رجال الله في الجبهات…..بقلم/عـبدالله علي صبري
– امتطوا صهوة المجد وارتقوا سلالم النصر، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر، فما وهنوا ولا استكانوا ولا بدلوا تبديلا..
وضعوا أرواحهم على أكفهم، وانطلقوا في موكب الجهاد، لا يثنيهم خذلان المثبطين، ولا أراجيف المرتزقة والانتهازيين، فكانوا ولا زالوا كما الريح المرسلة في الجود والعطاء، وفي سبيل الله والوطن بذلوا كل غالٍ ورخيص فبادلتهم الجبال الراسية الثبات والشموخ!
لم ترهبهم طائرات الإف 16 على كثر تحليقها وغاراتها، ولم يستوحشوا طريق الشهادة على هول ما رأوه من مجازر ودماء وأشلاء..
أقدامهم تدك الثرى وهاماتهم تطاول الثريا، وإن صرخوا فبالموت لأمريكا، ولأعداء الله والوطن، يسطرون ملاحم البطولة والفداء، فلا يزدادون إلا تواضعاً وخشوعاً، يستوي عندهم الأمن والخطر، ماداموا يرتلون آيات النصر ويستوي عندهم الموت والحياة ما داموا مع الله وفي سبيله يذودون عن كرامة وطنهم وشعبهم وأمتهم.
ترفرف أرواحهم وتسمو عالياً، وتسكن السكينة جنبات قلوبهم..يدبون على الأرض كعباد الرحمن، وأولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
في العيد لم يلبسوا الجديد، ولم يبرحوا مواقع الرباط، فلا جديد يليق بأجسادهم الربانية، ولا مكان أقدس عندهم من متارسهم التي ينتظرون فيها العيد الأكبر : النصر أو الشهادة!
يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، لا فقراً ولا عوزاً، بل زهداً وتضحية وإيثاراً، فلا تدري أنبتوا من الأرض أم هبطوا من السماء، ولا تدري – وقد ارتحلوا – أكانوا يعيشون بيننا، ام كانوا مجرد طيف عابر، أو غيمة سحاب ظللت وأمطرت ثم ارتحلت بعيداً عنا.
لم يسلكوا سوى طريق الحق، ولم تثنهم عنه كل مغريات الحياة وشهواتها، وهم حين اختاروا هذا الطريق إنما ليصونوا بلداً استباحه العدو، وتتربص به المكائد والمؤامرات من كل جانب، ولولا هذا العطاء وهذه التضحيات، لأصبحت اليمن نهباً للغزاة والإرهابيين، الذين ما دخلوا بلدا إلا أحالوه إلى مرتع للفوضى والفساد وانتهاك الحرمات والأعراض.
وحين تداعت علينا جحافل الشر لتنتقص من سيادتنا وتسلب قرارنا، كان رجال الله في مقدمة الصفوف ولسان حالهم يقول: لن نرتضي على أرضنا وصيا يعبث بخيراتنا، وينهب ثرواتنا، ويبث سموم التفرقة المذهبية والطائفية في صفوفنا.
هكذا هم رجال الله، فسلام عليهم في كل حين، ولا نامت أعين الجبناء والمعتدين.
[email protected]