رسائلُ السيد القائد في أول خطاب بعد العدوان الإسرائيلي على اليمن
حمل خطابُ السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- الذي ألقاه، الأحد، الكثيرَ من الرسائل المتعددة للداخل والخارج.
وجدَّد في خطابه، الذي يُعَدُّ الأولَ بعد العدوان الإسرائيلي المباشر على اليمن التأكيدَ على موقف اليمن الثابت والمتصاعد في مساندة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، الذي يتعرض على مدى 10 أشهر لحرب إبادة جماعية صهيونية مهولة.
وأكّـد السيد أن “اختيار العدوّ لأهدافه يأتي في سياق الاستهداف للاقتصاد اليمني؛ بهَدفِ الإضرار بشعبنا العزيز ومعيشته”، مُشيراً إلى أن “الأمريكي يشن حرباً اقتصادية وعسكرية على شعبنا العزيز، ويحرك أَيْـضاً أدواته وعملاءه لزيادة مستوى الحصار”.
وقال السيد القائد: إن “استهداف العدوّ الإسرائيلي للمازوت والديزل الذي يجلبه التجار لبيعه للمواطنين هو هدف استعراضي؛ بهَدفِ مشاهدة النيران المشتعلة”، لافتاً إلى أن “العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن منذ أول يوم له لم يتمكّن من إيقاف عمليات بلدنا ولا الحد منها ولا إضعافها”، مبينًا أن “الغارات على بلدنا نُفذت بقنابل أمريكية كما هو الحال في فلسطين لاستهداف منشآت مدنية ومدنيين”، في إشارة إلى واحدية المعركة وواحدية العدوّ.
سُعَداءُ بالمواجهة مع العدوّ “الإسرائيلي”:
ومن أبرز الرسائل التي تضمنها الخطاب تأكيدُ السيد القائد على أن الشعب اليمني لن يتأثر أبداً، ولن يتراجع عن موقفه وقراره وخياره وقد رفع راية الجهاد لمناصرة الشعب الفلسطيني”، مؤكّـداً أن “العدوّ الإسرائيلي لن يمتلك الردع، ولن يستعيده تجاه عمليات الإسناد من جانب بلدنا، والنتائج ستكون المزيد من التصعيد والاستهداف”.
وأعاد القائد للأذهان حتمية المعادلة العكسية لأي اعتداء على اليمن، وذلك بتأكيده أن “تطوير الإمْكَانات والقدرات والتكيف مع مستوى التحدي سيستمر مثلما كان الحال مع بدء العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن”، لافتاً إلى أن “قدرات قواتنا المسلحة تطورت أكثر فأكثر، وعملياتنا تزداد قوة وفاعلية، والنتيجة كانت تورط الأمريكي والبريطاني دون تحقيق هدفهما المعلن”.
وفي السياق ذاته، أكّـد السيد القائد أن “العدوان الإسرائيلي على بلدنا سيساهم في تصعيد عملياتنا ضده أكبر وفي تطوير قدراتنا كذلك والعدوّ سيخسر ويجر على نفسه المزيد من المخاطر”.
وأوصل القائدُ رسالةً أكّـد فيها أن “القدراتِ في هذه المرحلة أكثرُ من أي وقت مضى، وأُفُقُها واسعٌ نحو ما هو أكثر نكاية وتأثيراً بالعدوّ، وأكثر نجاحاً في تجاوز تقنياته وإمْكَاناته في الاعتراض والتشويش”، وهو ما ينذر بقدوم مراحلَ أشد وطأة على العدوّ.
ونوّه إلى أن “موقفنا كشعب يمني واضح ونحن نخوض معركة مقدسة، وليست عبثية ومن يشكك في موقفنا فليقف بمثل ذلك أَو بأكثر”.
ولفت إلى أنه “مع دخول العدوّ الإسرائيلي في العدوان المباشر على بلدنا هي فرصة لمعرفة من هو المنافق، الذي يحقد على شعبنا ويظهر نفسه متجنداً لخدمة الإسرائيلي”.
وفي حديثه في هذا السياق، قال السيد القائد: “نحن سعداء بأن المعركة اليوم مباشرة بيننا وبين العدوّ، وسعداء منذ بداية الإسناد بالمواجهة المباشرة ضد الأمريكي والبريطاني”.
وأضاف: “شعبنا اليمني هو سعيد بأنه في مواجهة مباشرة ضد العدوّ الإسرائيلي وهو شعب ثابت وشجاع”، مضيفاً: “أنا أشعر وأعرف هذا الشعب العزيز، هو شعبي أنا أعرفه جيِّدًا، هو سعيد بأنه في مواجهة مباشرة ضد العدوّ الإسرائيلي، وهو شعب ثابت وشجاع”.
ونوّه إلى أن “شعبنا اليمني المجاهد ليست هذه الأحداث جديدة عليه ولا غريبة، ومن المراحل الماضية اكتسب القدرة والخبرة واعتاد على الظروف الصعبة”.
تدشين المرحلة الخامسة:
وأعلن السيد القائد في خطابه عن مباشرة المرحلة الخامسة من التصعيد ضد العدوّ الصهيوني، وذلك بدءاً من العملية اليمنية المباركة في قلب “يافا”.
