رسـائـل قائد الثورة.. أمن السعودية ورخاؤها مرهون بأمن واستقرار اليمن
بعد أن طالت فترات الهدن في ظل غياب الأفق للحل السياسي وفي ظل مراوغة دول تحالف العدوان وعلى رأسها قيادة النظام السعودي في الالتزام بالشروط التي سبق إعلانها كخارطة طريق للوصول لتحقيق السلام الشامل,
وجه قائد الثورة السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي رسائل هامة في خطابه الأخير وضع من خلالها النقاط على الحروف مؤكدا أن السعودية لا يمكن ان تنعم بالأمن والاستقرار والرخاء الاقتصادي في ظل الوضع المعيشي الصعب الذي تشهده اليمن والذي فرضته قيادة النظام السعودي بعدوانها الظالم وحصارها الجائر واستمرارها في المراوغة والتهرب من تحمل تبعات ما اقترفته اياديها الآثمة بحق الشعب اليمني.
هذه الرسائل القوية أكدت عزم القيادة على انتزاع حقوق الشعب اليمني في الحرية والاستقلال والاستفادة من ثروته الوطنية وتحسين الوضع المعيشي مهما كلف ذلك من ثمن ولا مجال للمساومة مع العدو بأي شكل من الاشكال هذا من جانب ومن جانب آخر فإن التحذيرات التي تضمنها خطاب السيد القائد قد حركت المياه الراكدة مجددا وجعلت ملف التفاوض السياسي يعود مجددا الى الواجهة, الى ذلك تزايد صدى تحذيرات قائد الثورة التي حملت دلالات وابعاد على اكثر من صعيد واكثر من جانب سياسي على مستوى المنطقة وفي مقدمة ذلك قيادة أنظمة تحالف العدوان ومن خلفها أمريكا.
تحركات ولقاءات
ولذلك اعقبت خطاب السيد القائد تحركات واتصالات عدة بين دول تحالف العدوان ومنها ارسال وزارة الخارجية الأمريكية المبعوث ليندركينغ الى المنطقة ووصول وفد الوساطة العماني الى صنعاء فيما أجريت اتصالات بين وزير الخارجية الامريكي بوزير الخارجية السعودي تضمن الحديث عن اليمن إلى جانب لقاء جمع وزير الخارجية الايراني بمحمد بن سلمان..
وفي هذا السياق اعتبر المبعوث الامريكي الى اليمن ما أسماها “تهديدات صنعاء للقوات الامريكية في البحر الاحمر” بأنها غير مقبولة ومشيرا بان هذا الوقت هو وقت الحوار و أنه سوف يطلب من “الحوثيين” بأن يمتنعوا عن هذه اللغة التي لا تعد مفضية الى أي حوار في المرحلة الحالية”.
إعاقة جهود احلال السلام
وفي ظل التطورات التي تشهدها المنطقة المتزامنة مع التحركات الأمريكية والبريطانية باتجاه البحر الأحمر والمياه الاقليمية اليمنية وعدد من المحافظات اليمنية المحتلة كعدن وحضرموت وغيرها.. يرى كثير من المحللين السياسيين أن هذه التحركات تأتي في اطار السعي للتطبيع بين السعودية وكيان العدو الصهيوني وتعزيز ارتباط السعودية ببيت الطاعة الأمريكي من جديد خاصة بعد التقارب الايراني السعودي واعاقة أي جهود لإحلال السلام في المنطقة..
لا مجال للمساومة
رسائل السيد القائد وضعت النظام السعودي أمام خيارات واضحة إما سلام مشرف وإما فالقادم سيكون فوق ما يتصوره وفي نفس الوقت حصرت نظام آل سعود كطرف رئيسي بل وممول وداعم للحرب العدوانية على اليمن , وأن لا مجال للمساومة وتقديم السعودي نفسه كوسيط بين اليمنيين , وبالتالي فعلى النظام السعودي أن يراجع حساباته ويعي جيدا أن تحذيرات ورسائل السيد القائد ستكون عواقبها وخيمة على النظام السعودي إن لم يجنح الى السلم وينزع يده عن المرتزقة ويلبي ويعيد اعمار ما خلفته آلة الحرب السعودية الأمريكية المدمرة..
حسن النوايا
“إفساح القدر الكافي للوساطة” عبارة تضمنت اكثر من رسالة بأن نجاح جهود وفد الوساطة العماني الأخير مرهون بمدى التزام النظام السعودي بتنفيذ ما تم الوصول اليه في هذه الجولة وإبداء حسن النوايا بعيدا عن المراوغة التي باتت مكشوفة وغير مقبولة على الإطلاق.
احلال السلام الشامل
في كل جولة من جولات وفد الوساطة العمانية الى صنعاء يتصدر الملف الانساني أولوية الحديث مع القيادة التي سبق وأن اعلنت بشكل واضح السبل الكفيلة والمؤدية الى احلال السلام الشامل والعادل الذي يحفظ لليمن وحدته وسيادته على ثرواته وارضه, في حين تراهن دول تحالف العدوان على عامل الوقت متخذة منه مساحة للمناورة والمراوغة بعيدا عن الالتزام بما سبق طرحه على طاولة النقاش مع وفود الوساطة في اكثر من لقاء .
الملف الانساني
يحدو جميع ابناء الشعب اليمني الأمل في الخروج بحلول عادلة وان يرى الملف الإنساني الذي كثر الحديث حوله النور بخطوات يلمس الجميع أثرها على الواقع الميداني .
ومهما طال أمد الحرب العدوانية فإن المفاوضات السياسية في النهاية هي من ستطوي آثار وتداعيات ما خلفته تلك الحرب ولكن وفق حلول عادلة تلبي آمال وتطلعات الشعب في العيش بكرامة وحرية وسيادة غير منقوصة تكون فيها الثروات هي مصدر الدخل الوطني القومي , لا العيش على الهبات المشروطة .
قادم الأيام هي من ستكشف عن صدق نوايا العدوان في الالتزام بما تم التوصل اليه مجددا مع وفد الوساطة بشكل ملموس , مالم فإن آخر العلاج سيكون الكي بالنار وعلى الباغي تدور الدوائر .