رسالة رأس التنورة: صواريخ اليمن تطال اسرائيل عمليا
Share
من الأيام الأولى لمعركة “سيف القدس” أعلن قائد أنصار اللهالسيد عبد الملك الحوثي عن الجهوزيّة العسكريّة للحركة في الدخول الى جانب الفصائل الفلسطينية ومحور المقاومة لو استلزم الأمر وتجاوز الاحتلال “الخطوط الحمراء”، ثمّ أكد انّ أنصار الله جزء من معادلة الردع الإقليمية للقدس المحتّلة التي أطلقها الأمين العام لحزب الله السيد حسن الله. هذا الموقف ليس الا امتداداً للشعار الذي رفعته الحركة منذ عام 2000 – الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النّصر للإسلام- والتي أوضحت فيه هدفها، وحدّدت مشروعها وثبّتت رؤيتها وانتماءها السياسي والاستراتيجي.
رأس التنورة: رسالة بالغة الاهمية لاسرائيل
في عملية توازن الردع السابعة التي استهدفت فيها القوة الصاروخية اليمنية منشآت شركة “أرامكو” في رأسِ التنورة بمنطقة الدمام شرقي السعودية، رسم اليمنيون توازنات ردع جديدة، وأعادوا خلط الأوراق الاستراتيجية في حسابات كيان الاحتلال، فالعمق الذي استهدفته الصواريخ البالستية اليمنية بعيدة المدى يصل الى 1580 كلم وأكثر، ما يعني إمكانيّة وصولها الى عمق الكيان في فلسطين المحتلّة، وفي تقسيم للمنطقة الفلسطينية المحتلّة على طول 400 كلم، فإن الصواريخ اليمينة قادرة، حتى الان، على كشف 100 كلم من مساحة فلسطين، وقد أثبتت الحركة تطوراً نوعياً سريعاً لناحية التصنيع العسكري والصاروخي المحلي، وكان أحدثها الطائرات بدون طيّار من نوع “صماد3” والصواريخ البالستية من نوع “ذو الفقار” ما يكشف كل مناطق الاحتلال لمرمى الطائرات والصواريخ اليمنيّة.
وقد اختارت الوحدة الصاروخية استهداف رأس التنورة رغم بعدها، ورغم وجود عشرات القواعد العسكرية والمنشآت الحيوية السعودية، وذلك بهدف ايصال رسالة واضحة لقيادة التحالف الفعلي الاميركي والاسرائيلي مفادها ان الصواريخ اليمنية قد بلغت مدياتها اكثر من 1600 كلم، وبالتالي فان اسرائيل اصبحت تحت مرمى الصواريخ اليمنية، وهي تجربة عملية تؤكد التزام السيد الحوثي بمعادلة الردع الاقليمية.
وإذا كانت منظومات الدفاع الصاروخية “الباتريوت” و”حيتس” الاسرائيلية في السعودية قد فشلت في ردّ الصواريخ البالستية، فان القبّة الحديدية الإسرائيلية فشلت أيضاً في صدّ صواريخ فصائل المقاومة في غزّة، ما يؤكّد على القدرة الحقيقيّة للقوة الصاروخية اليمنية بتهديد وجود الكيان الإسرائيلي.
لماذا فعّل جيش الاحتلال غرفة عمليات الجنوب؟
يعلم الاحتلال حجم التطور والقدرة العسكرية النوعية التي صارت القوة الصاروخية اليمنية تمتلكها، كما أن وزير الدفاع اليمني محمد ناصر العتافي، كان قد صرّح عام 2019، “ان القوات اليمنية تمتلّك بنكاً من الأهداف العسكرية…ولن تترد في ضرب إسرائيل متى قررت القيادة”، فصار اليمن يشكّل مصدر قلق حقيقي بالنسبة للاحتلال، ولذلك، في معركة “سيف القدس”، ولأوّل مرّة، قام جيش الاحتلال بتفعيل غرفة عمليات قيادة المنطقة الجنوبية، وهي القيادة العسكرية المسؤولة عن قطاع غزة، النقب، وادي عربة، وإيلات، ومن مهامها التواجد على الحدود الشرقية مع الأردن والحدود الغربية مع سيناء، وذلك تخوّفاً من وصول الصواريخ اليمنية الى المستوطنات والمواقع في هذه المنطقة، واليوم المسؤولون الاسرائيليون يدركون اكثر من أي وقت مضى انه في أيّ حرب مقبلةٍ سيواجه اليمن فيها أيضاً كداعم وركن أساسي في محور مقاومة.