في خطابٍ تطرَّقَ إلى كُـلّ القضايا، أطل علينا قائدُ الثورة وَاضعاً النقاط على الحروف، بدءاً من أهميّة إعلاء قيم وَيوم المناسبة الدينية العظيمة التي ألقى فيها الخطاب، المناسبة التي أعادت المسيرة القرآنية إلى الحاضر اليمني والارتباط بتاريخها المنسي كعلامة فارقة في تاريخ الرسالة المحمدية، وفي ظل التفريط الكبير ناحيتها، وجّه القائد دعوةً إلى إعادة الاعتبار والارتباط بها.
وإلى فريضة الحج المقوَّضة دلالاتُها وعالميتُها مع سبق الإصرار وَالترصد، جدّد القائدُ تنديدَه بهذا الجرم الخطير وَفند المبرّرات والذرائع التي سيقت إليه، وَأصدر حكمه بعدم إقناعها ولا مشروعيتها، وَإن صفقت لها الأيادي بنجوى المصالح والنفاق، ذات الأيادي التي تكفلت “سيف القدس” بفرزها، وَفيها حجزت اليمن موقعها المتقدم في معسكر الانتصار للقضية وَالحق المغتصب، فيما تموضع أعداء اليمن في مقدمة المحاربين له، وَما لم يصل إليه الكيان الصهيوني الغاصب من شخوص قادة المقاومة طالته يد بني سعود وَرمت به في دهاليز سجونها؛ قرباناً لبني يهود.
يعيد القائدُ تذكيرَ أعراب نجد بطياريهم مجدّدًا مبادرته العظيمة التي تعزز من أممية مسيرة ومسار هذا القائد وَشعبه.
كيف لا؟!، وَقد حلق بنا إلى أفغانستان المسلمة وَقدّم منها درسين، أولهما يتعلق بعجز وضعف أمريكا، وثانيهما مآلات مَن اعتمد عليها وكيف رمت به إلى قيعان الخُسران والفشل والضياع، وَهي دروسٌ في متناول أدواتها في الإقليم وَفي اليمن، والمصيرُ نفس المصير.
وعن لبنان المقاوَمة وَسيدِها وَرجالها، جدَّدَ السيدُ موقفَ شعبِه المنحاز إلى جانبها وَكُـلّ محور المقاومة، وَبثقة المؤمن العميقة بالله أكّـد أن لا قلق على حزب الله، وَلا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
إنما الحزنُ وَالخوفُ والخسران مصير الخونة من أبناء البلد الذين يسمون أنفسهم شرعية في ما كُـلُّ قراراتهم وتصرفاتهم ضد أبناء الشعب اليمني، قالها قائدُ الثورة نيابةً عن شعبه الذي يكتوي بنار الحرب والحصار وَأوهام السلام بمقاصده الأمريكية وَالتي تعني استسلاماً وقبولاً بالاستباحة للأرض والقرار، وَهذا أمرٌ غير مقبول، قالها السيد من وحي “هيهاتَ” وَهو يعيدُ تعريفَ مفهوم السلام الحقيقي والشامل وَيرسُمُ طريقَه التي يجبُ أن تكون.
وفيما لا يزالُ العدوُّ يقامرُ في عبور هذا الطريق، وصف القائدُ لشعبه مستحضرَ السلام برسم الاستمرار في المواجهة ودعاه إلى التحَرُّك عسكريًّا وَسياسيًّا وإعلاميًّا وفي كُـلّ المجالات للتصدي للأعداء بثباتٍ دون ضَعف أَو فتور.