”سنظفر بهم؟“ هذه العبارة القصيرة وردت في خطاب سماحة السيد القائد/عبدالملك بدر الدين الحوثي (يحفظه الله) خلال تدشين اسبوع الشهيد في جامع الشعب في العاصمة صنعاء بداية الشهر الهجري جماد الأول وجاءت ظمن حديثه عن الوضع في غزة،لا اظن أن حكومة الكيان الصهيوني لم تسمع الخطاب أو أنها على اقل تقدير لم تقف عند الموضوع من الخطاب فيما يتعلق بالحرب الدائرة وذلك مُستبعد تماماً،الكيان الصهيوني يأخذ كل كلام فيه إشارة إليه من قبل السيد عبدالملك الحوثي ومن السيد حسن نصرالله على محمل الجد ويتم دراسة أبسط العبارات فيه وربما لديه خبراء يقومون حتى بترجمة اللهجات حتى يكون على دراية تامة بكل جزئيات هذا الخطاب أو ذاك،لكن الشيء الوحيد الذي جعلني في حيرة هو، كيف أن الكيان الصهيوني لم يلتفت إلى هذه العبارة؟ وهل سمع اصحاب القرار في الكيان الصهيوني خطاب الحوثي؟ هل تم ترجمة عبارة الحوثي ”سنظفر بهم“ ترجمة صحيحة؟ هل سقطت عبارة ”سنظفر بهم“ أثناء طباعة الخطاب من قبل المعنيين في الكيان الصهيوني؟ وهل وهل وهل الخ…….؟ أعتقد أن العبارة واضحة جداً ولا غموض فيها إطلاقاً ولا تحتمل أكثر من معنى،ان كان الإسرائيلي لم يسمع أو يقرأ خطاب السيد الحوثي فهذا هو الفشل، وان تم تفسير العبارة ”سنظفر بهم“ خلاف معناها الحقيقي فهذا هو الغباء بعينه،وان سمعها المعنيين في الكيان وقفزو من عليها أو تجاهلوها فهذا هي المُصيبة، العبارة جاءت في سياق حديث السيد الحوثي عن التهديد للكيان الصهيوني بالاستهداف من قبل القوات المُسلحة اليمنية لأي سفنة تابعة للكيان وهذا معناها أن العبارة لا تحتمل تأويل وهذا هو المقطع الذي جاءت هذه العبارة فيه على لسان السيد الحوثي ”في البحر الأحمر، وبالذات في باب المندب، وما يحاذي المياه الإقليمية اليمنية، عيوننا مفتوحة للرصد الدائم، والبحث عن أي سفينة إسرائيلية، ولعلم الجميع، وليعرف الكل، أنَّ العدو الإسرائيلي يعتمد في حركته في البحر الأحمر، وبالذات من باب المندب، على التهريب والتمويه، ولم يجرؤ أن يرفع الأعلام الإسرائيلية على سفنه، هو يهرِّب تهريب، ويغلق أجهزة التعارف، ولكن مع ذلك لن يفلح، سنبحث حتى نتحقق من السفن التي هي تابعةٌ له، ولن نتوانى عن استهدافها، لكن ليعرف الكل أنه خائف، وأنه يعتمد هذا الأسلوب، وهذا يدلل على مدى جدوائية وتأثير موقف بلدنا وشعبنا، وتأثيره على العدو الإسرائيلي، هو خائف إلى هذه الدرجة، في الوقت الذي يرفع الأعلام الإسرائيلية في سفاراته في دول عربية، وفي عواصم دول عربية، لا يجرؤ أن يرفع العلم الإسرائيلي على سفن يمر بها في البحر الأحمر، أو من باب المندب، بل يرفع أعلام دول أخرى؛ ليموه على سفنه، ويغلق أجهزة التعارف حتى يسعى لئلا يتم رصدها، ولكن- إن شاء الله- سنظفر- بتوفيق الله “سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَى”- بهم، وسننكل بهم، وفي أي مستوى تناله أيدينا وإمكاناتنا، لن نتردد في استهداف العدو الإسرائيلي، هذا موقفنا المعلن والصريح والواضح، وليعرف به كل العالم.“ لم يمضي أكثر من 5 أيام بين خطاب السيد الحوثي وبين العملية التي نفذتها القوات البحريه اليمنية التابعة لحكومة صنعاء يوم الأحد الموافق الـ 9 من نوفمبر في البحر الأحمر ضد إحدى السُفن التابعة للكيان الصهيوني والتي تم اقتيادها إلى السواحل اليمنية مع طاقمها الذي يزيد عن 50 شخصاً حسب معلومات أولية، وما بين عبارة السيد الحوثي ”سنظفر- بتوفيق الله “سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَى”- بهم،“ وبين إعلان الناطق باسم القوات المُسلحة اليمنية في صنعاء الذي جاء ظمن ما ورد فيه ”ظفرنا بهم“ نكون أمام