رصد تعزيزات على الساحل الغربي: صنعاء تستكمل خطط مواجهة التصعيد
Share
أنهت صنعاء كامل ترتيباتها العسكرية لمواجهة أي عدوان أميركي غير مباشر عليها. وأكدت مصادر عسكرية مطلعة في العاصمة، لـ«الأخبار»، أن قوات الأخيرة البحرية والبرية أتمت استعداداتها جنوب مدينة الحديدة، وعلى امتداد المناطق الساحلية من حيس جنوباً وحتى عبس وميدي شمالاً، وعلى أكثر من جبهة ساحلية، تحسباً لأي تصعيد محتمل من قبل الميليشيات الموالية للتحالف السعودي – الإماراتي. وجاء ذلك في أعقاب تلقّي حكومة صنعاء معلومات عن استعدادات في الساحل الغربي ومحور جيزان، قامت بها تلك الميليشيات خلال الساعات الماضية، إلى جانب استقدام تعزيزات عسكرية من محافظة لحج.
وعبّرت حكومة صنعاء عن رفضها الشديد للتحرّكات العدائية الأميركية والإسرائيلية والبريطانية في الساحل الغربي، وقال الناطق الرسمي باسمها، وزير الإعلام، هاشم شرف الدين، في تصريح نقلته وسائل إعلام رسمية، إن «الجميع على استعداد للتصدي لكل تلك التحرّكات بكل قوة وإصرار»، معتبراً أن «الدفاع عن الوطن واجبٌ مقدس، ومسؤولية يجب أن يتحمّلها الجميع»، ومحذراً من مغبّة التصعيد من جانب العدوان السعودي – الإماراتي. وأكد أن «أي عدوان سيُقابَل برد قوي وحاسم، وأن مستقبل اليمن وأمنه القومي خطٌ أحمر لا يمكن المساس به، وأن صنعاء لن تتردّد في اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لحماية سيادتها الوطنية والدفاع عن مصالح الشعب اليمني». وقال «إننا قد خَبِرنا الأعداء طوال السنوات العشر الماضية، وعرفوا أن شعبنا أبي قوي لا تُركعه أي تهديدات أو ضغوط خارجية، وأنه اليوم أقوى وأكثر صموداً من أي وقت مضى».
وشهدت الساعات الماضية حراك أميركياً قاده سفير واشنطن لدى اليمن، ستفين فاجن، في الرياض، إذ التقى رئيس «المجلس الرئاسي»، رشاد العليمي، وعدداً من أعضاء المجلس، وقادة عسكريين وحزبيين موالين للتحالف. وتركّز النقاش، بحسب التقارير الصحافية، حول تداعيات عمليات قوات صنعاء البحرية والجوية ضد الكيان الإسرائيلي، وسبل احتواء التصعيد. وكان رد الأطراف الموالية للتحالف السعودي – الإماراتي، بأن من الضروري دعمها لإشعال الجبهات وتأمين الملاحة الدولية في البحر الأحمر، خصوصاً أن العمليات الجوية الأميركية والبريطانية ضد صنعاء، لم تفلح في تحقيق أهدافها.
واتهم عضو المكتب السياسي لحركة «أنصار الله»، حسين العزي، حكومة عدن، باستجداء أميركا وبريطانيا لشن عدوان على اليمن، ودعوتها إلى نشر قوات أجنبية على السواحل اليمنية في البحر الأحمر تحت مزاعم «حماية الملاحة». وأكد، في منشور له على منصة «إكس»، أن «البحر الأحمر لن يكون آمناً إلا بإرادة صنعاء»، مضيفاً: «لا تنسوا أنكم والعالم منذ عامين تحاولون سرقة النفط ومنعناكم وأنتم فوقه، ولم نستعمل أي شاطئ»، مضيفاً أن «اليمن سيدافع عن نفسه، وهو قادر على أن يحمي كل نقطة في الماء من أي نقطة في اليابسة».
في غضون ذلك، وككل يوم جمعة، شهدت صنعاء والمحافظات الواقعة تحت سيطرة حركة «أنصار الله»، أمس، مسيرات مليونية نظمتها «لجنة نصرة الأقصى» المعنية بتنظيم التظاهرات المؤيدة للشعبين الفلسطيني واللبناني، والمناهضة لجرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق قطاع غزة ولبنان. وأكد بيان للمشاركين في المسيرات في ميدان السبعين وغيره من الساحات والميادين، جهوزية الشعب اليمني بكافة أطيافه لمواجهة أي تصعيد أميركي – صهيوني، واستعداده لإفشال أي مخطط أميركي يحاول النيل من جبهة الإسناد اليمنية، معبّراً عن تأييد لـ«استمرار عمليات الإسناد اليمنية البحرية والجوية حتى وقف العدوان على غزة ولبنان».