سليماني هل سيكون آخر مسمار في نعش التواجد الأمريكيّ بالشرق الأوسط؟ بقلم/ أحمد محمد الدفعي
سليماني هل سيكون آخر مسمار في نعش التواجد الأمريكيّ بالشرق الأوسط؟
بقلم / أحمد محمد الدفعي
في مغامرةٍ استراتيجيةٍ أقدمت عليها الولاياتُ المتحدة الأمريكيّة باغتيال ثاني أكبر رجل في إيران، المجاهد قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، في الحرس الثوري الإيراني، وهو برفقة نائب رئيس الحشد الشعبي العراقي مهدي المهندس، في مطار العاصمة العراقية بغداد، فجرَ الجمعة، وبعد عدة ساعات من اغتيال القائد سليماني، أعلنت وزارةُ الدفاع الأمريكيّة “البنتاغون” عن مسئوليتها الكاملة عن اغتيال القائد سليماني والقائد العراقي المجاهد مهدي المهندس.
في الحقيقةِ الأمريكيّين دخلوا في ورطة لا سابق لهم بها، وأصبحوا ينظرون إلى أن الموتَ يأتيهم من كُـلّ مكان وما هم بميتين، بل يعيشون الخوفَ والرعبَ حتى ينظرون إلى تقهقرهم وهزيمتهم النكراء، في المنطقة العربية.
ومن خلال متابعتنا وتقييمنا للموقف الأمريكيّ، بعد إعلان البنتاغون مسئوليةَ أمريكا عن هذه الجريمة، فقد ساد الإرباكُ والتخبطُ أوساط المسئولين الأمريكيّين، وظهر أن المعارضين أكثرُ من المؤيدين لاغتيال قاسم سليماني، ويعرفون أنهم انزلقوا إلى فك تمساح بحري.
وما إعلانُ البنتاغون وتصريحات بعض المسئولين الأمريكيّين وتفاخرهم بهذا الاغتيال، إلّا من باب المقامرة، والظهور على أنهم غيرُ متخوفين من الرد الإيراني، ومن تجاوزاتهم للخطوط الحُمر مع خصومهم.
الواقعُ تغيّر والمعادلات تغيرت، فأمريكا أصبحت محل كرة لأكثر دول العالم، ولن تجد لها مناصرين هذه المرة سوى من يتخذونها إلهاً من دون الله، وهم الأعراب الخليجيون، وزمنُ العربدة الأمريكيّة في المنطقة العربية ولّى بلا عودة إن شاء الله، فثمنُ اغتيال القائد المجاهد مهدي المهندس هو تخلص العراق من الوجود الأمريكيّ، وثمن اغتيال القائد سليماني قد يكون قطع يد أمريكا وهيمنتها من الشرق الأوسط، الذي باتت تنهب ثروات الشعوب العربية، دون حسيب أَو رقيب، والأنظمة والكيانات العربية العميلة، ما هي إلّا بضاعة أمريكيّة، انتهت صلاحيتها وقريباً سترد إليها، إن لم تحرق في مزابل القمامة.
واستئصالُ السرطان الصهيوني من الجسد العربي، الهدفُ والغايةُ التي سعى لها الشهيدُ قاسم سليماني، هي الأمنية التي سيحقّقها محورُ المقاومة للشهيد سليماني، كما حقّق الشعبُ اليمنيُّ، آمالَ الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي -رضوانُ الله عليه-، بقطع يد أمريكا وأذيالها من اليمن، وإن شاء اللهُ نحن ماضون حتى تحرير القدس الشريف واستئصال الغُدة السرطانية من الوجود.