إنّ الحديث عن أعظم خلقِ الله يعدُّ تشريفٌ وتكريمٌ قبل أن يكون واجبُ يؤدى وسنةٌ تُقتضى والقلب السليم “الخالي من أي شائبة في دينه” وحدهُ المقرُّ به والمترجمُ لمعانيه، أما القلب الذي ران عليه الصدأ وغشاهُ العمى فليس غريبًا عليه اليوم أن يُفند إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف، ويؤيد أعياد الشجر والحجر، ليس غريبًا أن ينبح بوجه من يحتفل وبتبجح أمام نفسه وغيره ما إن يأتي يوم ميلاده أو عيد زواجه وغيره.
وهُناك شرذمة عليلةُ الطباع عصية الشفاء تُفتي جزافا وتهيلُ بالادعاءات باطلًا ما إن ترى حفاوتنا وبهجتنا بقدوم هذه الذكرى، لاتكادُ تلجم فاهها بعبارات الرحمة والمسكنة والإدانة، بينما على مدى العام تُقام الأعراس بأوج بذاختها وبذروة رفاهيتها من مطربين ومطربات لساعات معدودة، وموائد أرستقراطية تؤول بقاياها إلى سلال المهملات دون الشعور بحس المسوؤلية نحو الفقراء والمساكين، مع أن ديننا الحنيف ألزمنا بتفقد أحوال الآخرين، وسدَّ عوزهم واحتياجاتهم في كل آن، وليس مقتصرًا على شهر ربيع الأول، أو مكبلًا على مايُبذل في سبيل هذه المناسبة.
وأخيرًا سنحتفل بهذه المناسبة العظيمة جيل بعد جيل، وسنهتفُ من بين الحشود الجماهيرية بلبيك يارسول الله..لبيك ياحبيب الله.