رسائل زلزال3 واحتضانه لارامكو في جيزان لا يقل أهمية عن رسائل إسقاط نجران ..!
الحقيقة / الباهوت الخضر
على عكس ما حصل عليه إطباق الحصار على منطقة نجران من اهتماما واسع في الداخل اليمني لما له من أهمية إستراتيجية عظيمة ضمن مراحل الخيارات الإستراتيجية الآن ان الحدث الأخر الذي لا يقل أهمية ولا إستراتيجية عن حدث إحكام السيطرة على مدينة نجران بل ربما يتعدها لما له من تأثير واسع ليس فقط على المهلكة نفسها بل وربما العالم برمته فاذا كان رسالة نجران فرمان رعب عسكري شامل فان الرسالة التي حملها الزلزال اليمني تنذر بكارثة اقتصادية عالمية للعدوان وتحالفه الغاشم
أن يرتفع مقياس سعر النفط 2% عالميا اثر زلزال يمني ضرب جنوب المهلكة هو حدث مهول بما تحتويه الكلمة من معنى خصوصا وان هذا الزلزال احتضن بلطف خزانات النفط التابعة لشركة أرامكو فحسب ولم يتعدها الى مكان اخر بحيث يكون تأثيره اكثر تدمير وعنفا
وهو يفتح تساؤلات عدة عن أبعاد هذا الزلزال وردوده على المستوى القريب او البعيد فيما اذا تكرر التلاقي مرة اخرى الأمر الذي يحتم علينا مناقشة هذا الحدث من خلال عدة محاور لبيان حجم الكارثة التي ستلحق بالعدوان وأذنابه فيما اذا لم يسلموا بحق الشعب اليمني في الاستقلال والعيش الكريم …
…
أهمية أمارة جيزان وتاثيرها الاستراتيجي
….
تعتبر مدينة جيزان من المدن الاقتصادية ليست فقط على المستوى الداخلي للمنطقة بل والعالمي لعدة اعتبارات اهمها:
1_ تقع في إقليم جيزان مدينة جازان الاقتصادية في موقع توافر المواد الخام ومصدر العمالة الزائدة فحسب ولكنها أيضًا تقع بمحاذاة أهم طريق شحن على البحر الأحمر.
2_ نظر للموقع الجغرافي الحساس لجيزان فقد اختيرت لتكون اهم منطقة صناعية في المهلكة وطبق لذلك علمت السعودية على بناء المدينة الصناعية في مدينة جيزان في قلب الإقليم الأمر الذي كان متوقعا منه ان يساعد بشكل كبير جدا في إنعاش الاقتصاد السعودي المتهالك إضافة الى فان مدينة جيزان تعتبر مدينة رفد اقتصادي كبير جدا للمملكة من الناحية القتصادية والسياحية
3_تعتبر جيزان حجر الزاوية في الإستراتيجية الجديدة للمهلكة في بناء البديل الاقتصادي
4_ميناء جيزان وهو ثالث أهم ميناء للمملكة على البحر الأحمر. وتتميز مدينة جيزان بموقعها المتميز على الساحل الجنوبي للبحر الأحمر بشريط ساحلي يبلغ طوله نحو 300 كيلومتر تقريبًا وذلك فضلاً عن قربها من طرق التجارة الرئيسية عبر البحر شرقًا وغربًا إلى أوروبا والشرق الأقصى والخليج العربي
من هنا يتبين انه فضلا عن كون إقليم جيزان مورد للمواد الخامة التي تعتمد عليها المهلكة
فان ما يميز هذا الإقليم هو ميناءه الاقتصادي الرابط بين خط التجارة الغربي والشرقي للكوكب تستخدمه المهلكة كمنفذ للوصول الى العالم الشرقي
في عام 1947 وبأمر من الهالك عبد العزيز وقع الهالك الآخر عبد الله السليمان (وزير المالية انذاك ) اتفاقية امتياز شركة الأنابيب لإنشاء خط التابلاين
وبشراكة شركة الزيت العربية الأمريكية (الشركات الأمريكية المؤسسة اسو وشيفرون وتكساكو وموبيل) لتمد تلك الخطوط من المنطقة الشرقية الى ميناء حيفا بفلسطين
ومع بداية النكبة ونتيجة لعدم استقرار فلسطين انذاك بسبب الثورات والاضطرابات التي عصفت بها قرر ان ينقل الخط الى مينا صيدا في لبنان ليتم الانتهاء من بنائه في سبتمبر عام1950م
ومع احداث العربية التي عصفت بالمنطقة واحتلال الكيان الصهيوني للجولان بأمر من أمريكا والذي لا تخلو فيه المهلكة من دعمه عام 1967 م
وتمكن الجيش العربي السوري اثناء 1973 م استرداد اجزاء واسعة منه مع ما حدث من خذلان وخيانة عربية لسورية للمهلكة وعملائها في كلا من مصر والأردن
وبعد انفجار الثورة الإسلامية الإيرانية ونشوء الحركات الوطنية المقاومة في لبنان وفلسطين التي شكلت مع سوريا وايران بداية ملامح محور المقاومة في المنطقة رأت أمريكا وطبقا لمصالحها الاقتصادية في المهلكة العبرية ان يتم بناء خط نقل اخر لنقل الحليب السعودي بعيدا عن اي تحول ثوري في المنطقة قد يهدد بقطع الحبل السري الوحيد لنقل الطاقة الى أمريكا مع الإبقاء على الخط الأخر لتلبية احتياجات الرب الأكبر لهما صهيون طبعا
