رفضت مطالب صنعاء بصرف المرتبات ورفع الحصار ووصفتها بالشروط المستحيلة :أمريكا تقتل اليمنيين وتحاصرهم وتُنْكِرُ حقوقهم.. فائض الإجرام والوقاحة وفائض النفاق
هددت اليمنيين بتصعيد الحرب وتشديد الحصار وتحدثت باسمهم نفاقاً وكذباً
العربدة الأمريكية برفض الاستجابة لحقوق اليمنيين تقرع طبول الحرب من جديد
البصمة الأمريكية واضحة في كل مناحي الحرب الإجرامية على اليمن وبارزة في إفشال السلام
بشكل مطلق رفضت أمريكا مطالب صنعاء بصرف مرتبات اليمنيين من الثروات المنهوبة من قبل تحالف العدوان، ورفضت مطلقا مطلب رفع الحصار على موانئ الحديدة، ورفضت مطالب اليمن برفع الحظر الجوي على مطار صنعاء، بل واعتبرتها شروطا مستحيلة، أي لا تقبل بها ولا تعترف بها كحقوق أساسية للشعب اليمني.
وأعلن المبعوث الأمريكي – الذي عينه بايدن لنفسه كمبعوث خاص لشؤون اليمن، تيم ليندركينغ، في مؤتمر صحفي – رفض الإدارة الأمريكية مطالب صنعاء لصرف المرتبات والتي وصفها بـ”المستحيلة”، بل وتوعد اليمنيين بالحرب والحصار من جديد، وجاء حديث المندوب الأمريكي لدى مجلس الأمن يوم أمس ليؤكد الموقف الأمريكي القذر في رفض مطالب اليمنيين وحقوقهم.
بل ووصلت الوقاحة بالمندوب الأمريكي إلى الادعاء بأن اليمنيين يريدون هدنة بالشكل الذي تريده أمريكا ذاتها، هدنة بلا مرتبات، وبشروط وفروض على دخول عدد محدد من سفن الوقود، وبعدد قليل من الرحلات الجوية، بينما صنعاء تعتبر حق الشعب اليمني مثل غيره في رفع الحظر الجوي على مطار صنعاء كاملا والسفر منه وإليه من كل مطارات العالم دون قيود ولا شروط، وكذلك رفع الحصار على موانئ الحديدة ودخول المشتقات النفطية والسلع إلى الميناء دون أية رشاوى وعوائق وقيود، فذلك حق اليمنيين المكفول وهو الترجمة الفعلية لرفع الحصار المطلوب تنفيذه اليوم.
وبشأن المرتبات التي اعتبرت الإدارة الأمريكية المطالبة بصرفها شروطا مستحيلة، تعتبر الإدارة الأمريكية صرف المرتبات للموظفين من موارد اليمن التي ينهبها التحالف الذي تقوده أمريكا مطالب قصوى ومستحيلة، وكأن أمريكا قد نصبت نفسها وصية على اليمنيين تحدد ما يسمح لهم من وقود ورحلات جوية وتحدد من سيصرف له المرتبات ومن لا يجب أن تصرف.
تصف الإدارة الأمريكية مطالب صنعاء بتنفيذ حقوق الشعب اليمني المشروعة بـ”الشروط المستحيلة”، وهو ما يشير إلى أنها تتعمد وتهدف لاستمرار الحرب والحصار على الشعب اليمني، وتريد فرض هدنة لا تلبي الحد الأدنى من حقوق اليمنيين الأساسية.
وجددت أمريكا على لسان مندوبها في مجلس الأمن، موقفها الخبيث برفض مطالب اليمنيين في رفع الحصار وصرف المرتبات، وقبل ذلك هدد المبعوث الأمريكي الذي تحول إلى ناطق عسكري تيم ليندركينغ، بتصعيد الحرب على اليمنيين بل وخيرهم بين القبول بشروط أمريكا أو الحرب وقال: “هناك خياران إما العودة إلى الحرب أو تمديد وتوسيع الهدنة”، ووفقا لأجنداته، معتبرا أن المطالب الإنسانية التي قدمتها صنعاء، أنها “مطالب مستحيلة وينبغي إبداء المزيد من المرونة”.
