سذاجة الإخوان سبب رئيسي في انقراضهم
سذاجة الإخوان سبب رئيسي في انقراضهم
محمد محسن الجوهري
خسر تنظيم الإخوان كل معاركه في الوطن العربي، وسقطت كل الأنظمة الموالية له خلال أقل من ثلاث سنوات من موجة الربيع العربي، والسبب الرئيسي في ذلك سذاجتهم، وتعاملهم السطحي مع خصومهم، وعدم قدرة القيادة على التفريق بين الحليف والعدو.
ولنا في الرئيس المصري الراحل محمد مرسي نموذج عملي على غباء الإخوان وسذاجتهم، فبمجرد وصوله إلى السلطة في يونيو 2012، هُرع إلى الرياض بعد أقل من أسبوعين، ليقدم الولاء والطاعة لحكام نجد، ظناً منه أنهم رموز الإسلام وحماته، فكانت النتيجة أن استغلوا ثقته بهم للإطاحة به وبتنظيمه السياسي.
كما لا أدل على غبائه من تكليفه لعبد الفتاح السيسي بمنصب وزير الدفاع، وهذه نقطة أخرى تثبت غباء التنظيم، وبعده عن الدين والإسلام، لأن المؤمن -كما حكى الرسول صلى الله عليه وآل وسلم- يرى بنور الله، أما بالنسبة لمرسي فقد كان يرى بنور الشيطان، الذي تجلى في انقلاب 30 يونيو الذي عصف بالإخوان، وشردهم في مشارق الأرض ومغاربها.
ويبدو أن حالة السذاجة معدية لكل من يعتنق فكر حسن البنا، فتنظيم الإخوان في اليمن – حزب الإصلاح- لا يقل عن إخوان مصر غباءً وسطحية، ولنا في تحالفهم مع الرياض، بعد أقل من عامين من طردها لهم من حكم مصر، لدليل كافٍ على عدم استفادتهم من الدروس، فكانت النتيجة هنا أن رفعوا شعار “شكراً سلمان” ليجزيهم جزاء سنمار، ويبدأ هو وحلفاؤه بتصفيتهم في الشوارع والطرقات في كل المحافظات اليمنية المحتلة.
ولو أننا تعمقنا في دراسة واقعهم، لوجدنا الآلاف من الشواهد على سطحيتهم السياسية، وبعدهم العملي عن الإسلام، وبأنهم مجرد تنظيم سخيف مسخر لخدمة أعداء الله، وقد جعلوا من أنفسهم مطية لكل المشاريع المعادية للإسلام، ويكفي أن لبريطانيا اليد الطولى في توجيه تحركاتهم الحزبية، وترفض حتى اليوم نقل قيادتهم العالمية من لندن إلى أي بلدٍ إسلامي، حتى يتسنى لهم برمجة الإخوان حسب المصالح الغربية.
ولأن قرارهم ليس بيدهم، فإن مشاريعهم تنتهي دائماً بالفشل، كما حدث لهم في مصر واليمن منذ عام 1948 وحتى اليوم، ولا أمل لهم في تحقيق أي انتصارٍ فعلي لصالح الإسلام والمسلمين، لأن الهدف البريطاني من تأسيس الجماعة هو تفريق المسلمين من الداخل، والحيلولة دون تحقيق وحدة إسلامية قد تضر بمصالح الغرب في الوطن العربي، وهذا ما كشفه ثروت الخرباوي، القيادي السابق في إخوان مصر، وألف حوله كتابه الشهير “سر المعبد”، والذي حكي كيف أن قيادة الإخوان مسيرة من الغرب لنشر الكراهية والأحقاد بين المسلمين، وليس لها أي طموح في نصرة الأمة بمواجهة أعدائها من اليهود وغيرهم.