في عام 1982 م بد العمل على بناء خط أنابيب النفط داخل المهلكة من الظهران شرقا الى ينبع غربا حيث صار هذا الخط هو الشريان الرئيسي لنقل المواد الخامة بعيدا عن مضيق هرمز الإيراني الى ميناء ينبع ومنها الى العالم
نظرا لبعد ينبع عن الخطوط الشرقية التجارة العالمية في البحر الأحمر وزيادة التكاليف والمخاطر المترتبة على ذلك حولت المهلكة نظرها الى ميناء جيزان ليكون هو المسئول الاستراتيجي في المستقبل عن نقل المواد النفطية الى الشرق عبر مذيق باب المندب و الخليج العربي
ومن هنا بزت جيزان لتكون منطقة اقتصادية إستراتيجية مستقبل لنقل الطاقة الى الأسواق العالمية ليس فقط من الشرق السعودي بل واقاليم الجنوب الغنية بالمواد النفطية في نجران وعسير والربع الخالي كل ذلك أدى بشركة ارامكو النفطية الى انشاء مدينة جيزان الاقتصادية في جيزان بالإضافة الى إنشاء مصفاة جيزان النفطية ثالث أكبر مصفاة على مستوى العالم والتي أنشئت منذ عشرين عام كما وصفها خالد بن عبد العزيز الفالح رئيس أرامكو السعودية، وكبير إدارييها التنفيذيين
فضلا عن ان شركة ارامكو عمدت الى إنشاء محطة كهرباء خاصة تعد من اكبر المحطات في المملكة لتزويد المصفاة والمدينة الصناعية بالطاقة الكهربائية لتشغيلها وتشغيل الميناء التجاري
بالإضافة الى كل ما سبق من الرواية الرسمية للشركات النفطية والتجارية العالمية حول اهمية جيزان الاقتصادية طبقا للواقع المشاهد الا ان الكثير من الأسرار الإستراتيجية لهذه المدينة ما تزال حبيسة ادراج تلك الشركات الضخمة والدوائر الحكومية المغلقة فمع ما تعيشه دول الخليج من رعب متنامي من ايران التي تحكم السيطرة على مضيق هورمز يشكل ميناء جيزان ممرا حساسا واستراتيجيا لأغلب صادرات تلك الدويلات المتناثرة .
وهو ما يؤكده التحرك المحموم للمهلكة نحو إقامة الاتفاقات المبرمة مع مصر لاقامة جسر بري يربطهما عبر بعض الجزر السعودية المحتلة مع الصهاينة ومصر الأمر انكمش سريعا بعد تنامي مشكلة الجزر المصرية صنافير وتيران
ومع ان العدوان السعودي الأمريكي لم يدع شيء من قذارته وصفاقة منذ البداية في سبيل إركاع الشعب اليمني فحاصره برا وبحرا وجوا الا انه زاد سفها وطيشا بعد الهزائم العسكرية والسياسية التي مني بها في ميدان المواجهة مع الشعب اليمني المستظعف المظلوم فبدا بالتلويح باجراءات اقتصادية سافرة الوقاحة املا في تركيع الشعب وإذلاله من خلالة والتي كانت آخرها تصريحه عن نيته بنقل البنك اليمني المركزي الى عدن لحرمان اكثر من ثلثي الشعب من الحتيطات النقدية في اكبر مذبحة للإبادة الجماعية على مر التاريخ ..
لم يدم هذا التمادي الصلف طويلا حتى اتى الرد مزلزلا لكل تحالف العدوان وحشده القاري عبر ضرب خزنات الوقود التابعة لشركة ارامكو النفطية بجيزان بفخر الصناعة اليمنية زلزال3 متسببا بهزة عالمية في سوق النفط بلغ مقباسها 2% هذه الهزة من شأنها ان تجعلهم ان يعيدوا النظر ألف مرة قبل ان يفكروا مجدا في استهداف الشعب اليمني في قوته
ويكفيهم في ذلك ان كانوا يفقهون ان يتأملوا قول قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي _حفظة الله_ لن نقبل كشعبا يمني ان نقتل و ان يعمل الآخرين على إماتتنا جوعا وحصارا وان نجلس في بيوتنا مكتوفي الأيدي خانعين وأذلاء هذا غير وارد ..في اليمن هذا غير وارد..
#ترجيحات
الصاروخ زلزال 3 اليمني الذي أدى واجبه بحرفية عالية كان مداه قبل ايام يصل الى 65 كيلوا في الوقت الذي تبعد فيه جيزان عن المنفذ الحدودي اكثر من 80 كيلو أمر يفتح المجال لتساؤلين كلاهما مر للعدوان وزبانيته هما :
اما وان الزلزال تمكن من زيادة طوله خلال الأيام القادمة ودقة إصابته او انه اقتحم العمق السعودي حافيا ليبلغ مداه …!!
أذا على بعران الخليج وأسيادهم من الأمريكان والصهاينة ان يعوا جيدا ذلك الامر وان لا يتمادوا في غيهم فالمستضعف اليمني الذي وثق بربه وقائده لديه ما يمكنه من دك طغيانهم وترجيح معادلة الرعب الاقتصادية لصالحه
فمن استطاع ان يضرب خزانات الوقود ارامكو السعودية اليوم على بعد 80 كيلو من الحدود اليمنية بصاروخ كان مداه قبل ايام 65 كيلو قادرا في المرة المقبلة ان يحتضن بصواريخه ليس فقط مصفاة جيزان وميناءها بل ميناء جدة وما بعد جدة