سر الصمود والطمأنينة ..
عين الحقيقة/ عبدالحميد تاج الدين
ما الذي كان يمكن ان يكون لو لم تكن لدينا كيمنيين هذه الثقافة الايمانية بفضل الله وفضل أنصار الله ؟ بالتأكيد النماذج العربية جاهزة أمامنا ونراها يومياً ، فلا يوجد شعب وبلد تعرض لمثل ما تعرضنا له خلال العامين ، ومع ذاك لازال اليمني شامخ وصامد ولا يتأثر وكأنه في أول يوم للقصف والحصار!!!
فكروا ملياً ، مالذي يجعل شعب فقير بسيط يصمد ويتحدى المعتدين عليه وهم حلف من أكبر الدول الاستعمارية في العالم ، وأحدث الأسلحة المتطورة وآلاف القنابل المتساقطة عليه كل ساعة ومئات الزحوفات في كل المنافذ يوميا !! ، وحصار خانق ومراقبة بالاقمار الصناعية جواً ، ورقابة بحرية وحواجز برية!! كل هذا ولم يؤثر فيه ولازال في عنفوانه يتحدى! لعلمه أن المعركة مصيرية!! ، لن نخوض في تفاصيل الأسباب فقد ذكرناها عشرات المرات من التربية الايمانية الى الحشود القبلية والقوافل الغذائية الذاتية وغيرها، انما الأهم هو سبب كل هذا هو التربية القرآنية للناس والا ما صمدوا اسبوعاً واحداً !! والشواهد كثيرة ، وكل هذا يتبلور في ان الشعب البسيط صار من الوعي بحيث يعرف عدوه حق المعرفة! ، نعم لا تستغربوا ، فحال البلدان العربية التي هي ضمن الاستهداف ” المقصود ” من الصهاينة، لازالوا عميان البصيرة للآن! ، فرغم انهم هاجروا وفروا من بيوتهم وقراهم وتركوا بلدانهم هربا من المجازر الداعشية والبربرية والتنكيل ، وهاموا على وجوههم في البحار هرباً لأوروبا وغيرها وصاروا على عناوين الاخبار يومياً ، الا أن اغلبهم حتى اللحظة لم يعرف عدوه حق المعرفة! أو لا يعرف لماذا كل هذا أصلا ً !! ، وهذه من المصائب الكثيرة التي ابتلينا بها فكريا ً كنتيجة للتأثير الصهيوني على عقولنا منذ الصغر ، حين نستبعد نظرية المؤامرة والعدو الأول لا إراديا ! ونبحث عن مسببات بسيطة لما نحن فيه وندعي ذلك نوع من الوعي والثقافة! ، وهاهم حتى الان ، لم يستوعبوا الدروس ولازالوا يهرعون للعدو الذي فعل بهم كل هذا وينتظرون منه الفرج! بشكل يبعث على الحسرة والأسى معاً ، أما اليمنيون فصاروا اكثر دراية ووعي ، بعدوهم الذي يحاربهم منذ، سنين بالسلاح ، بالتعليم بالإعلام ، ظهر وبان عدوهم في هذا العدوان ، الذي كان يعاديهم في كل هذه المجالات! ، وهذا يفسر صمود الجبال البشرية قبل جبال الأرض الشامخة تحت آلاف الصواريخ ، انه شعب يؤمن بقضيته وقرر نفض الغبار عن الوصاية اللعينة التي كانت تحكمة من عقود وطرد أذيالها ليس لخارج الحدود فحسب ، بل لمزبلة التاريخ ، ولأجل هذا قام العالم كله ضده يقتل ويقصف ويحاصر ، والعالم صامت بل يكاد لايدري بعدوان هو الأبشع في هذا القرن ! ، والا لماذا كل هذا الاعتداء والحصار والدمار والمليارات الهائلة التي تهدر ولازالت في هذا العدوان من سنتين؟ اجيبوا على أنفسكم ، وافتخروا بأنكم يمنيون ، فهاهم اليمنيون يسطرون الملاحم في دفاعهم عن وجودهم ضد أقوى مجرمي الأرض ، وانها أيام من أيام الله يسطرها التاريخ ، وسيكون له من الشأن العظيم مستقبلاً بحجم مظلوميته ، فلك الله يا شعب الايمان والحكمة ، يا أمل العروبة كلها في الخلاص من الطاغوت الشيطاني الجاثم عليهم ومصدر كل مآسيهم ، والله اكبر فوق كيد المعتدي.