرية والاستقلال والعزة والكرامة) ثم وجه نفس الكلام وبنفس المنطق والقوة إلى دول العدوان قائلاً(ننصح النظام السعودي والنظام الإماراتي أن يوقفوا هذا العدوان، أن يتركوا هذا البلد وشأنه، هذا البلد لا بدَّ له أن يكون بلداً مستقلاً مهما كان حجم التضحيات) كل هذا يؤكد على أن السيد القائد يخاطب الجميع بلهجة قرآنية مضمونها “اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم”.
حين قال السيد عبد الملك الحوثي هذا الكلام قاله من واقع الشعور بالثقة بالله ومن واقع خطة عملية تجري على قدم وساق نحو النهوض في كافة المستويات ومن واقع تشهد له المعطيات الميدانية بأحداث ومستجدات تثبت أن هناك حالة من النهوض العملي قائمة بالفعل يلمسها العدو قبل الصديق فبالرغم من حجم الهجمة التي تستهدف اليمن واليمنيين من قبل دول تحالف العدوان وفي مقدمتها أمريكا والسعودية والإمارات عسكرياً واقتصادياً وفي مختلف المجالات إلا أن الشعب اليمني استطاع أن يقهر التحديات ويتغلب على الصعاب ويتعامل مع أنواع الصراع المتعددة بمسؤولية ويخوض معركة الدفاع ومعركة الهجوم ومعركة النهوض في وقت واحد.
وبينما السيد القائد يتحدث عن الهوية الإيمانية وعن وضع الإمة الإسلامية وعن المخاطر التي تحيط بها وعن العدوان على اليمن وصمود الشعب اليمني لخمس سنوات من العدوان والحصار في كلمة جمعة رجب وجه نصيحة لدو العدوان وخص بها السعودية والإمارات لوقف عدوانهم على اليمن لكن هذه النصيحة كانت مختلفة عن غيرها لأنها قائمة على القوة والثقة وترافق مع النصيحة تأكيد قاطع على أننا مستمرون في الصمود والجهاد والتحرر والاستقلال والنهوض حتى ونحن في نهاية العام الخامس من العدوان وحتى وان استمر العدوان وهذه رسالة باليستية للعدو مفادها أن كل ما فعله في الأعوام الماضي لم يضعف الشعب اليمني وانه مهما فعل بعد اليوم فلن يؤثر على مسيرة نهوض هذا الشعب.
هناك الكثير من العوامل التي تثبت صدق وحقيقة ما أكد عليه السيد عبد الملك وقد ذكر هو بعض منها حين قال في كلمته الأخيرة أن تمسك الشعب اليمني بهويته الإيمانية عنصر رئيسي وأساسي في صمود وتماسك هذا الشعب في مواجهة العدوان أضف إلى ذلك عدة عوامل مهمة جداً تكمن في الثقة بالله والاستعانة به وفي القضية المحقة والمنهج القائم على الثقافة القرآنية والقيادة الحكيمة والشجاعة والصادقة وهناك أيضا عوامل أخرى منها العزيمة والإرادة وروح المسؤولية والعمل الجهادي المستمر والتضحيات العظيمة والمواقف المحقة جميع هذه العوامل تؤكد أن السيد القائد يتحدث من واقع مشحون بالمعطيات الحقيقية القادرة فعلاً على النهوض بهذا الشعب كيفما كانت التحديات.
النهوض الذي تحدث عنه السيد القائد هو نهوض شامل في شتى المجالات ولا يقتصر على جانب معين دون الجوانب الأخرى وقد لاحظ الأعداء كيف أن الشعب اليمني استطاع أن يقهر التحديات وان يصنع المعجزات على سبيل المثال في الجانب العسكري حين تمكن أبطال اليمن رجال الجيش واللجان الشعبية في وحدة التصنيع العسكري من صناعة منظومات عسكرية قوية ومتطورة وفتاكة وصناعة طائرات مسيرة متعددة المهام وتطوير القدرات العسكرية بشكل مذهل وفي ظروف استثنائية يمر بها اليمن نتيجة العدوان والحصار وهذا يثبت ويؤكد أن الذي يملك العزيمة واستطاع أن يصنع كل هذا لا شك أن بمقدوره النهوض أيضا في مختلف المجالات مهما كان حجم التحديات.