رسائل زيارة الصماد إلى جزيرة كمران..إعادة تعريف القيادة ومفهوم الشرعية
عين الحقيقة/ إسماعيل المحاقري
في زيارة لها دلالات عدة، انتقل الرئيس الصماد من القصر الجمهوري في صنعاء إلى الخطوط الأمامية في جيزان ومنه إلى جزيرة كمران في معترك المواجهة مع المجتمع الدولي في الساحل الغربي لليمن حيث الأنظار ترقب من واشنطن ولندن وما سواهما من دول راعية للعدوان على اليمن ومجلس أمن يتحين الفرصة لإطباق الحصار على الشعب اليمني لفرض الشروط والإملاءات.
وعلى متن زورق من فوقه تحوم الحوامات والزنانات وعلى مرمى البصر منه تطوف البوارج البحرية وتحلق الطائرات شق الرئيس الصماد طريقه مبحرا إلى جزيرة كمران ليزور المواطنين هناك مطلعا على الاستعدادات القتاليه رافعآ بحديثه عن الصمود والثبات والاستبسال عزم الرجال إلى عنان السماء.
الصماد متوجها الى الجزيرة على متن زورق
دلالات إنسانية ورسائل حربية استراتيجية مخيبة لآمال العدوان انعكست في هذه الزيارة، بدءا بتفقد الرئيس الصماد لأحوال المواطنين واستماعه لمعاناتهم جراء الاستهداف الدائم والمباشر لهم ولكل مقومات الحياة في الجزيرة وما الحقه العدوان من ضرر بالحالة المعيشية للسكان، وما كان لافتا في سوق كمران العامر بصمود وتضحيات أبنائه هو حفاوة استقبال الرئيس ومرافقيه وتجمهر المواطنين من حولهم.
وبقدر ما تجسد هذه الزيارة ارتباط المواطن اليمني الوثيق بأرضه وتمسكه بهويته وانتمائه إلا انها تمثل خطوة صاعقة للعدو الذي حاول جاهدا وبشتى الطرق والوسائل تهجير سكان جزيرة كمران من خلال اعتداءاته المتكررة وجرائمه الممهنجة بحقهم كخطوة تمهيدية للاستيلاء عليها نظرا لموقعها الاستراتيجي في البحر الأحمر كونها تشرف على خطوط الملاحة الدولية المارة من جهتها الغربية، وهي بمثابة بوابة مدينة الحديدة والحزام الأمني لميناء الصليف ورأس عيسى وتقدر مساحتها بما يقارب 100 كيلو متر مربع لذلك كانت ولا تزال محط أطماع الغزاة والمحتلين التوسعية.
وبصفته قائدا للقوات المسلحة تفقد الرئيس الصماد برفقة وزير الدفاع ورئيس هيئة الاركان العامة مواقع ابطال الجيش واللجان الشعبية المرابطين في الجزيرة مطلعين منهم ومن القيادة الميدانية على التكتيكات العسكرية المستحدثة في الدفاع عن الجزيرة والشاطئ اليمني والاستعداد لصد الغزاة والمحتلين والانتصار لقضية اليمن العادلة.
وأمام هذه المعطيات تعد الزيارة أبلغ رسالة وتعبير عن الموقف الرافض للهيمنة والاستكبار وأقوى رد لادعاءات العدوان ممثلا بالوسيط الاممي اسماعيل ولد الشيخ الذي لا يكاد ينفك عن تسويق أوهام السيطرة على الحديدة وانتزاعها عبر إحاطاته مدفوعة الثمن إلى مجلس الامن من خلال المساومة بموضوع المرتبات..
الرئيس الصماد وهو يرعى تخرج دفعات قتالية للكليات العسكرية المختلفة في مدينة الحديدة بالتزامن مع انعقاد مجلس الأمن قبل زيارته لكمران بساعات تحدث عن واقع ميداني مختلف ورسم معادلته بعيدا عن الحرب الكلامية وإطلاق التصريحات او الرد عليها تاركا باب التأويلات والتوقعات مفتوحا على مصراعيه أمام قوى الغزو والاحتلال الذين ينتظرهم من المفاجئات العسكرية في السواحل الغربية ما لا يتوقعونه في ظل معاناتهم من تلازمية الفشل والإخفاق في الجانب العسكري على مدى ثلاثة أعوام.
وما يمكن التأكيد عليه هو أن الحديدة لا تقبل التسويف والمساومة بالمرتبات وأن ضاقت على الشعب اليمني الحالة المعيشية، كما لا تقبل انصاف الحلول والحرب فيها عنوان الانتصار لتحرير كامل الأراضي اليمنية وهذا الأمر ثابت لا يخضع للتفاوض والنقاش والواضح والمعلن من هذه الزيارة أن اولويات السياسة يعبر عنها الميدان، فالسواحل اليمنية المحرر منها والمحتل ليست بضاعة تباع وتشترى ولا هي محل أخذ ورد إلا مع رجال يعشقون الموت وهم المعنيون بالحديث عنها بما تخطه أسلحتهم وصواريخهم لا بالحرب النفسية والحملات الإعلامية الدعائية الصاخبة ووسائل الضغط والابتزاز الرخيص.
وللسعودية رسالة هامة، تقول كفى عبثا مع الشعب اليمني ففي ذروة الحرب تعرف معادن الرجال، وكما أعاد الصماد تعريف القيادة ومفهوم الشرعية بإلتحام القائد بالناس والعيش بينهم، وتلمس معاناتهم ورفع معنويات المقاتلين بزياراته المتواصلة إلى جبهات القتال وليس آخرها جزيرة كمران المستهدفه على الدوام والمحاصرة بالبارجات والسفن والطائرات سيشهد التاريخ من جديد مظلومية أخرى ينتصر فيها الدم على السيف.
وبهاتين الزيارتين تكون المملكة السعودية قد تلقت ضربتين موجعتين في الرأس في وقت وجيز ولا شك في أن مرارة الألم اليوم قد تتجاوز ضرب المعنويات وهز الثقة في أجهزة الرصد والتجسس لديها، إلى إحداث ألم نفسي يستعصي على الإخصائيين الأمريكيين معالجته.