عدة حقائق منها،أن الذي قال هذه العبارة ليس زعيماً كبقية زعماء العالم وليس عالم دين كما هو حال العلماء”موعظ” فقط ولم يُطلق هكذا عبارة لمُجرد الاستهلاك الكلامي، فهو ان قال فعل، وفي الغالب أفعاله تسبق الأقوال،هذا هو القائد الذي تحتاج إليه الأمة، هذا هو القائد الذي يعى ما يقول ويعرف كيف يوجع الخصم، هذا هو الذي يقف الموقف الصحيح والمسؤول مع قضايا الأمة من منطلق الإيمان والأخلاق والمسؤولية،هذا هو الرجل الذي يعرف كيف يُساند المُجاهدين في فلسطين عملياً من خلال مواقف ملومسةً في أرض الواقع، هذا هو الوقوف مع فلسطين ودعم فلسطين والانتصار لفلسطين، ”سنظفر- بتوفيق الله “سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَى”- بهم،“ ما ابلغها من عبارة وما اعمقها من عبارة وما اصدقها وما أسرع تحقيقها، عبارة تُعتبر عن الثقة المُطلقة بالله تعالى جاءت من رجل كبُر الله في عينه فصغُر كل من سواه،رجل لا يخشى في الله لومة لائم ولا يخاف أحداً إلا الله، الكيان الصهيوني هذه المرة سواءً لم يسمع الخطاب أو تجاهل الخطاب أو لم يأخذ الخطاب على محمل الجد تلقى صفعةً قوية جداً في البحر لن يخرُج منها بدون خسارة،كان المفروض ان الكيان الصهيوني بعد خطاب السيد الحوثي أن يُحاول قدر الإمكان أن لا يصطدم مع الحوثيين، الكيان الصهيوني تعرض لضربات موجعة
في عمق كيانه على ايدي الحوثيين في عمليات عدة من قبل القوات المُسلحة اليمنية وخصوصاً الصاروخية وسلاح الجو المُسير إلا أنه اخفاها عن العالم رغم الوجع الذي أصابه نتيجة تلك الضربات،لم يكُن في حاجة إلا المزيد من الانتكاسات على ايدي الحوثيين، نستطيع القول أن الكيان الصهيوني من بعد عملية طوفان الأقصى فقد توازنه واصبح يتخبط وبدأ غير قادر تماماً على قيادة المعركة واتخاذ القرارات المُجدية، هذه تُعتبر فلته أيها الصهاينة وتُضاف إلى الفشل الصهيوني على كل الأصعدة، لكن هل بعد إحتجاز الحوثيين للسفينة الإسرائيلية هل بات يُدرك الصهاينة تماماً من هو السيد الحوثي ومنهم الحوثيين وماذا يعنى كلام السيد الحوثي، على كيان العدو الصهيوني أن يقوم بتخصيص افضل الكوادر لديه وان يقوم بتفريغهم من أي اعمال آخرى وان تكون مهمتهم الأساسية هي الجلوس أمام شاشة المسيرة الفضائية للاستماع بكل انصات لما يقول السيد الحوثي بخصوص فلسطين، الرسالة اليمنية وصلت ايلات ولكن الكيان الصهيوني لم يقرأها بالشكل الصحيح،وما حدث للسفينة الإسرائيلية هي الرسالة الثانية من جهة اليمن فهل يقرأها الصهاينة قراءة صحيحة وذلك من مصلحتهم ام سيتم تجاهلها كما هو الحال للرسائل التي وصلت ايلات، ”سنظفر- بتوفيق الله “سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَى”- بهم،“ يجب أن يتوقف الكيان الصهيوني عند هذه العبارة كثيراً من الوقت ويُعيد تفسيرها كما هي فهي واضحة جداً وكانت مُجرد رسالة وقد وصلت ليس إلى الكيان الصهيوني فحسب بل يجب على كل من يقف إلى جانب هذا الكيان أن يرجع إلى خطاب السيد الحوثي ويقرأ كل تفاصيله قبل أن يُحدث له نفس ما حدث للكيان فالخطاب يحمل في مضمونه الكثير الكثير من الأسرار التي لها تأثيرات سلبية بعيدة المدى على الكيان الصهيوني ومن يقف إلى جانبه وحذاري حذاري من القراءة الخاطئة والتفسير المعكوس لخطابات وتهديدات السيد الحوثي فذلك ليس من مصلحة الكيان وحلفائه،وعلى هذا الكيان الصهيوني الهش الخروج من مُستنقع غزة بهذه الخسائر قبل أن تتعاظم أكثر فلا يستطيع حينها إلا الخروج من فلسطين كل فلسطين والعودة من حيث آتى إن تمكن أن يخرج ما لم فإن فلسطين سوف تكون بمثابة مقبرة جماعية كُبرى لهؤلاء الصهاينة وغداً لناظره قريب.