ويعبر مراقبون عن استهجانهم لوصف المبعوث الأمريكي، لرفع الحصار وصرف المرتبات بأنها مستحيلة، قائلين إنها كلها مطالب إنسانية محقة، تتضمن صرف مرتبات الموظفين من إيرادات النفط والغاز اليمني التي تذهب إلى البنك الأهلي السعودي، بالإضافة إلى رفع الحصار عن مطار صنعاء الدولي وميناء الحديدة، بوصفهما شريان حياة الشعب اليمني.
يوما بعد آخر يتكشف الدور الأمريكي في استمرار العدوان والحصار، ومعه ينكشف الدور الأمريكي في قرار الحرب واستمرارها ورفضها للسلام، ومع المواقف الأمريكية الأخيرة الرافضة لمطالب اليمنيين في صرف المرتبات ورفع الحصار تنفضح السياسات الأمريكية في استخدام أسلوب التجويع والإماتة الشاملة كأسلوب حرب ضد ملايين المدنيين.
قبل ذلك فإن البصمة الأمريكية واضحة في كل مناحي الحرب العسكرية الجوية على الشعب اليمني التي أودت بحياة خمسين ألف شهيد وجريح، وكذلك الحصار المميت الذي أمات حوالي مائتي ألف مدني بالأمراض والجوع والأوبئة.
وما يظهر للعلن اليوم يؤكد أن أمريكا التي تواجه أزمات سياسية واقتصادية في التوصل إلى هدنة لمصلحتها فقط دون اكتراث بحقوق الشعب اليمني الأساسية، ولا اعتبار لأي جوانب إنسانية ملحة، بل وبوقاحة فائضة يتحدث مبعوثها ومندوبها في مجلس الأمن، أن ما يقولاه هي مطالب اليمنيين، ليتحولا إلى ناطقين باسم الشعب اليمني ومتحدثين باسمه.
منذ اليوم الأول للعدوان كانت أمريكا وما زالت هي من تدير العدوان على الشعب اليمني، وهي من تسلحه وتدير عملياته الإجرامية التي قتلت عشرات الآلاف من اليمنيين الأطفال والنساء والشيوخ، وهي من أدارت الحصار والتجويع كحرب إبادة ضد الشعب اليمني، وهي من ترفض وقف الحرب ورفع الحصار وتريد فرض هدنة لمصالحها فقط، والموقف الأمريكي الأخير في رفض صرف المرتبات ورفع الحصار يؤكد الإمعان الأمريكي في الحرب على الشعب اليمني وفي إماتته جوعا وحصارا.
وقبل الموقف الأمريكي الرافض لحقوق اليمنيين، لابد من الإشارة إلى أن أمريكا التي ارتكبت جرائم الحرب والإبادة بحق الشعب اليمني، رفضت بند التحقيق في الجرائم المروعة بحق المدنيين في اليمن منذ بدء العدوان لأن ذلك إدانة لها بارتكابها وحلفائها وأدواتها جرائم حرب بحق المدنيين في اليمن، وما شهدناه خلال السنوات الماضية كشفت حقيقة أن أمريكا هي من تقتل الشعب اليمني وتقف وراء كل الجرائم بحق الشعب اليمني وهي من خطط ورسم وأعلن الحرب والعدوان على اليمن باستخدام أدواتها، ومن خلال موقفها الرافض لصرف المرتبات ورفع الحصار يتبين الدور الأمريكي في قتل الشعب اليمني بالحصار واستمرار معاناته.
أمريكا شنت العدوان وأدارت عملياته منذ اليوم الأول، ودورها القذر في هذه الحرب الإجرامية لا يخفى على الشعب اليمني، واليوم عليها أن تواجه مأزقها الاستراتيجي والأخلاقي جراء فشلها في الحرب على اليمن، وجراء جرائمها المروعة بحق الشعب اليمني.
الثورة / تقرير