وأكّـد أن “الطائرة هي تصنيع يمني، وأطلقتها قوة يمنية، وليست كما يسميها البعض بأنها صُنعت في بلدان أُخرى، أَو أطلقت من بلدان أُخرى”.
وقال القائد: “نعلن أن استهدافَ يافا بدايةٌ للمرحلة الخامسة من التصعيد، ونعتبرها معادلة جديدة ستستمر وتتثبت بإذن الله وتأييده”.
وبيّن بقوله: “تركنا للإخوة في المقاومة الفلسطينية اختيار الاسم للطائرة التي استهدفت عمق العدوّ الإداري وأطلقوا عليها “يافا”.
وَأَضَـافَ أن “وصول الطائرة “يافا” إلى مركز إداري أَسَاسي لكيان العدوّ كان مزعجاً له ويعتبر معادلة جديدة ومرحلة جديدة”، موضحًا أن “التهديد لم يكن متوقعاً ولا مألوفاً في الواقع الإسرائيلي من خارج فلسطين”، مُشيراً إلى أن “مقاومة غزة وجهت الكثير من الرشقات الصاروخية إلى “يافا” لكن من خارج فلسطين، فعملية اليمن سابقة لمثل هذه العمليات”.
ونوّه السيد القائد إلى أن “عملية يافا شَكَّلَت ضربةً معنويةً كبيرةً للعدو، وحالة الهلع والقلق عمّت أوساط كيان العدوّ في المدينة والحي المستهدف والقنصلية الأمريكية”، مبينًا أن “حجم الضربة وتأثيرها وصداها كان واضحًا ويفوق أية محاولات للتقليل من أهميتها وشأنها”.
وفي السياق، أكّـد السيد القائد أن “الخطر والتهديد سيستمر بإذن الله في “تل أبيب” والمعادلة الجديدة تدل بكل وضوح على فشل تام لكل حماة العدوّ الإسرائيلي وعملائه”، منوِّهًا إلى أن “الأمريكي والبريطاني وحلفاء الأمريكي من الأُورُوبيين وعملاءهم العرب فشلوا في منع وصول التهديد إلى كيان العدو”، لافتاً إلى أن “الإسرائيلي وجد نفسه في مأزق حقيقي ومشكلة خطيرة، وأمام معادلة جديدة ذات تأثير كبير عليه”.
وأوصل القائد رسالة قوية للعدو الصهيونية بقوله: “على الإسرائيليين المغتصبين لفلسطين أن يخافوا ويقلقوا أكثر من أي وقت مضى وأن يدركوا أن قادتهم الحمقى يجرون عليهم المخاطرَ أكثرَ وأكثر”.
نحن الأقوى هذه المَرَّة:
ونوّه السيد القائد إلى الاستعداد الكبير للمرحلة المقبلة، مؤكّـداً أن المؤشرات تؤول إلى انهيار العدوّ الصهيوني، وُصُـولاً إلى زواله.
وقال: إن “التعاون بيننا وبين بقية جبهات الإسناد وثيق وقوي وهناك تنسيق يتطور أكثر فأكثر، وله ثمرته وأهميته في إفشال العدوّ والضغط عليه”، مُضيفاً “المحور هو محور الأقصى والقدس، ويتمحور حول مظلومية الشعب الفلسطيني والمقدسات”، مُشيراً إلى أن “التنسيق مع محور الجهاد مفيد في خدمة القضية الفلسطينية، وفي تعزيز الموقف العام ضد العدوّ الإسرائيلي”.
وطالب أبناء أمتنا أن يدركوا أن هذه المرحلة مهمة جِـدًّا، والمواجهة ساخنة مع العدوّ الإسرائيلي”، متبعاً حديثه بالقول: “نحن في هذه المعركة أقوى من أية مرحلة مضت والقدرات تتطور باستمرار لمواجهة التحديات بأي مستوى كانت”.
واستطرد: “العدوّ الإسرائيلي هو الفاشل والخاسر ولن يستعيد الردع أبداً وعملياتنا مُستمرّة بما يرضي الله وشعبنا ويدخل الفرح إلى قلوب الشعب الفلسطيني المظلوم”، مؤكّـداً “على الاطمئنان، ولا قلق نهائيًّا، فنحن نخوض المعركة معتمدين على الله وثقتنا به”.
وبشّر القائد الأُمَّــة العربية والإسلامية بقوله: إن “هذه المرحلة مهمة وفيها بشائر كبيرة للنصر والفتح الموعود ومؤشرات واضحة على أن العدوّ الإسرائيلي يتجه نحو الانهيار”.
وأضاف: “العدوّ يتجه نحو الزوال، بدلاً عن أن يكون مساره متصاعداً إلى أن يكون أكثر قوة وأكثر استقراراً”، مجدّدًا التنويه إلى أن “العدوّ يتجه في مسار عكسي نحو الانهيار والتراجع ونحو تآكل الردع وحالة الهجرة المعاكسة”.
واستدل القائد على ذلك بـ”التأثيرات الكبيرة لهذه المعركة على العدوّ من الداخل، وهي حالة واضحة يعترف بها قادته ويعترف بها خبراؤه بما يعبرون عنه بـ “التهديد الوجودي”.