” زعكمة .. وصاحب الحمار “….بقلم/ علي أحمدجاحز
لا اعتقد ان ثمة من لايزال غافلا عما جرى وما يجري واين كنا واين اصبحنا في معركتنا مع العدوان والحصار، اعتقد ان العجائز صارت على دراية واسعة ووعي عميق واطلاع مواكب لكل ذلك بل ربما بات لديهن تصور وقراءة لمآلات الامور ومقاربة قوية للنتائج .
أي مغفل هذا الذي لم يدرك بعد ان المرحلة التي نعيشها هذه الايام هي مرحلة ( الناس خارجيين من سوق العدوان ) حتى يركب حمار الحماقة والغباء ويتجه الى هذا السوق ؟
لا اعتقد ان ( زعكمة ) نفسها ممكن ان تدخل السوق في هذه المرحلة ، برغم انها صاحبة المثل الاعلى في هذا النوع من الحماقة والغباء .
صحيح ان ( زعكمة ) كانت تريد ان تتميز عن الناس وتنفذ الذي في راسها ، حين اصرت على ان تدخل السوق في الوقت الذي كان الناس خارجين منه ، لكن السوق يومها لم يكن سوقا معيبا ولم يكن دخوله فضيحة ولا جريمة ، فقط كانت مشكلة زعكمة انها جاءت متأخرة وقد فاتها السوق والتسوق ولن تخرج بفائدة .
كانت حالة ( زعكمة ) مثيرة للشفقة والسخرية ، ولهذا صارت مثلا ، غير ان حال من ركب حمار الحماقة ويمضي بخطى مختالة نحو ( سوق العدوان ) تثير الريبة والغرابة ، سيما ان هذا السوق بات مستنقعا قذرا فاحت جيفة فشله وخيبته وخسائره، وغطى على اجوائه غبار الشجارات والمشادات والنهب والنهب الاخر والاهانات والاتهامات ، واصبح كل من دخله غارقا وسط ورطة لا هو الذي سمح له بالخروج ولا هو الذي قادر يستمر داخله .
فما الذي يجعل هذا المغفل يصر على دخول السوق ، مع العلم ان كل من في السوق كانوا في السابق اعداءه وقد فعلوا به وتركوا ، وحين دخلوا السوق تركوه واعتبره الناس منتصرا ، وكان الناس يضعونه على رؤوسهم ، فلماذا يصر على الغرق مع من غرق ياترى ؟
لا احبذ ان استبق الاحداث ، ربما هناك شيء ما براسه سوف نفهمه لاحقا ، فنحن نعرف من زمان دهاءه وذكاءه وحنكته ، ولهذا اتوقع انه سيفاجؤنا ويعدل عن دخول السوق .
في واقع الامر ،
اليمن على اعتاب مرحلة مفصلية وبفضل الله بات الانتصار والفرج على مقربة من متناول الشعب العظيم الذي صبر وصمد وثبت على ترابه وارضه وتحدى كل الاعاصير والعواصف ، وبذل خيرة شبابه وضحى بكل غال ونفيس لينتصر ويقف بوجه محاولات تركيعه التي يقف وراءها العالم بين مشارك ومؤيد ومتواطئ ، وهذه المحاولات فشلت وتكسرت امام صخرة بطولات الجيش واللجان الشعبية العظماء .
وهذا يتطلب من كل الشرفاء في هذا الوطن الغالي ان يصمدوا ويعززوا الصمود و يرفعوا حالة الثبات الى اقصاها كما عودنا هذا الشعب العظيم دائما في كل مرحلة ، وخلال حالة الثبات العالية هذه يتحتم على كل الاطراف السياسية ان ترتب الوضع الداخلي سياسيا واداريا واقتصاديا وامنيا ، لتعجيل النصر ولترتيب ما بعد النصر ايضا .
خطوات تصحيح واصلاح مؤسسات الدولة ومحاربة واستئصال الفساد الذي يمكن اعتباره فصلا من فصول العدوان ، هي استحقاقات ملحة واولوية لايمكن تأجيلها ولا يمكن التسامح معها ، ولا نبالغ حين نقول ان قيادة الثورة تأخرت كثيرا في فرضها وتعاملت مع الجهات التي تعيقها بصبر وحلم ومراعاة ، وجاء الوقت لينتهي هذا وتحسم الثورة امرها ، وليقف كل يمني حيث يريد ، فسيجرفه طوفان التاريخ او تحمله سفينة الثورة .
وسننتصر بإذن الله .
#جبهة_الوعي